حكاية ماتيل قصة واقعية بنجاح فني
آخر تحديث 15:36:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"حكاية ماتيل" قصة واقعية بنجاح فني

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "حكاية ماتيل" قصة واقعية بنجاح فني

بيروت – وكالات

تطرح رواية "حكاية ماتيل" للكاتبة اللبنانية مي ضاهر يعقوب، مشكلة قد لا تكون سهلة دائما، وهي كيف نكتب قصة من الواقع ولا تأتي مسطحة في عاديتها بل تتسم بروح فنية حية. وهي هنا - لنجاح الكاتبة في سردها - تعيد طرح سؤال قديم يقال إن أرسطو بدأه في قوله "إن الفن يقلد الحياة" إلى أن جعل أوسكار وايلد القضية معكوسة فقال "إن الحياة تحاكي الفن". ومن خلال رواية مي ضاهر يعقوب الكاتبة والصحافية في جريدة النهار البيروتية، قد نصل إلى استنتاج هو أن الفن يحاكي الحياة، وأن الحياة نفسها إذا رويت بحيوية أحيانا فسيأتي الأمر فنيا مؤثرا. وقد جاءت الرواية في 209 صفحات متوسطة القطع وصدرت عن دار النهار للنشر في بيروت. تكتب مي ضاهر يعقوب قصة "ماتيل" أو "ماتيلدا" من خلال المرور بحقب تاريخية مختلفة تبدأ بالأجداد لتصل إلى البطلة وإلى الأحفاد. وهي تروي بتشويق ودفء. في (تمهيد) تقول الكاتبة "بين دفتي هذا الكتاب قصة حقيقية لامرأة تدعى ماتيلدا، ولدت في بيروت مطلع القرن العشرين. عرفت ماتيل - وهذا اسم الدلال - الطمأنينة والفرح والرفاه وما لبثت أن عاشت القهر والعذاب والازدراء والاغتراب والفقر والقلق إلى أن عاد إليها الاطمئنان فالترقي الاجتماعي والمهني والسعادة. ولعل اكثر أحداث هذه الرواية من نسج الخيال وكذلك الشخصيات واسماؤهم. لكن ما حصل مع ماتيلدا في مفاصل اساسية من حياتها هو حقيقي تثبته قصيدة كتبها لها شقيقها مرحبا بها لدى عودتها في زيارة للبنان بعد أكثر من سبع وثلاثين سنة من الاغتراب عن وطنها وعائلتها. "هاجرت ماتيلدا مطأطئة الرأس في العام 1924 إلى الأرجنتين وعادت في العام 1961 مرفوعة الرأس وموفورة الكرامة راوية ما حدث معها من ظلم كان خافيا على الأقربين، انطلقت بالكلام من قصة خطفها... ولم تهدأ ولم تستكن إلى أن انفجرت صارخة في وجه الجميع لأنهم احتقروها من دون أن يعرفوا حقيقة ما حصل معها في ذلك اليوم الذي انتهى بزواجها من شخص سيء الطباع من دينها، ولأنهم ازدروها وتخلوا عنها نهائيا عندما تزوجت للمرة الثانية بعد سنوات لأن الزوج الجديد لم يكن من دينها مع أنه كان شهما ونبيلا". انطلقت الكاتبة من سنة 1832 وما بعدها متحدثة عن الهجرات المختلفة والاضطهادات راوية قصة يوسف ماراكيس اليوناني، الذي هرب من الفقر في بلده بحثا عن عمل في مدينة حلب السورية وقصد صديق عمه الأرمني فاهان شادريان ليساعده في إيجاد عمل. عمل ونجح ولكنه أراد المزيد فقصد القامشلي السورية للعمل في الزراعة. كان قد تعلق قلبه بابنة شادريان. نجح في القامشلي فعاد وطلبها وأعلنت خطوبتهما على رغم كون الخطيب يونانيا والخطيبة ـرمنية. وتزوجا. بعد ذلك قرر الانتقال إلى ديار بكر في تركيا حيث حقق ثروة ورزق بأولاد. لكن بعد المجازر خلال الحكم العثماني في حق الأرمن والسريان والأقليات الأخرى في ديار بكر هرب ابنه إلى حلب وما لبث أن لحق به سائر الأسرة. جورج ابن يوسف وارتين -او ارت- وابن خاله شادريان ذهبا الى بيروت. ارتين أصبح اسمه أرت شادر وصار يعمل صحفيا في صحيفة تصدر بالفرنسية بعد أن طور قدراته. جورج عمل في الجمارك وصار ذا شأن ورقي إلى رتبة عالية بعد وقت. وبعد فترة انضمت اليهم