الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

 صوت الإمارات -

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة

بقلم :عبد اللطيف المتوكل

كانت النتائج الإيجابية العابرة للمنتخب المغربي لكرة القدم، ولبعض الفرق بمثابة "الشجرة التي تخفي الغابة"، وتغطي على الواقع الحقيقي والمر للرياضة الوطنية، بتناقضاته وغرائبه، لكن هذا الدور لم يعد قائما، بعد أن سقطت هذه "الشجرة" وأصابها الوهن والعجز، حتى صارت غير قادرة على النهوض لتستمر في التغطية على الواقع الذي لا يرتفع!!.

فالإقصاء المخيب للمنتخب الوطني لكرة القدم من دور ربع نهاية كأس إفريقيا للأمم في دورتها الحادية والثلاثين، تحت قيادة مدرب متمرس وصاحب تجربة في الفوز باللقب الأفريقي اسمه هيرفي رونار، يؤكد بما لا يدع مجالا للتردد أن المال وحده ليس مفتاحا لصنع الإنجازات، وأنه مجرد وسيلة لمعانقة تلك الإنجازات وتحقيق قفزات هامة على درب التقدم والتطور، شريطة أن تكون الاختيارات صحيحة ومنهجية التدبير ناجعة وحكيمة، وأن يكون العمل الميداني الجاد والمرتكز على رؤى صائبة وواقعية وطموحة سائدا ومهيمنا وأصداؤه مسموعة وملموسة.
هذا الإقصاء المخيب هو تحصيل حاصل لتوجهات وقرارات لم تكن وجيهة ولا منطقية، خصوصا مع انتفاء أسبابها الموضوعية.

لقد خرجنا من دور ربع النهاية، وعوض أن نسمع تحركات واجتماعات لتقييم المشاركة المغربية ووضعها في سياقها الصحيح والطبيعي، وجدنا أنفسنا أمام أخبار ملتبسة حول احتمال مغادرة رونار لمنصبه وحول الزيادة في راتبه الشهري، وكأنه يتولى مسؤوليته بشكل عشوائي، ودون عقد قانوني يحدد حقوقه وواجباته والهدف من التعاقد معه.

إن تجربة المدرب البلجيكي هوغو بروس مع منتخب الكاميرون، درس مفيد للقجع، ولكل من يتحمل مسؤولية تسيير كرة القدم الوطنية، فالمدرب الذي يسعى إلى صنع اسم لنفسه هو القادر على صنع الإنجازات، ويكفي أن نقلب دفاتر تاريخ كرة القدم الوطنية لنعرف أن الإنجازات الكبيرة تحققت مع مدربين غير معروفين، جاؤوا واشتغلوا بجد ومثابرة وتواضع فحالفهم النجاح ولمعت أسماؤهم مع المنتخب الوطني!!.

وإذا كانت جامعة كرة القدم محظوظة بمواردها المالية الكبيرة وبوضعها الاعتباري الوازن والاستثنائي، فإن السؤال الذي مازال يبحث عن جواب شاف، هو متى ستحظى هذه الجامعة بمكتب مديري (تنفيذي) متجانس ومنسجم وقوي وفعال، وبـ"عصبة احترافية" تضم أعضاء فاعلين ومؤثرين وحاملين لرؤى وقضايا ومشاريع داخل مكتبها التنفيذي، وبـ"عصبة للهواة" تتوفر فيها نفس المواصفات والخصائص والمزايا؟؟؟.

والمؤسف أكثر هو أن القاعدة المتمثلة في الفرق والعصب، ترفض أن تلعب أدوارها الإيجابية في المراقبة والنقد والتوجيه والاقتراح، بحكم انحصار اهتمامات مسيريها في ما هو ثانوي وذاتي، وافتقادهم لأفكار وآراء تسعى إلى خدمة المصلحة العامة لكرة القدم الوطنية.

وعندما تكون الفرق والعصب ضعيفة إلى هذا الحد، ولا تملك تصورات ولا مواقف شجاعة ومسؤولة، من الطبيعي جدا أن نجد بعض الأعضاء الجامعيين يتقنون "فن الحديث" وراء الستار، وفي الكواليس، ولا يملكون حتى القدرة على المطالبة بالتئام المكتب المديري ليناقش ويدرس مواضيع أساسية وذات صبغة ملحة، مثل تقييم حصيلة المشاركة في الـ"كان"، والجمع العام الذي أصبح في خبر "كان"، وترشح فوزي لقجع لعضوية المكتب التنفيذي للكونفدرالية الإفريقية، وما يتطلبه هذا الاختيار والتوجه من خطة فعالة ووسائل محكمة في الخطاب والإقناع واستمالة الأصوات، وفتح ملف الإدارة التقنية الوطنية التي تدار بطرق غامضة وعشوائية، للنقاش والمكاشفة، إلى جانب إثارة موضوع منتخب اللاعبين المحليين، والهدف الأساسي من كثرة تجمعاته التدريبية ومبارياته الإعدادية، إذا كانت أبواب المنتخب الأول موصدة في وجه لاعبيه بناء على أحكام ومواقف جاهزة...

هناك جامعات تحلم بأن تتاح لها إمكانيات مالية صغيرة مقارنة بما هو متاح لجامعة كرة القدم، لتدعم جمعياتها الرياضية بمنح مالية سنوية، وترافقها في تأهيل الملاعب والمنشآت الرياضية، ولتبعث الروح في أنشطتها ومسابقاتها، ولتجرب حظها مع التنافس العالي المستوى على الصعيدين الإفريقي والدولي، لكنها بدورها غير مالكة للقدرة على الكلام المباح والاحتجاج للمطالبة بنصيبها من "كعكعة" المال العام، ولو بحجة تصحيح المسار!!.
هذا التفاوت أو بتعبير أدق التمييز، هو من مظاهر تراجع الرياضة الوطنية وتخلفها من دورة أولمبية إلى أخرى، عن ركب العطاء والنجاح والتميز!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة الشجرة التي لم تعد تخفي الغابة



GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 06:05 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أم الألعاب"..خيبة متوقعة !!

GMT 19:13 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 08:09 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 07:49 2019 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 02:16 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لقجع رصده أل VAR قبل تطبيق أل VAR

GMT 02:16 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

لقجع رصده أل VAR قبل تطبيق أل VAR

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates