كشفت مصادر أمنية مسؤولة في وزارة الداخلية المصرية، أنّ الهجوم المتطرّف الذي استهدف مسجدًا في قرية الروضة التابعة إلى منطقة بئر العبد في محافظة شمال سيناء، أثناء صلاة الجمعة، أسفر عن استشهاد نحو 235 مصليًا وإصابة 109 آخرين، مشيرة إلى أنّ سيارات إلاسعاف هرعت إلى المنطقة بعد تلقي إخطارا بوقع الهجوم، وتمكنت من الدخول إلى موقع الهجوم، بعد أن تعرّضت إلى إطلاق نار من جانب المسلحين أثناء هروبهم.
وأوضحت المصادر، أن عدد المسلحين المتورّطين في الهجوم، تخطوا 20 مسلحًا ملثمًا، وأنهم استخدموا في الهجوم البنادق الآلية، بعد تفجير عبوة يرجح أنها صوتية لاستدراج المصلين إلى خارج المسجد، وأن الجناة وصلوا إلى موقع الحادث باستخدام سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية، واستهدفوا سيارات الإسعاف أثناء فرارهم في الصحراء عقب ارتكاب الهجوم، وأفادت بأن وزارة الداخلية رفعت درجة التأهب القصوى بجميع محافظات الجمهورية، عقب الهجوم الدموي، وتفقدت القيادات المكانية ومديرو الأمن الخدمات الأمنية المنتشرة بالشوارع والميادين لتنفيذ إجراءات تأمين صارمة، فيما شددت الأكمنة ووخدمات المنشآت الحيوية ودور العبادة من إجراءاتها تحسبا لأي تداعيات أمنية.
وأشارت المصادر إلى أن سيارات الإسعاف تمكنت من نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة من موقع الهجوم، وعلى رأسها مستشفى بئر العبد المركزي، وكشفت أن المسلحين، استهدفوا المصلين بوابل من الأعيرة النارية، بعد أن فجّروا عبوة ناسفة في محيط المسجد، ما أسفر عن سقوط الشهداء والمصابين، وفروا هاربين، وكشفت أن وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، وجّه فريقًا أمنيًا عال المستوى برئاسة وإشراف مساعد الوزير لقطاع الأمن العام اللواء جمال عبد الباري، ومساعد الوزير لقطاع الأمن الوطني، اللواء محمود توفيق، للإشراف على فرق بحثية وقتالية، للوقوف على ملابسات الحادث، وتحديد هوية المتهمين وتوقيفهم، وأشارت إلى أن فرق قتالية من القوات المسلحة وقطاع الأمن المركزي بوزارة الداخلية ووحدات مكافحة التطرّف، بدأت عمليات تمشيط موسعة، في المناطق المتاخمة لمنطقة بئر العبد، للتضييق على الجناة، وتوقيفهم، ولفتت إلى أن عمليات التمشيط تجري بدعم جوي من الطيران الحربي، ويرفض أهالي الشهداء يرفضون نقل الضحايا الي المستشفيات، مطالبين باستخراج شهادات الوفاة وسرعة دفنهم.
وقالت المصادر إنّ فرق البحث، بدأت تحريات مكثفة، للوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع إلى أقوال شهود العيان الناجين من الحادث، أو المصابين التي تسمح حالتهم الصحية بالإدلاء بأقوالهم، وتوجّه اللواء مجدي عبد الغفار إلى أحد المقرات الجمهورية للمشاركة في اجتماع اللجنة الأمنية المصغرة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وبمشاركة وزير الدفاعي ومديري المخابرات العامة والمخابرات الحربية والاستطلاع.
وأدانت العديد من الدول، الهجوم المتطرف الذي استهدف المصلين، ونعى وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، شهداء الحادثة، مغرّدًا عبر حسابه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، "يؤلمني جدا الاعتداء المروع على مسجد في شمال سيناء في مصر، وأتوجه بالتعازي والمواساة لجميع المتأثرين بهذا العمل الغوغائي"، كما أدان المتحدّث باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إدوين سموأل، الهجوم، معلّقًا "هجوم مروّع وجبان يستهدف مصلّين أبرياء في سيناء مكان مقدّس يلطخه مجرمون بهمجيتهم العمياء التي لا تفرق بين أحد. كلنا ضد العنف والإرهاب أينما كان، أفكاري وصلواتي مع الشعب المصري في هذا اليوم الأسود بسيناء، وأولئك الذين يهاجمون المصلين الأبرياء في أحد المساجد يوم الجمعة هم المنحرفين الحقيقيين".
ونعى وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس، شهداء هجوم سيناء، معلّقًا "صلواتي وأفكاري مع ضحايا الهجوم المروع على مسجد بئر العبد في مصر، وأتقدم بتعازينا الصادقة لأسر الضحايا وأصدقائهم، وللشعب المصري"، وبعث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ببرقية تعزية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم الإرهابي الآثم الذي استهدف أرواح الأبرياء والآمنين بمسجد الروضة في مركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين.
وأشار أمير الكويت، إلى أن هذا العمل الإرهابي الذي يتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف ومع كافة الشرائع والأعراف والقيم الإنسانية لم يراع منفذوه حرمة بيوت الله وحرمة الأنفس التي حرمها الله تعالى، مؤكدا استنكار دولة الكويت وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الإجرامية الشنيعة وتضامن دولة الكويت وشعبها مع جمهورية مصر العربية الشقيقة وشعبها الشقيق وتعاطفها معها ووقوفها إلى جانبها وتأييدها لكل الاجراءات التي تتخذها جمهورية مصر العربية للحفاظ على أمنها واستقرارها لمكافحة تلك الأعمال الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلد الشقيق سائلا الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية.
وبعث ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، برقية تعزية إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، عبّر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بضحايا الهجوم الإرهابي المجرم الذي استهدف أرواح الأبرياء والآمنين بمسجد الروضة في مركز بئر العبد بمحافظة شمال سيناء وأسفر عن سقوط العشرات من الضحايا والمصابين راجيا من المولى جل وعلا أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يمن على المصابين بسرعة الشفاء والعافية، كما بعث الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء ببرقية تعزية مماثلة.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، باسمه شخصيا وباسم دولة فلسطين وشعبها، التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجدا في قرية الروضة القريبة من مدينة العريش في محافظة شمال سيناء، وتسبب في استشهاد وإصابة العشرات من الأبرياء، وقالت الرئاسة الفلسطينية "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستنكر بأشد العبارات هذه الجرائم الإرهابية، ويؤكد وقوف شعبنا وقيادته إلى جانب الشقيقة الكبرى مصر وقيادتها برئاسة الرئيس عبد الفتاح
السيسي في حربهم ضد الإرهاب وضد كل من يحاول المس بالأمن القومي المصري، إننا على ثقة تامة بأن هذه الجرائم والأعمال الآثمة لن تنال من عزم مصر في حربها ضد الإرهاب ومحاربته بكل الوسائل المتاحة، وبأن الشقيقة الكبرى ستنتصر في النهاية، داعين لأرواح الشهداء بالرحمة والسكينة والمغفرة، ولأسرهم بأحر التعازي والمواساة، وللمصابين بالشفاء العاجل، وللرئيس السيسي، وللشعب المصري الشقيق كل الخير والتقدم والاستقرار والازدهار، إن الرئيس والشعب الفلسطيني وقيادته يقفون بقوة إلى جانب مصر في هذه الظروف، والكل يدعو الله عز وجل بأن تنجح مصر في إفشال المؤامرات التي تستهدف استقرارها، وهذا الإرهاب الأعمى يستهدف الأمة جمعاء، ما يتطلب الوقوف بحزم لإفشال هذه المخططات التدميرية".
واستنكرت وزارة الخارجية البحرينية بأشد العبارات، الهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف مسجدًا في بئر العبد بمحافظة شمال سيناء اليوم الجمعة، وأسفر عن وقوع عشرات القتلى والمصابين، معربة عن بالغ التعازي والمواساة إلى مصر قيادة وشعبًا، ولأهالي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين جراء هذا العمل الإرهابي البشع الذي يستهدف حياة الأبرياء، وأكدت على وقوف البحرين إلى جانب مصر الشقيقة في حربها ضد الإرهاب ومحاربة كافة التنظيمات المتطرفة ودعمها لجهودها الحثيثة لاستتباب الأمن والاستقرار، مجددة موقف البحرين الثابت الرافض لكافة أشكال العنف والإرهاب، والداعي إلى تضافر كافة الجهود الهادفة لاجتثاث الإرهاب وتجفيف منابع تمويله.
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات، الهجوم الذي وقع في مسجد قرية الروضة، معرباً عن عميق تعازيه لجمهورية مصر العربية، قيادةً وحكومةً وشعباً، وسائلاً المولى عز وجل أن يلهم أسر الضحايا الصبر والسلوان، وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، الوزير المفوض محمود عفيفي، إن أبو الغيط حرص على أن يؤكد في هذا الإطار تضامنه الكامل مع الحكومة المصرية في الحرب الشرسة التي تخوضها ضد الإرهاب الآثم الذي يستهدف من خلال جرائمه الشنعاء زعزعة أمن واستقرار مصر، مشيرًا إلى أنّ "جريمة اليوم المروعة تأتي لتؤكد من جديد أن الدين الإسلامي الحنيف برآء ممن يتبنون هذا الفكر الإرهابي المتطرف، وأنهم قد تجردوا من كافة مبادئ وقيم الإنسانية، وذلك في ظل استهدافهم الدموي للمصلين الأبرياء الذين أدوا لتوهم شعائر صلاة يوم الجمعة، وأن مثل هذه الجرائم تؤكد أيضا أن مرتكبيها من أفراد وتنظيمات، ومن يقفون ورائهم بالتمويل والتسليح والمساندة، إنما يسعون لترويع الآمنين وحصد أرواحهم وهدم المجتمعات والعبث بأمنها واستقرارها، وهو الأمر الذي أصبح لزاماً معه أن تسير الدول والحكومات، بما في ذلك على المستوى العربي، بخطى أسرع وأكثر جدية وفاعلية في تنسيق الجهود والإجراءات اللازمة لمواجهة الخطر المستفحل للإرهاب، وأيضا لمواجهة الفكر المتطرف والمتشدد للتنظيمات التي تعتنق هذا الفكر الظلامي الخارج عن صحيح الدين"، وأدان الأزهر الشريف وإمامه الأكبر أحمد الطيب، بأقسى العبارات الهجوم الإرهابي البربري، الذي استهدف أحد مساجد مدينة بئر العبد في شمال سيناء، موقعا العديد من الشهداء والمصابين، مشددًا على أن سفك الدماء المعصومة وانتهاك حرمة بيوت الله وترويع المصلين والآمنين يعد من الإفساد في الأرض، وهو ما يستوجب الضرب بكل شدة وحسم على أيدي هذه العصابات الإرهابية ومصادر تمويلها وتسليحها، وقال، إنه بعد استهداف الكنائس جاء الدور على المساجد، وكأن الإرهاب يريد أن يوحد المصريين في الموت والخراب، لكنه سيندحر وستنتصر وحدة المصريين وقوتهم بالتكاتف والعزيمة.
وأكد دعم الأزهر الشريف وجموع الشعب المصري لمؤسسات الدولة المصرية، على رأسها القوات المسلحة وقوات الشرطة، في جهودها للقضاء على تلك العصابات الإرهابية الخبيثة وتطهير تراب الوطن منها، وأدان رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر القس أندريه زكي الحادث الإرهابي الذي تعرض له المصلون أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمسجد الروضة، موضحًا أنّ "هذا العمل الإرهابي الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين أثناء أدائهم الصلاة، يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مصر، وهو يتنافى مع كافة الشرائع والقيم والأعراف الإنسانية، جميع أطياف المجتمع المصري ترفض الإرهاب بكافة أشكاله وصوره،
وندعو الجميع للتكاتف للقضاء عليه وتجفيف منابعه، هذا العمل الإجرامي الذي تتعرض له دور العبادة من مساجد وكنائس، هو محاولة يائسة لتعطيل مسيرة الوطن، وندعو جميع القوى الشعبية والوطنية إلى التكاتف والتضامن والوحدة من أجل استكمال هذه المسيرة المستحقة لبناء غد مشرق يستحقه الشعب المصري الأبي والوفي لوطنه".
أرسل تعليقك