خديجة السيد تجس نبض العناق
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

خديجة السيد تجس نبض العناق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - خديجة السيد تجس نبض العناق

بيروت ـ وكالات

في مجموعة الشاعرة السعودية خديجة السيد "نبض العناقيد" دفء وهدوء ووضوح يأتي بصفاء دون ان ينقصه الايحاء او يقع في المباشرة الباردة. وتخلق الشاعرة اجواء رمزية في قصائدها لكن الرموز والصور لا تأتي غامضة يصعب الدخول الى عالمها بل تأتي مع مجازاتها مجمّلة للنص غير معقدة له. في المجموعة التي جاءت محتوياتها على نمط قصيدة النثر حالات قليلة بل حالة واحدة وردت شعرا تقليديا يتبع وحدة الوزن والقافية. الا اننا نرصد لدى الشاعرة في حالات متكررة ميلا الى استهلال القصيدة النثرية بما يصلح ان يكون مطلعا يسير على نمط الشعر التقليدي. غير انها تنتقل من هذا المطلع الكلاسيكي الى القصيدة النثرية فتسير فيها بسهولة وبساطة جذابة. واعتماد التقفية التي هي اقرب الى السجع قليل عندها. جاءت المجموعة في 64 صفحة متوسطة القطع وبلوحة غلاف للفنان التشكيلي حسن الساري وصدرت عن دار فراديس للنشر والتوزيع في المنامة. القصيدة الاولى حملت اسم "فاتحة" وفيها قالت الشاعرة "سعادتي بك/اترقبها ترقب الرضيع امه/ اشعر بك قبل ان ألقاك/ وأهرول نحو موعدك وأردد/ تبا لساعة تتأخر عقاربها..!!/ سأعيدها للماوراء/ قلبي يدوزن نبضي في لحظات انتظارك ألقاك/ وأنظم مشاعري في نبضي وأمده نغما اليك!" في قصيدة "لغة الورد" نقرأ قول الشاعرة "اقبل وبيده باقة من زهور البنفسج/ يسير في زهو غير آبه بوقوفي المتطفل (عدت خطوات للوراء) حمى الصمت اقتلعت مني السكون/ الدمع في عيني يشدو انكساري/ ان طوق جيدها/ عيناه بعض من عذابي/ وهناك كانت وقفة احتضاري". في قصيدة "قوارير" تقول الشاعرة في موسقة جلية "ضئيل ايها العالم الحقير/ لا يشبهك الا رماد داسته ارجل البلهاء/ ما زال بنو البشر ينكثون تنهيداتك/ شرخها يعمي الابصار ( تتلظى عيون الذئاب) يتعالى نباح الكلاب المسعورة/ النجم يكتفي بقضم اظفار المساء!!/ يروي شرايين الالم/ بدأت الارض دورتها الجدية/ تعاقبت فصول الفضول على جدار الزمان العتيق/ انساب ندى موسيقاك على خد ذاكرة/ لا تشيخ../ فتراقصت النوارس/ علي ايقاع بحر الحب/ والبحر صرح ممرد من قوارير/ لا تقبل الكسر .. ولا القسمة". في قصيدة "خابية المطر" جو من الحزن الشفاف بجمال. تقول الشاعرة "خبأت يدي بين زخاتها/ عانقتها معانقة تشتهي البكاء/ شددت قبضتي على نشيدها فصفق منتشيا/ بالهواء ومزق حنجرتي/ لملم بقاياي كي لا اكون حبة مطر عابر../ فريسة برق ورعد/ تعلمت منه كيف اكون سقيا الضفاف/ ورياح الحزن والجفاف". وفي قصيدة "تطرف" تقول خديجة السيد مستهلة ببيت شعري موزون لتعود بعده الى قصيدة النثر "انثى وتختصر الحقيقة كل احلام النساء/ انثى تفرد نصف عالمها على حد الزمان/ تمارس جنونها بحب/ لتنمو/ تتورد/تنضج/ تتكاثر/ تصفر/ تذبل/ تشيخ/ لكنها ابدا لا تتكرر لانها بيضاء كغيمة/ دافئة كالثلج". في قصيدة "عناق" تقول الشاعرة "ايها القاطن مسافات الغياب.. روحي المرهقة/ تعانق روحك.. تطارد صحوي ونومي../ عصفت بي اعاصير الغربة/ طوت شتلاتي دهاليز النسيان". في قصيدة "ليلكية" تبدأ ببيت شعري موزون مقفى فتقول "انثى لها بين الضلوع قلوب/ والذاريات على الجفون تذوب" ثم تنتقل الى النثرية. وفي "سفر الغياب" تنقل الينا تجربة حزينة فتقول "ماجت بوجه الحب ارصفة الموانيء بالحنين/ مدت يد من خلف ألحان المساء/ تلمست شوقي في نبرات صوتها المبحوح/ نثرت رفات قصائد ذبلت على رموش الانتظار". وفي "بنيان" بداية ببيت شعري موزون ثم انتقال الى غيره. تقول "غرق البلبل في لحن السراب/ وتناسى آهة خلف السرى/ بدأ جرح الزمن الغائر/يغزو ملامحه الحزينة". قصيدة "مزار" مثل على محاولات قليلة للاتيان بما يبدو قافية وهو في الواقع مجرد سجع نثري وفيها تقول "بين حاء وباء/ لم اكن اتفهم الذي دلف الى قلبي/ هل كان يقينا/ في حضور شفيف المساء/ لم اعد اتهجى غموض الحياة/ انا احيا بكل الرجاء". في قصيدة "خرافة" مطلع موزون مقفى ثم افتراق عنه الى النثري. تقول "تدعو ترانيم الجمال خيالي/ وتطوف بي في سحرها المختال/ استجابت شقوة شجون طربت للحن تعزفه/ رياح التجوال الابدي". اما قصيدة "دوزنة" فهي الوحيدة التي جاءت كاملة على نمط الشعر الكلاسيكي الموون المقفى. وفيها تقول الشاعرة: "في ساحة العشق آهات وأشجان يعيشها الصبّ والامال تزدان ضمّد جراحك يا من بات في شجن الحب عذبه سهد واحزان لو تشتكي جفوة الاحباب في زمن مات الوفاء به والحال نكران شعري.. شعوري.. احاسيسي وقافيتي اعيشها متعة والقلب نشوان على جدار غرام الروح انقشها رموز عشق لها في خافقي شان".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خديجة السيد تجس نبض العناق خديجة السيد تجس نبض العناق



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates