يعتبر الشاطئ وجه واحد فقط من أوجه العملة التي تُسمى نيجرل في جامايكا بينما الوجه الآخر لنفس العملة هو جروف ويست إند التي تبعد عن الشاطئ بخمسة أميال، حيث الكتل المتعرجة من أحجار الكلس والشعاب المرجانية التي تم رفعها إلى الشاطئ والقنوات الصغيرة المتفرعة من البحر وغير ذلك من أشكال التضاريس البحرية مثل الكهوف البحرية والتكوينات الصخرية التي تنتمي للعصر الحجري القديم.
وتنتشر الفنادق الصغيرة على حواف الجروف مطلة على البحر مباشرةً والتي تغطي غرفها حدائق غناء من الأشجار الاستوائية ذات السحر الخاص، وبعيداً عن أنشطة الشاطئ والرياضات المائية، هناك فرصة توفرها تلك الفنادق للتأمل في البحر والأفق المتسع أمامها، ومع ما تتسم به ويست إند من هدوء وما توفره من فرص في التأمل واستعادة السلام مع النفس، يلجأ الناس إلى نيجرل، تلك المدينة ذات الشاطئ المزدحم، وهو ما يتنافى مع طبيعة الراغبين في الاستجمام.
ومن أشهر الفنادق الموجودة في المنطقة، يوجد فندق روكهاوس الذي يتكون من عدد من الفيلات المبنية على مساحة بارزة من الصخور، حيث تبعد شرفات الفيلات عن البحر 15 قدما فقط، وتشعر عند الوقوف في تلك الشرفات، أن لطمات الأمواج المتتالية للصخور تدعو الواقفين إلى نزول المياه، وهو ما يقوم به الكثير من النزلاء، حيث يقفزون من الشرفات إلى البحر للاستمتاع بالسباحة، كما يغري قاع البحر الذي يظهر واضحاً لصفاء مياهه النزلاء بالقفز في البحر من شرفات فيلاتهم، وهو أيضاً ما يعكس خلو الجزيرة من التلوث، حيث تظهر بين الشعاب المرجانية فواصل فضية لامعة تتحول إلى اللون الأزرق بالتعمق أكثر في مياه البحر. وحتى العام 1959، لم يكن هناك طريق مُعَبَّد يؤدي إلى نيجرل، أما اليوم فقد تغير الحال 180 درجة حيث شهدت الجزيرة تطوراً كبيراً في البنَى التحتية مثل الطرق والخدمات، وهو التطور الذي بلغ حداً كبيراً إلى درجة إنشاء ملاعب غولف على الجزيرة. وبينما تحتوي ويست إند على عدد من الفنادق الصغيرة المستقلة، يوجد في الطرف الآخر من المدينة فنادق عملاقة تقدم الخدمات السياحية على أعلى مستوى، كما تعج نيجرل بالبارات والمطاعم والفنادق الفيلات الخاصة المطلة مباشرةً على الشاطئ بالإضافة إلى العديد من الأماكن التي يمكن للسائح أن يقضي فيها يوماً ممتعاً.
ويمكن الذهاب أيضاً إلى كونتري كونتري الفندق المبهج الذي يقدم الأكلات الكاريبية التقليدية يتقدمها خبز الزنجبيل الذي يتناوله النزلاء وسط المناظر الخلابة لأشجار النخيل التي يغلب عليها اللونان الأخضر والأصفر على عكس اللون الداكن الذي تراه في أشجار النخيل في أنحاء مختلفة من جامايكا.
أما الشاطئ الذي يطل عليه هذا الفندق فيتسم بطوله المبالغ فيه حيث ذهب البعض إلى أنه يصل إلى سبعة أميال، إلا أنه من الممكن أن يكون خمسة فقط. ويستمتع السائحون بالمشي على طول الشاطئ لقضاء بعض الوقت الممتع في مشاهدة الأمواج واستنشاق نسيم البحر، إلا أن ذلك ينبغي أن يكون في أي وقت من اليوم عدا الظهيرة التي تكون فيها الشمس حارقة.
وتوفر نيجرل فرصة فريدة لمشاهدة غروب الشمس على أنغام الموسيقى التي تعزفها الفرق على شاطئ بوربون، ولا يقتصر عزف الموسيقى في جامايكا على الشواطئ، حيث تنتشر فرق الريجي في أنحاء الجزيرة وتعزف فنونها أمام المنازل في الطرقات مُكَوِّنة تجمعات صغيرة من المستمعين والتي تتسع في بعض الأحيان إذا زاد الإقبال على الموسيقى المعزوفة.ويختلط عالم الشاطئ بعالم الجروف البحرية بالقرب من مقهى ريكس على طريق ويست إند الذي يتوافد إليه السائحون والمحليون من كل مكان من خليج مونتجو البعيد، ومن أوكو ريوس على سبيل المثال، للاستمتاع بالمشهد الجميل للمياه على أنغام موسيقى الريجي، وبالإضافة إلى متعة المشاهدة، هناك من لا يكتفي بموقف المتفرج، حيث يبدأ ممارسو الغطس في إلقاء أنفسهم من أعلى الجرف إلى المياه، وهو ارتفاع يصل إلى 60 قدما كما يشاركهم في القفزات المغامرة سائحون عاديون.
ويمكن الوصول إلى نيجرل من خلال الطيران إلى خليج مونتيجو الذي يبعد مسافة ساعة عن نيجرل، حيث تطير رحلات جوية من مطار جاتويك مقابل 721 جنيها استرلينيا، وتقدم شركات السياحة البريطانية عروضاً رائعة، حيث تتعاقد مع الفنادق الصغيرة المستقلة في جزيرة جامايكا والتي غالباً ما تتكون من فيلات تعلو الجروف البحرية، أما عمالقة السياحة في بريطانيا والمتخصصون في رحلات جامايكا مثل ديسكفر جامايكا وكاريبتورز، فلديهم عروض أقوى يمكن من خلالها اكتشاف كل بقعة من بقع نيجرل الجميلة.
وعن الإقامة، فيُعد فندق كونتري كونتري من أفضل الفنادق على الإطلاق في نيجرل بالإضافة إلى فندق إيدل أوايل وهما يوفران شواطئ خاصة يمكن لراغبي الاسترخاء التمدد عليها بكل حرية وراحة، وتتنوع أسعار الإقامة في تلك الفنادق، إلا أنها تنخفض في كل فنادق جامايكا بعد انقضاء الموسم.
وهناك أيضاً منتجع كاتشا فولنج ستار الذي يمتد على مساحة كبيرة أعلى أحد الجروف البحرية ويوفر حوض سباحة، أماكن مفتوحة لحمامات الشمس، وقاعة عشاء تُدعى إيفان وبار للمشروبات. كما توجد أحواض سباحة منحوتة في أحجار الكلس الطبيعية، وتصل تكلفة الإقامة في منتجع وفندق ماتشا فولنج ستار إلى 85 جنيها استرلينيا في اللية الواحدة. ومع أن فندق كونتري كونتري هو الأفضل على الإطلاق في نيجرل، إلا أن هناك عددا من الفنادق التي لا تقل عنه في مستوى الخدمة السياحية والفندقية منها فندق روكهاوس الذي يتكون من مجموعة من الفيلات المبنية أعلى جرف من صخور المرجان، مما يجعلها وكأنها لوحة تشكيلية رائعة تكملها الألوان الرائعة للأحجار التي بنيت بها الفيلات، وتصل تكلفة الإقامة لليلة الواحدة في روكهاوس إلى 185 جنيها استرلينيا.
أما التميز فله سعر مختلف تماما، حيث يقدم فندق ذي كايفز الذي يتكون من عدد من الغرف الواقعة أسفل جرف بحري ينزل إليها الضيوف من على درج هابط، ويقدم الفندق المأكولات المحلية والعالمية في كهوف تحت مستوى سطح البحر في باطن هذا الجرف بالإضافة إلى الاستمتاع بحمامات الـ "سبا" بسعر شامل جميع الخدمات والإقامة 400 جنيه استرليني. وعندما يحين وقت تناول الغداء، ينبغي وقتها البحث عن أفضل مطاعم جامايكا، وهي التي غالباً ما تكون ملحقة بالفنادق الفاخرة مثل مطعم إيفان في فندق كاتشا فولنج ستار ومطعم بوش كارت في فندق روكهاوس، وهي الفنادق التي تقدم العشاء في الغرف بناءً على طلب النزلاء.
وهناك أيضا مطاعم مستقلة خارج الفنادق مثل كايو جامايكا الإيطالي الكاريبي وسويت سبايس للوجبات المحلية الجامايكية، ويوجد أيضاً المقهى الإيطالي الكائن وسط طريق الشاطئ وهو عبارة عن منزل وحديقة يُستخدمان كمقهى على الطراز الإيطالي، وهو أكثر أماكن التجمع شعبية في جامايكا، خاصةً المحليون الذين يأتون إليه بعد الانتهاء من العمل لتناول البيتزا والمعجنات الإيطالية وبعض الأطباق المحلية. وأخيراً هناك مطعم كوزمو للمأكولات البحرية. وبرغم جمال الإقامة وممارسة أنشطة الترفيه في جامايكا، هناك بعض الأمور التي ينبغي أن يتجنبها السائح هناك هي الجلوس في ريكس كافيه وقت عمل الفرق التي تعزف الموسيقة الصاخبة حيث يُفضل الجلوس هناك وقت الغروب عند عزف الموسيقى الهادئة. كما ينبغي تفادي الباعة المتجولين على الشواطئ الذين يعرضون كل شيء للبيع بدءاً من المشغولات المصنوعة من الشعاب المرجانية وحتى المخدرات. ويجب الحذر أيضاً من ذبابة الرمال، حيث تُسبِّب عضاتها حَكَّة حارقة.
أرسل تعليقك