عائلة يوسف افندي ماراكيس الذي تخلى عن ثروته وبيته وممتلكاته هربا من المجازر في ديار بكر. جورج تزوج من فتاة من شمال لبنان ورزقا باولاد. يقول الراوية بطرس حفيد يوسف إنهما أنجبا ثلاثة صبيان وثلاث بنات "وكانت بكر مواليدهما خالتي ماتيل." والدها جورج بحكم وظيفته كان دائم التنقل لذلك ولد اولاده في اماكن مختلفة من لبنان وفلسطين. كان يدلل اولاده "ولديه نقطة ضعف حيال ماتيل الذكية والجميلة" والطيبة التي اعطيت افضلية "في الدراسة والموسيقى والاناقة". يروي الراوية الأحداث نقلا عن جده لأبيه بطرس كيرياكوس الذي هرب من مذابح ديار بكر إلى أنطاكية ثم اللاذقية ثم طرطوس والإسكندرية قبل أن يستقر في حيفا، حيث كان جورج وعائلته. تصادقت العائلتان. جوزف ابن بطرس أحب ماتيل وأحبته وتمت خطوبتهما. تأخر الزواج بسبب انتقال جورج وعائلتة الى بيروت مرة أخرى. في إحدى زيارات ماتيل لعائلة خالها في غوسطا في الجبل اللبناني استدرجتها فتاتان من الأنسباء إلى مكان وما لبث أن "خطفها" سائق تاكسي شرير كان معجبا بها لكن والدها رفضه. قاومته قدر المستطاع ولما أخذها إلى البطريركية المارونية في بكركي ليعلن زواجه عليها أبلغت الكاهن رفضها وعلم البطريرك إلياس الحويك بالأمر ووضعها تحت رعايته ونامت في غرفة في الدير. رفض والدها أن يقابلها. غيابها في تلك الأيام كان يعتبر عارا، فاضطرت إلى أن تقبل بأن تتزوج مخايل أو "مايك" سترا للعار كي لا يذبحها أهلها. كان زوجها شريرا ومقامرا يضربها ويجوعها. وقرر السفر إلى الأرجنتين وهناك عانت الكثير وعملت خادمة في محلات تجارية للبنانيين وعرب كي تعيل أولادها الثلاثة. زوجها قتل أحد الجيران الذين تدخلوا للفصل بينه وبين عائلته التي كان يهددها بالقتل. حكم عليه بالسجن المؤبد لكنه خلال شجار في السجن قتل طعنا. كانت تعمل في تنظيف متجر محمد عبدو الذي عاملها معاملة محترمة جدا. بعد ذلك وظفها لتعمل معه في المحل التجاري وقد حققت نجاحا ممتازا. بعد مدة من الزمن تزوجا. كانت تتردد بسبب فرق الدين بينهما لكن الأب جان الكاهن الذي ساعدها كثيرا مدح محمد عبدو وأخلاقه ونصحها بأن يتزوجا زواجا مدنيا ففعلا. محمد كان إنسانا رائعا جعلها شريكة كل شيء في حياته وسهر على تربية أولادها. والدها الذي عرف بقصتها أخيرا كان يكاتبها ويطلب إليها أن تعود إلى لبنان لكنها كانت ترفض إلا أنه توفي سنة 1948. أصبحت ماتيل سيدة محترمة مرموقة وثرية، وانتخبت رئيسة لسيدات الجالية العربية هناك. في أواخر خمسينات القرن الماضي ذهب محمد عبدو إلى لبنان وقصد منزل أهل زوجته. أعجبوا به كثيرا. كان يمهد الطريق لزيارة ماتيل لهم. لم تستطع القيام بالزيارة إلا سنة 1961 بسبب أشغالها. استقبلت استقبال الشخصيات المهمة في المطار، وكان لقاؤها بأهلها مؤثرا جدا. روت لهم قصتها التي لم يعرفوها بأجيالهم المختلفة فبكوا. تحدثت بكل حب عن ذلك الرجل ابن الطائفة الأخرى وكم كان نبيلا معها ومع أولادها. أمضت شهرا ملؤه السعادة في لبنان. سافرت بعد ذلك واستمرت الاتصالات بينهم. توفيت ماتيل بعد ثلاث سنوات من زيارتها وكان زوجها قد مات قبلها بسنة "ومع الجيل الثاني لأولاد الخالات والأخوال توقفت الاتصالات وضاعت هذه العلاقة العائلية مرة جديدة كما ضاعت من قبل مع ماتيل".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ماتيل قصة واقعية بنجاح فني حكاية ماتيل قصة واقعية بنجاح فني



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates