قال مفوض الأمم المتحدة السامى لشؤون اللاجئين فيليبو جراندى اليوم الاثنين إن اللاجئين المسلمين الذين يبحثون عن مأوى فى بنجلادش من فظائع لا يمكن تخيلها" تعرضوا لها فى ميانمار يواجهون صعوبات كبيرة وخطر تدهور شديد فى أوضاعهم إذا لم يتم زيادة المساعدات لهم.
يأتى التحذير فى وقت تبحث فيه القوات الحكومية فى ميانمار عن جثث قرويين هندوس تشتبه السلطات بأن متمردين مسلمين قتلوهم الشهر الماضى فى بداية موجة عنف أدت إلى نزوح 436 ألفا من الروهينجا المسلمين إلى بنجلادش المجاورة.
والعنف فى ولاية راخين فى غرب البلاد والنزوح الجماعى للاجئين أكبر مشكلتين تواجهان حكومة أونج سان سو كى الحاصلة على جائزة نوبل للسلام منذ توليها السلطة العام الماضى كجزء من انتقال سياسى أنهى 50 عاما من الحكم العسكري.
ويهدد العنف الدائر فى البلاد بشق الصف فى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، حيث تنصلت ماليزيا ذات الغالبية المسلمة من بيان أصدرته الفلبين رئيسة الرابطة حول الوضع فى ميانمار ووصفته بأنه تشويه "للواقع".
وقال جراندى فى مؤتمر صحفى فى بنجلادش "حلول هذه الأزمة هى بيد ميانمار".
وأضاف أنه لحين الوصول إلى حل على العالم أن يساعد اللاجئين الذين يعيشون "صدمة شديدة" ويواجهون صعوبات بالغة. والتقى جراندى باللاجئين فى زيارة لمخيماتهم فى جنوب شرق بنجلادش.
وقال جراندى "لقد شهدوا قرى تحترق وعائلات تعدم بالرصاص أو يتم ضربها حتى الموت ونساء وفتيات يتعرضن لمعاملة وحشية".
ودعا إلى "زيادة سريعة" فى المساعدات ووجه الشكر إلى بنجلادش على إبقائها الحدود مفتوحة أمام اللاجئين.
وتعتبر ميانمار ذات الأغلبية البوذية الروهينجا المسلمين مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش. ونشب صراع بين متمردين مسلمين والقوات الحكومية على فترات متقطعة على مدار عشرات السنين.
وبدأت موجة العنف الأخيرة فى 25 أغسطس آب الماضى عندما هاجم مسلحون من جماعة ليست معروفة على نطاق واسع تدعى جيش إنقاذ روهينجا أراكان نحو 30 موقعا للشرطة ومعسكرا للجيش.
ووصفت الأمم المتحدة الرد العسكرى الواسع النطاق بأنه تطهير عرقي، بينما اتهمت جماعات معنية باللاجئين وحقوق الإنسان قوات الأمن فى ميانمار وحراسا محليين بوذيين فى المنطقة بالعنف وإشعال الحرائق عمدا بغية طرد الروهينجا.
ووصفت الولايات المتحدة رد فعل حكومة ميانمار على أنه غير متناسب ودعت إلى إنهاء العنف.
وترفض ميانمار اتهامها بالتطهير العرقى وتقول إنها تقاتل إرهابيين. كما تقول إن أكثر من 400 شخص قتلو فى المواجهات معظمهم من المتمردين.
*قتلى الهندوس
ويبدو أن الأقلية الصغيرة من الهندوس فى ميانمار وجدوا أنفسهم محصورين وسط الصراع.
فقد فر بعض الهندوس إلى بنجلادش يشكون من ممارسة العنف ضدهم من قبل جنود أو حراس محليين بوذيين بينما اشتكى بعضهم من تعرضهم لاعتداءات من المتمردين للاشتباه بأنهم جواسيس للحكومة.
وقالت ميانمار اليوم الاثنين إن جثث 28 من الهندوس تم العثور عليها خارج إحدى القرى بشمال ولاية راخين بينما تبحث السلطات عن المزيد.
وتقول الحكومة إنها بدأت البحث الأولى بعدما اتصل أحد اللاجئين فى بنجلادش بزعيم محلى هندوسى فى ميانمار ليخبره أن نحو 300 من مسلحى جيش إنقاذ روهينجا أراكان اقتادوا نحو 100 شخص خارج القرية وقتلوهم فى 25 أغسطس آب الماضي.
وتوجد قيود كبيرة على وصول الصحفيين وموظفى حقوق الإنسان والإغاثة للمنطقة ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من تقرير الحكومة.
ونفى متحدث باسم جيش إنقاذ روهينجا أراكان الاتهامات للجماعة بقتل الهندوس وقال إن القوميين البوذيين يحاولون الإيقاع بين الهندوس والمسلمين.
وقال المتحدث المقيم فى بلد مجاور وعرف نفسه باسم عبد الله فى تصريحات لرويترز عبر خدمة للتراسل الإلكترونى "تعهد جيش إنقاذ روهينجا أراكان بعدم استهداف المدنيين.. ولم يتغير هذا مهما يحدث".
أرسل تعليقك