ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"ثلج أبيض بضفيرة سوداء" يكشف الوجه الإنساني للحرب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "ثلج أبيض بضفيرة سوداء" يكشف الوجه الإنساني للحرب

القاهرة ـ وكالات

في ديوان الشاعر العراقي صفاء ذياب "ثلج أبيض بضفيرة سوداء" لا تطل الحرب بوجهها التقليدي وإنما عبر بوابة قصائد تمنحها أبعادا إنسانية أكثر عمقا من مجرد إعادة سرد صور يعرفها من شهد الحرب التي "لا تمنح مجالا للعاطلين".فالحرب التي أصبحت من طول الرفقة أو العشرة على مدى ثلاثين عاما تتخذ من المشاهد المتوالية مسرحا لاستعراض "مآثرها" بل إنها "تتأنق كل يوم... الحروب تهب الغنائم للجنود والقاعدين-فتعطي الجنود موتا يليق بالبنادق-والقاعدين مستقبلا من الكراسي الخشب". ويبدأ الديوان بقصيدة "الحرب.. في طبعتها الأخيرة" وتقول سطورها الأولى "أنا الرابح الوحيد في هذه الحروب-كلما دخلت حربا خرجت منها مدججا بالأرامل" ثم تستعرض الحرب بخيلاء هباتها."فتحت سوقا لبيع الأيدي والأرجل والأصابع-وفي خزانتي آلاف الرؤوس-وعلى أطراف الساحات يتجول رجال يبحثون عن أطرافهم الضائعة-لقد سرقتها الحرب وأهدتهم مهنا لا يتقنها أحد-إنها الحرب-لم تترك مجالا للعاطلين".وديوان "ثلج أبيض بضفيرة سوداء" صمم غلافه سامح خلف وكتبت نصوصه بين عامي 2009 و2012 ويقع في 92 صفحة متوسطة القطع وأصدرته "الدار العربية للعلوم ناشرون" في بيروت.والديوان هو المجموعة الشعرية الخامسة لذياب (38 عاما) الذي يقيم حاليا في النرويج بعد أن "درس الماجستير في الأدب العربي في جامعة البصرة وأكمل السنة السنة التحضيرية فيها بتفوق إلا أنه لم يستطع إكمال رسالته لاضطراره للخروج من العراق" عام 2008 كما يسجل تعريف به في الصفحة الأخيرة.وباستثناء القصيدة الأولى "الحرب.. في طبعتها الأخيرة" وهي الأطول فإن قصائد الديوان تميل إلى القصر ومنها قصيدة "أحلام" التي تقول "كل يوم لي أحلام على هذه الأرض-لكني كلما صحوت-خانتني الذاكرة".ولكن الذاكرة لا تخون الشاعر دائما إذ تذكره الحرب بنفسها –اسما صريحا أو مشاهد كابوسية- ولا تمنحه الطمأنينة وهو في قارة أخرى..ففي قصيدة "وجهي" يتلمس ملامحه بدهشة من يرى وجها آخر ويكتب هذه المفارقة.. "لكني أتذكر آخر مرة رأيته فيها كان نديا وعضا-لم تمر عليه سوى ثلاث حروب-وحصار وثلج يتساقط-لماذا إذن كل هذه الندوب؟-لم تدن منه سوى رشاشتين ومسدس وعدد قليل من القنابل اليدوية-ولم تنفجر بالقرب من مفرشه سوى خمسين سيارة مفخخة-ولم تطل عيناه النظر بآلاف الجثث-فلماذا إذن كل هذه الندوب؟". ويبدو أن الذاكرة خائنة فبمرور القصائد تتسرب ذكريات الحرب التي يستبدل بها صمتا ووحدة وبرودة كما في قصائد "وحيدا في هذا الظلام" و"حياة صامتة" و"ظل واجم" و"امتحان لشتاء قادم" و"ثلج... ثلج" و"هدوء" و"لا ظل لي" التي يقول فيها "لا ظل لي على هذه الأرض-فالشمس وارفة جدا في الغياب-فيما تتكاثر البياضات-تفترش الشمس سجادتها وتذوب-تذوب بين الأصابع".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب ثلج أبيض بضفيرة سوداء يكشف الوجه الإنساني للحرب



GMT 01:28 2023 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

"أنت تشرق. أنت تضيء" رشا عادلي ترسم لوحة مؤطرة

GMT 05:28 2022 الثلاثاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حسن خلف يصدر دراسة أسلوبية لسورة القمر

GMT 01:16 2021 الإثنين ,29 آذار/ مارس

حكايات من دفتر صلاح عيسى في كتاب جديد

GMT 00:28 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"بنات كوباني" كتاب أميركي عن هزيمة "داعش"

GMT 12:02 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

67 كتاباً جديداً ضمن "المشروع الوطني للترجمة" في سورية

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates