أزمة كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير في السودان
آخر تحديث 04:42:05 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أزمة كتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير" في السودان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أزمة كتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير" في السودان

درافور ـ وكالات

أثار منع ندوة حول كتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير" للباحث عبد الله الشيخ -بعد عدم إجازته من قبل المصنفات الأدبية بالسودان- الكثير من الأسئلة، خاصة بعد أن تم حجز الكتاب في مطار القاهرة قبل السماح بدخوله لمصر إلى حين عرضه على الأزهر الشريف.وقال الناشر مهدي عمر، الذي كان بصدد طباعة الكتاب في السودان، إن المصنفات الأدبية قد رفضت إجازته بحجة إيراد الكاتب لأمور لم يشر إلى مصادرها.من جانبها تشير مديرة مركز محمود محمد طه الثقافي، أسماء محمود، إلى أن المركز يحمل تصديقاً من وزارة الثقافة، "إلا أننا نفاجأ دائماً بطلب تصديق من الجهات المختصة عن كل ندوة، في تناقض واضح في الصلاحيات بين جهة حكومية تعطي وأخرى تمنع".وأكدت أسماء في حديثها للجزيرة نت أنه "بعد رفض التصديق بعقد الندوة أخبرنا رواد المنتدى عبر الرسائل بإلغاء الندوة، إلا أننا فوجئنا بثلاث عربات تقفل الشوارع المؤدية إلى المركز. فذهبت إليهم وأخبرتهم بأن الأمر لا يستدعي كل ذلك، فالندوة عامة حول التصوف والنقاش حول محتوى كتاب لم يدخل السودان بعد". في كتاب التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق، طرح الراحل الدكتور زكي مبارك سؤالاً: "هل التصوف الذى أعرفه اليوم هو التصوف الذي عرفته من قبل؟ .. هيهات!!"، ومن هيهات زكي مبارك ينطلق الباحث عبد الله الشيخ لقراءة تصوف اليوم باسترجاع تصوف الأمس، في قراءة اعتمدت تاريخياً على حوادث ألمت بالتصوف، وزلزال مادية اليوم التي حركت ساكن أهل الزهد.ويشير عبد الله إلى أن التصوف موقف تاريخي اجتماعي وسياسي اتخذته النخبة السياسية عقيدة وتقية لكسب الغالبية التي تدين به، ويرى الباحث أنه صراع مذهبي وتاريخي في جوهره، مستدلاً بقراءة تاريخ السودان السياسي والاجتماعي والطبيعة السكانية، وذهب في كتابه إلى أن النخبة السودانية تتخذ من المقدس طقس عبور للكسب السياسي والمادي.ويذهب الباحث والكاتب حيدر إبراهيم إلى القول بأن مؤلف الكتاب عبد الله الشيخ مفكر مجتهد أبى إلا أن يقتحم في واحد من ثالوث المحرمات (الدين)، ولم يكن ناقدا أو مجدفاً بل حاول بموضوعية وجدية التفريق بين الدين الحقيقي والدين الشكلي، أو بين دين القلب ودين المظهر والهيئة.ويضيف إبراهيم إن الكاتب يدخل المنطقة الخطرة: نقد تجربة الإسلام السياسي في تطبيق الشريعة ومظاهر الفشل التي تلاحق النظام الحالي والتي وصلت حد تخريب الوحدة الوطنية والتفريط في الجنوب. وتابع "إن الفكر لا يحارب بالمنع بل بفكر مثيل، والكلمة تقارع بكلمة أخرى".بينما يرى الناقد عامر محمد أحمد أن الباحث في كتابه قد جانبته المهنية والعلمية، مما أخل بالسياق العام وجعل الكتاب سياسياً بامتياز، وقام بإلباس التصوف لباساً أخر، مما يؤشر على أن قراءة الفوارق بين الدروشة والتثوير في التصوف أخرجته من متابعة حركة وتطور الصوفية إلى حراك سياسي تاريخي انتظم السودان، ومن الصعب تحديد المسؤول عن إخفاقاته، والتصوف بريء من الدروشة وبعيد عن التثوير، وهذه قراءة حداثية سلفية ألبسها الباحث جلباب التصوف. أما مؤلف الكتاب عبد الله الشيخ فيقول للجزيرة نت إن الكتاب يبشر بتصحيح المسار السياسي والفكري في السودان بإشاعة مبادئ التصوف العلمي كحلقة ثالثة بعد الدروشة في عهد الفونج والتثوير المهدوي.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير في السودان أزمة كتاب التصوف بين الدروشة والتثوير في السودان



 صوت الإمارات - قصي خولي يكشف أسباب عدم مشاركته في الدراما المصرية

GMT 20:48 2019 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

نيمار دا سيلفا يكشف سبب مغادرته لصفوف برشلونة

GMT 15:49 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

لا يبشر الجو العام بالهدوء التام

GMT 14:13 2019 الخميس ,23 أيار / مايو

كلنا مع الإمبراطور

GMT 08:49 2015 الجمعة ,13 شباط / فبراير

"فنون حائل" تشارك في مهرجان الشارقة

GMT 08:32 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

حفل فني ضمن "مهرجان سماع" في شارع المعز
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates