العلاج بالفن اتجاه جديد في العالم العربي
آخر تحديث 15:36:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

العلاج بالفن اتجاه جديد في العالم العربي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - العلاج بالفن اتجاه جديد في العالم العربي

القاهرة ـ وكالات

الرسم يصلح لمعاينة وتشخيص ومعالجة المرضى النفسيين.. وهو أسلوب بدأ العمل به في مصر ولبنان.. هذه الطريقة تصلح بشكل أساسي لمن يجهلون هذا الفن وليس لمن يجيدونه.. بعض الفنون بدأت تدخل العالم العربي كوسيلة للعلاج وتخفيف الضغوط النفسية ومكافحة الجريمة.. تقرير يلقي الضوء على بعض التجارب العلاج بالفنون «Art therapy»، اتجاه حديث آخذ في الانتشار كبديل عن العلاج النفسي التقليدي الذي يعرفه الناس، ويعتمد عادة، على إصغاء الطبيب إلى المريض في جلسات مطولة تنتهي بوصف بعض الأدوية. فالاتجاه الحديث يختلف تماما ويعتمد على مفهوم مغاير. وإن كان العلاج النفسي بشكل عام لا يحظى، أصلا، بالقدر الكافي من الاهتمام في العالم العربي، فإن هذه الاتجاهات الحديثة يراهن القائمون عليها على أن تلقى قبولا أكبر لدى جمهور الناس. وللتعرف عن قرب على العلاج بالفنون، تقول الدكتورة سوزان رضوان، الطبيبة النفسية والمعالجة بالفن لـ«الشرق الأوسط»: «الفكرة الدارجة عن العلاج النفسي عند الناس بشكل عام هي أن يذهب من لديه مشكلة نفسية إلى معالج ليعطيه حلا أو علاجا دوائيا لهذه المشكلة. ولكن الصواب هو أن يذهب إلى شخص يساعده على حل مشكلته من جذورها. فهناك أساليب كثيرة ومتعددة للعلاج النفسي منها العلاج الكلامي وعلاج السلوك المعرفي، ومنها أيضا العلاج بالفن. وهو علاج نفسي يعتمد في مدخله على شكل فني مثل الرسم أو الموسيقى أو النحت أو مجالات أخرى مثل (السيكودراما). وبشكل عام فإن أي ممارسة لطاقة إبداعية تكون مشبعا نفسيا وتخرج الطاقات السلبية وتشحن الشخص بطاقة إيجابية، أمر جيد لكل من يعاني الكآبة أو أكثر من ذلك. والطاقة التي يخرجها الشخص في شكل فني تعادل الكلام مع المعالج النفسي في حالة العلاج النفسي التقليدي». وتضيف رضوان: «العلاج بالفن يعتمد على 3 مراحل. المرحلة الأولى هي (التنفيس) وتعتمد على قيام الشخص بإخراج ما في داخله من خلال الرسم أو العمل الفني الذي يقوم به. وبعد هذه المرحلة تأتي الخطوة الثانية وهي (التحليل)، وتعتمد على قيام المعالج النفسي بتحليل ما تم رسمه ليتعرف على الشخص من الداخل. ومن خلال هذه الأعمال الفنية نكتشف الكثير جدا عن الشخص، فتظهر لنا الضغوطات الصغرى التي يعاني منها، مثل الأحداث اليومية التي تسبب له مشاكل، وتظهر أيضا الضغوط الكبرى أو الصدمات القاسية التي تعرض لها وما تزال تؤثر عليه، وسيبقى لها أثر في حياته لفترة طويلة، ربما. ومن خلال قراءة الرسم نفهم أيضا الوسائل التي يلجأ إليها المريض لحل مشكلاته، كما نفهم أسلوبه في التفكير. وهذا يساعد المعالج بصورة كبيرة في التعرف على مريضه بطريقة غير مباشرة. فالناتج الفني هو تعبير بصري للإنسان، وانعكاس لدواخله، وكأننا نأخذ صورة أشعه للشخص من داخله تظهر ذاته ومكنوناته. إنها وسيلتنا لنجعل المريض يتحدث باللون والخطوط من دون حرج». تكمل رضوان: «المرحلة الثالثة هي (العلاج). بمعنى كيف نستخدم كل ما سبق واكتشفناه في علاج المشكلة ومساعدة الشخص. وقد تكون المشكلة صغيرة، فهناك مثلا من لديه انفعالات فائضة أو غضب عارم ونحاول علاجه بالسيطرة على هذه المشاعر من خلال الرسم. ويظهر تطور حالة الشخص ومدى استجابته من خلال الرسوم، التي يطلب إليه التعبير من خلالها في كل مرة. فتطور نفسية الشخص ينعكس عليها بشكل كبير، بينما من لديهم أعراض مشكلات كبيرة مثل الفصام أو الاكتئاب فيحتاجون إلى العلاج الدوائي وبعدها تأتي مرحلة العلاج بالفن». وتؤكد د. سوزان رضوان على أن الرسم بشكل عام له جانب فطري في الإنسان. فهو يجذب الناس لأنه يخرج الجانب الطفولي لديهم. كما أن الأوراق والألوان تشكل عامل جذب للجميع حتى وإن كان المريض غير متمكن في فن الرسم. وهذا يكون مطلوبا بشكل أكبر لأنه في هذه الحالة يخرج الإنسان ما بداخله بتلقائية وعفوية دون الالتزام بأي قواعد، بعكس الأشخاص المتمكنين من الرسم الذين يكون عقلهم الواعي متيقظا أثناء العلاج لرغبتهم في إخراج عمل فني له جودة عالية ومستوى رفيع. فنحن نرغب في معرفة ما هو موجود في العقل الباطن أو غير الواعي للإنسان. وتبين لنا أن العلاج بالفن يكون فعال جدا في حالة الأشخاص غير القادرين على التعبير عن أنفسهم بسهولة، مثل الأطفال أو المدمنون أو مرضى التوحد. فمن خلال الرسم يظهر الكثير وتنعكس المشكلات النفسية بسهولة. فمثلا المدمنون يكونون فاقدين للثقة بأنفسهم وللقدرة على التواصل مع الآخرين، وهنا يأتي العمل الفني لينمي مهاراتهم ويفجر ما بداخلهم، وكذلك مرضى التوحد تكون الأعمال النحتية أو التي تنفذ بالصلصال مناسبة جدا لهم. وتشير د. سوزان رضوان إلى أن جلسات العلاج بالفن لا تقتصر فقط على علاج المرضى النفسيين، ولكنها تصلح للجميع كشكل من أشكال التخلص من الضغوط البسيطة أولا بأول بشكل ممتع وسهل. كما أن الاستجابة التي يسجلها المعالجون، تختلف حسب المرونة النفسية للشخص. ففي العادة الأزمات المتوسطة تحتاج من 4 إلى 6 جلسات علاجية. وغالبا ما يكون الأطفال أكثر مرونة نفسية من الكبار. أما المراهقون فهم من الفئات الأكثر صعوبة في التعامل معهم، وإن كانت أكثر الحالات صعوبة على الإطلاق هي التي نواجهها مع كبار السن. ففي هذه المرحلة يصعب تغيير معتقدات الأشخاص المسنين أو استكناه ما في دواخلهم. وتختتم د. رضوان حديثها بالإشارة إلى أن هذا النوع من التشخيص والعلاج النفسيين بالفنون، ما يزال قليلا في مصر والعالم العربي بعكس الخارج، حيث توجد له معاهد ومدارس ويلقى اهتماما كبيرا. لكن لا بد من الإشارة إلى أنه يوجد إقبال جيد ومشجع، عندنا على جلسات العلاج بالفن. لذا فهي تتمنى أن تنشئ مركزا متخصصا لهذا الغرض في مصر، وأن يعالج الناس دون تحمل مشاق العلاج النفسي بشكلها التقليدي أو الأعباء المادية. لبنان هو أحد الدول العربية التي يستخدم فيها بعض المعالجين النفسيين الجانب الفني خاصة لتشخيص الأزمات النفسية التي يمر بها الأطفال، وكذلك لمساعدتهم على الخروج من محنهم. وتسارع بعض هيئات المجتمع المدني أثناء حصول اشتباكات مسلحة إلى مساعدة الأطفال للتعبير عما رأوه من بشاعات، ولرسم المشاهد العنيفة التي عاشوها، ولا يتمكنون من التعبير عنها في أحاديثهم اليومية، أو حتى أثناء العلاج. هذا ما فعله بعض ناشطي جمعيات المجتمع المدني خلال حرب إسرائيل على لبنان في يوليو (تموز) عام 2006. وهي أيضا الطريقة التي تم اتباعها لمساعدة أطفال مخيم نهر البارد عام 2007 أثناء وبعد معارك ضروس تعرض لها هذا المخيم الفلسطيني المكتظ بالسكان طوال ثلاثة أشهر. جدير بالذكر أنه إضافة إلى لجوء المعالجين النفسيين للأطفال إلى الرسم كوسيلة للتشخيص أو العلاج، برزت في لبنان في السنوات الأخيرة، أسماء لفنانين عملوا على تشجيع الناس العاديين على الابتكار للتخفيف من ضغوطهم النفسية. هؤلاء الفنانون أنفسهم باتوا أكثر وعيا لما يمكن أن يقدمه الفن على صعيد العلاج النفسي، أو تغيير طريقة التفكير. وأسست منذ عدة سنوات الممثلة الكوميدية زينة دكاش «المركز اللبناني للعلاج بالدراما». ودخلت دكاش السجون لا سيما سجن روميه، أحد أكثر السجون اللبنانية شهرة بإيواء المجرمين، بعد أن قادت حملة بمعونة بعض النواب لإقناع المسؤولين بأهمية الفن كوسيلة للتخفيف عن المساجين وعلاجهم. وتمكنت دكاش لغاية الآن من تقديم عرضين مسرحيين من كتابة وتمثيل سجناء، هذا عدا ورش العمل التي تنظمها لمساعدة من يريد، من جمهور الناس العاديين، معالجة نفسه بالدراما. المسرحية الأولى حملت عنوان «12 لبناني غاضب» عرضت أمام الجمهور وحضرها وزراء ونواب وقضاة ومسؤولون أمنيون كما الجمهور العادي. وأحدثت المسرحية صدى طيبا، شارك في كتابتها وتمثيلها محكومون بمؤبد كما مهربو حشيش وقتلة واعتبرت زينة دكاش عملها إنجازا، اجتازت من خلاله قضبان السجون واستطاعت تفجير مواهب المحكومين ومعهم المسؤولون الذين تغيرت نظرتهم للسجين. وبعد هذه المسرحية شهد أحد السجون اللبنانية ولادة مسرحية أخرى مع دكاش، لكن هذه المرة مع سجينات نساء حملت عنوان «شهرزاد». ومحاولة العلاج بالدراما لجأت إليها أيضا المخرجة والممثلة اللبنانية المعروفة عايدة صبرا التي أقامت أكثر من ورشة عمل للتمثيل المسرحي الصامت تقوم على التمارين الارتجالية استهدفت بشكل أساسي، الموظفين والعاملين في مهن تتطلب مواجهة مع الآخرين، لكسر حاجز الارتباك والخجل، وتعليم المتدربين الإقدام والتعبير عن الذات. العلاج بالموسيقى لا سيما الموسيقى الكلاسيكية باتت له مدارسه المعروفة في الغرب، وكذلك العلاج بالتمثيل وبالرقص أو القراءة وحتى الكتابة. العالم العربي بدأ يتعامل مع هذه العلاجات في السنوات القليلة الماضية، لكن ما يزال إيمانه بها، وإقباله عليها، دون المستوى المطلوب.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلاج بالفن اتجاه جديد في العالم العربي العلاج بالفن اتجاه جديد في العالم العربي



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates