الحوثيون يحتفلون بالذكرى الثالثة لانقلابهم الغادر الذي شكل مأساة للشعب اليمني
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الشرعية تسيطر على 85 % من اليمن والانقلابيون في صنعاء وذمار وعمران فقط

الحوثيون يحتفلون بالذكرى الثالثة لانقلابهم الغادر الذي شكل مأساة للشعب اليمني

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحوثيون يحتفلون بالذكرى الثالثة لانقلابهم الغادر الذي شكل مأساة للشعب اليمني

المتمردون الحوثيون في اليمن
صنعاء ـ عبدالغني يحيى

يحتفل المتمردون الحوثيون في اليمن اليوم بالذكرى الثالثة لانقلابهم، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب اليمني مأساة قالت الأمم المتحدة إنها الأسوأ في العالم. ففي مثل هذا اليوم من العام 2014، انقلب الحوثيون على الشرعية اليمنية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته التوافقية، بالتحالف مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بعد التراجع عن مخرجات الحوار الوطني الشامل التي توافق عليها اليمنيون في حوار استمر لقرابة العام.

الاحتفال بهذه المناسبة، التي وصفتها المصادر الحكومية اليمنية بأنها "يوم النكبة" في اليمن، يأتي في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها اليمنيون جراء سيطرة الانقلابيين على مؤسسات الدولة ومواردها المالية في المناطق التي ما زال الانقلابيون يسيطرون عليها، إلى جانب استمرارهم في ارتكاب المجازر، الواحدة تلو الأخرى، بحق المدنيين في عدد من المحافظات، وبالأخص محافظة تعز المحاصَرَة، التي تتعرض لقصف شبه يومي على يد ميليشيات الحوثي وصالح.

كما يحتفل الحوثيون بذكرى الانقلاب، في ظل تعاظم الانتهاكات بحق المواطنين اليمنيين والنشطاء، وهي الانتهاكات التي طالت، أيضاً، الصحافيين المعارضين لسياسية الميليشيات من المنتمين لحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح)، حيث اعتقل الصحافي كامل الخوداني، كما اعتقل صحافيان من المقربين من الميليشيات نفسها، وهما نزار الخالد وعابد المهذري، وذلك إثر تهديدات أطلقها القائد العسكري للميليشيات أبو علي الحاكم، بحق الصحافيين، الأسبوع الماضي، عقب اجتماع في القصر الجمهوري بصنعاء، وهذه الدفعة الجديدة من الصحافيين المعتقلين تُضاف إلى أكثر من 14 صحافياً معتقلين لدى الميليشيات منذ نحو 3 سنوات، وبعضهم تعرض لأحكام قاسية وصلت إلى حد الإعدام، كما هو الحال مع الأستاذ الجامعي والكاتب يحيى عبد الرقيب الجبيحي.

احتفال الانقلابيين هذا العام، يأتي، أيضاً، في ظل خلافات حادة بين شريكي الانقلاب الحوثي وصالح، وصلت إلى حد فك الارتباط، بشكل غير معلن بين الطرفين، خصوصاً في ظل استمرار الميليشيات بإضعاف صالح وضربه سياسياً وعسكرياً، عبر تشتيت قواته وممارسة ضغوط عليه وتهديدات باعتقاله ومحاكمته، بعد وضع قيود على تحركاته ولقاءاته ومهرجاناته الجماهيرية، ويبقى السؤال هنا: هل سيشارك صالح، اليوم، في احتفال الحوثيين بذكرى الانقلاب، كما تسرب أنه يتعرض لضغوط للمشاركة في احتفال ميدان السبعين وإلقاء كلمة تتوافق مع سياسيات الحوثيين؟

يقول الكاتب والمحلل السياسي، وضاح الجليل أنه لا أحد يستطيع التكهن بمشاركة صالح من عدمها في حفل الحوثيين بذكرى الانقلاب، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "لا أظن أنه سيضطر لحضور احتفال الحوثيين بـ21 سبتمبر/أيلول، لأن هذا سيظهره في موقف متناقض، وسيبطل مزاعمه في الدفاع عن الجمهورية، رغم أنه شريكهم في صنع الانقلاب، لكن في المقابل، جميعنا نعرف أن صالح ملك التناقضات والألاعيب، وقد يشاركهم الحفل كنوع من التطمين لهم بأنه لا يزال حليفاً لهم، ولن يبادر للغدر بهم، وقد يفعل هذا ليحظى بمزيد من استعطاف أنصاره الذين ينظرون إليه حاليا بأنه رجل مستضعف تم الغدر به من الجميع بمن فيهم حلفاؤه الحوثيين.

ويذهب مراقبون ومحللون إلى أن ذكرى الانقلاب تأتي في وقت يمارس فيه الحوثيون شتى أصناف التحجيم والإهانات بحق صالح والموالين له في الحكومة وخارجها، وصلت إلى تقييد الحريات والاعتقالات لضباط بارزين في قوات الحرس الجمهوري الموالية له، كما حدث قبل عدة أيام في محافظة ذمار، ويقول الجليل بهذا الخصوص: صالح فعلاً يمر بمرحلة ضعف حقيقية، لكنها ليست تلك التي تعني نهايته أو استلاب قراره الشخصي من قبل الحوثيين، هو يحاول تجنب الاصطدام بهم، نظراً لجبنه وخوفه، وقد عرف عنه طوال فترة وجوده في مراكز صنع القرار أنه لا يخوض حرباً واحدة بمفرده، وحالياً هو لا يجد حليفاً له ضد الحوثيين، فيعمد إلى تجنبهم ومحاولة مراوغتهم وتقديم التنازلات لهم حتى تتسنى له فرصة لبيعهم في صفقة مع خصومه، أو توفر فرصة وحليف يمكنانه من الانقضاض عليهم.
وتحل الذكرى الثالثة للانقلاب وقد حقق الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، تقدماً كبيراً، أدى إلى سيطرة الشرعية على نحو 85 في المائة من الأراضي اليمنية، فيما بات الانقلابيون محصورين في العاصمة صنعاء ومحافظة ذمار وعمران، فيما الأجزاء الشمالية من إقليم تهامة والتابعة لمحافظة حجة، باتت تحت سيطرة قوات الجيش الوطني، وكذا الحال في مناطق كثيرة من محافظتي صعدة وصنعاء، إضافة إلى المدخل الجنوبي لمحافظة الحديدة، فخلال أقل من عام، تمكنت قوات الجيش الوطني وقوات التحالف من السيطرة على مساحات واسعة من الساحل الغربي، في إطار عملية "الرمح الذهبي"، التي أسفرت عن السيطرة على باب المندب ومنطقة ذباب والقاعدة العسكرية الكبيرة وهي معسكر خالد بن الوليد، في شمال غربي مدينة تعز.

ورغم الأحاديث التي ترددت، الأيام الماضية، عن إمكانية استئناف مشاورات السلام بين الحكومة الشرعية والانقلابيين برعاية من الأمم المتحدة، فإن المراقبين يعتقدون أنه لا توجد مؤشرات حقيقية على إمكانية استئناف العملية السياسية، في ظل استمرار الحوثيين في إحكام قبضتهم على الأوضاع في المناطق التي تحت سيطرتهم، وذلك ما يؤكده المحلل السياسي، ياسين التميمي بقوله: لا أعتقد أن هناك مؤشرات على استئناف المشاورات، لأنه، حتى اللحظة، لا يوجد إطار متفق عليه للمشاورات، فإذا كان الانقلابيون يرفضون التشاور حول قضية جزئية مثل ميناء الحديدة، فإنهم أبعد ما يكون عن الذهاب إلى مشاورات تؤسس لحل سياسي يقوض مكاسبهم (...). إنهم يمضون في إقامة الاحتفالات بمناسبة مرور 3 أعوام على الانقلاب، وهذا هو المؤشر الأقوى على أنهم يؤسسون على عمل مجرم وغير مشروع شرعيةً جديدةً تتناقض مع القانون الدولي، وهي رسالة واضحة على أن جهود الأمم المتحدة تواجه تحدياً حقيقياً يؤذن بفشل مهمتها.

ويسود اعتقاد لدى المراقبين والشارع اليمني بأن احتفال اليوم، سوف يمثل مرحلة مفصلية في التحالف القائم بين الحوثيين وصالح، حيث بات الحوثيون يعتقدون أنهم المسيطرون الوحيدون على الساحة في المناطق التي ما زالت تحت سيطرتهم، رغم أن قوات الجيش الوطني باتت على بعد أقل من 30 كيلومتراً من مطار صنعاء الدولي، إلى جانب ارتفاع الأصوات المنددة بفساد الانقلابيين الذين سحبوا نحو مليار ريال يمني من فرع البنك المركزي بمحافظة الحديدة (غرب البلاد) لتغطية تكاليف احتفالاتهم وسط تخمة واضحة للعيان أصابت قيادات الميليشيات، فيما يستمر استنزاف المواطنين عبر الجباية بكل الطرق.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحوثيون يحتفلون بالذكرى الثالثة لانقلابهم الغادر الذي شكل مأساة للشعب اليمني الحوثيون يحتفلون بالذكرى الثالثة لانقلابهم الغادر الذي شكل مأساة للشعب اليمني



GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates