تنمية موارد

"تنمية موارد"

"تنمية موارد"

 صوت الإمارات -

تنمية موارد

بقلم : علي العمودي

من حق كل جهة تنمية مواردها لتعزيز مداخيلها التي تساعدها في تطوير أعمالها وتغطية تكاليفها التشغيلية، ونتفهم هذا الحق، خاصة عندما يتعلق بجهات تعتمد على مواردها الذاتية، ولكن أن تتفنن دوائر وجهات حكومية أو شبه حكومية في ابتكار رسوم لخدماتها، وتبالغ فيها، فذلك يتطلب مراجعة للتخفيف من الأعباء المترتبة على تلك المبالغات، ويتأثر بها بشكل مباشر المراجعون أو المتعاملون معها.

قبل أيام تابعت باستغراب رسماً فرضته إحدى الدوائر التي توجه إليها مراجع طالباً استخراج شهادة بأنه لا يعمل، ففوجئ بأنهم يطلبون منه سداد رسم استخراج الشهادة وقدره خمسمائة درهم. رسم مبالغ فيه لقاء شهادة من بضعة أسطر تحتاج منا التعاطف مع طالبها لا إحراجه، وتسهيل أمره، ومساعدته على أن يكون عنصراً منتجاً في المجتمع.

بعض الجهات تبرر زيادة رسوم خدماتها المكتبية للحد من طلب مثل هذه الشهادات، وغيرها من الأعمال الإدارية التي ترى فيها استنزافاً وهدراً لأوقات موظفيها، وهو مبرر غير مقبول، فتلك الجهات ملزمة بمسؤولياتها وتقديم خدماتها لمراجعيها.

أما أغرب تجليات مخترعي «تنمية الموارد» فهو ما جرى في إحدى الجهات التي تستقبل متطوعين وتستعين بهم في مهامها وعملياتها، عندما قررت فرض رسوم على بطاقاتهم وعضويتهم، في سابقة لا تتسق ومفهوم العمل التطوعي.

وبالفعل جرى تداول الرسوم الجديدة بين أوساط الشباب المتطوعين والراغبين في الانخراط ببرامج التطوع مع تلك الجهة، وسط ذهول أولياء الأمور الذين استغربوا هذا المسلك من القائمين على تلك الجهة ممن يفترض بهم تشجيع وتحفيز الشباب على التطوع باعتباره من الأعمال النبيلة والجليلة.

جهة «خيرية» أخرى، وبداعي «تنمية الموارد»، طلبت من البلدية مساحة من الشاطئ لإقامة مهرجان «خيري»، تذهب عوائده لصالح مشاريعها وبرامجها الإنسانية، فإذا بها تبالغ برسوم الدخول وتأجير الأكشاك، وحتى منصات الجلوس المعدة من قبل البلدية فرضت عليها رسماً، مما جعل الزوار يتضايقون ويختصرون زيارتهم.

هناك فرق بين أن تدفع برغبتك لصالح عمل خيري على طريق «طبق الخير»، وبين أن تجد نفسك محاصراً بهذه النوعية من الرسوم بحجة «تنمية الموارد» التي يساء استغلالها بهذه الطريقة غير المسؤولة وغير المنضبطة، وتدل على فلتان وفوضى، تستغل فيها بعض الجهات ثغرات في القوانين لفرض ما تريد تحت شتى الذرائع. وبدلاً من الابتكار والتطوير لتنمية الموارد يستسهلون «استحداث» الرسوم.

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنمية موارد تنمية موارد



GMT 20:34 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

صدارة أبوظبي.. أنموذج ملهم

GMT 20:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

لماذا يهربون؟

GMT 20:28 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

إنجاز جديد.. فخر يتجدد

GMT 19:00 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

.. وبدأت الخمسين

GMT 20:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

«السلامة الغذائية»

GMT 12:23 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 18:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 11:27 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 00:44 2024 الأحد ,18 شباط / فبراير

النفط يرتفع بسبب التوترات في الشرق الوسط

GMT 04:15 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

تضحية غريبة من شاب هندي لإعادة محبوبته

GMT 02:26 2020 الخميس ,30 كانون الثاني / يناير

غادة عبد الرازق تكشف عن حقيقة زواجها مرة أخرى

GMT 13:23 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

وضع أول دليل لإعداد وصياغة التشريعات في دبي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة "تسلا" تُعلن نيتها إطلاق أول "بيك آب" كهربائية

GMT 21:25 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

راندا المهدي تحقق أنجازًا تاريخيًا في سباق "إيرون مان"

GMT 13:13 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم زبانا لسعيد ولد خليفة للمرة الاولى في فرنسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates