أطفال الثقافة الثالثة يتمتعون بعقلية متفتحة ومتطورة رغم معاناتهم
آخر تحديث 13:02:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

65% من طلبة "غاردن إنترناشيونال" يأتون من الخارج

أطفال "الثقافة الثالثة" يتمتعون بعقلية متفتحة ومتطورة رغم معاناتهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - أطفال "الثقافة الثالثة" يتمتعون بعقلية متفتحة ومتطورة رغم معاناتهم

أطفال "الثقافة الثالثة"
كوالالمبور ـ صوت الإمارات

باتساع نطاق العولمة، وانتقال الناس للعمل من بلد لآخر، يُثار سؤال مهم لدى أبناء الوافدين، وهو أين هو المكان الذي يمكن أن يعتبرونه وطنا لهم؟.
عندما تنتهي فترة الدراسة في مدرسة "غاردن إنترناشيونال"، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، يتسلم التلاميذ حقيبة لتوديعهم، يوجد في داخلها قطع من الحامض الحلو، وشريط لتغليف الهدايا، وحامل أوراق، وقطعة إسفنج، ورابطة مطاطية.

ووقع الاختيار على هذه الأشياء بغرض إثارة النقاش حول ما تعنيه مغادرة المدرسة، مشاعر الحزن التي تختلط بالفرحة، والاستعداد للخطوات المقبلة، وتسجيل الذكريات السابقة. وتعقد المدرسة اجتماعًا عامًا لتكريم كل طفل من الأطفال المغادرين.

وتقول ماريلا فيتيتو، وهي معلمة تدرس منهج اللغة الإنجليزية، وتشرف على الرعاية النفسية للتلاميذ: "نريد مساعدتهم على فهم مدى أهمية توديع المدرسة، إذا أصبح هناك شعور بأن إنجازًا قد تحقق هنا، فسيكون بإمكاننا الانتقال بسلاسة أكبر لمكان آخر".

ويأتي نحو 65 % من تلاميذ مدرسة "غاردن إنترناشيونال"، البالغ عددهم 2000، من خارج ماليزيا، ولا تمثل هذه تجربة الانتقال الوحيدة لبلد أجنبي بالنسبة للعديد منهم. وتضيف "فيتيتو"، وهي من دولة هندوراس: "نشهد حالة انتقال مستمرة، الأطفال يأتون ويذهبون طوال الوقت".

هؤلاء هم أطفال "الثقافة الثالثة"، أو "تي سي كي"، وهو مصطلح وضعته عالمة الاجتماع الأميركية روث هيل يوسيم، خلال الخمسينيات من القرن الماضي، وأطلقته على الأطفال الذين يقضون سنوات تكوينهم الأولى في أماكن ليست هي موطن آبائهم وأمهاتهم، وقد جعلت "العولمة" ظاهرة أطفال "الثقافة الثالثة" أكثر شيوعًا.

وهؤلاء هم في الغالب أبناء العاملين الوافدين، ولكن يمكن أن يكونوا منحدرين من زواج بين رجل وامرأة ينتميان لجنسيتين مختلفتين، أو كما هو موجود بشكل متزايد في آسيا، يلتحقون بمدارس أجنبية في أوطانهم. وغالبًا ما تتكون لدى أطفال "الثقافة الثالثة" ثقافة متجذرة في الناس، وليس في الأماكن.

قضت فيليبا ماثيو 14 عامًا من السفر المتواصل، وترعرع أبناؤها، الذين بلغوا الآن سن الشباب، بينما كانت تتولى وظائف عدة، انتقلت خلالها الأسرة من بريطانيا إلى الولايات المتحدة ثم أندونيسيا والنرويج. وتقول "ماثيو" إن ابنها وابنتها استمتعا بميزة السفر والترحال، التي منحتهم فهمًا أفضل للعالم.

وأضافت، وهي تتناول فنجانًا من القهوة في كوالالمبور، التي انتقلت إليها مع زوجها العام الماضي: "التنقل من مكان لآخر يجعل الأطفال مختلفين عندما يعودون إلى موطنهم الأصلي، لكن عليهم التعايش مع ذلك الأمر، وطريقة تربيتهم تهيئهم ليكونوا أكثر مرونة وأكثر قدرة على التكيف مع التغيير".

وتوصل استطلاع عبر الإنترنت، أجرته في عام 2011 مجلة "دينيزن"، المتخصصة في الشؤون المتعلقة بأصحاب "الثقافة الثالثة"، إلى أن غالبية المشاركين في الاستطلاع، وعددهم 200 شخص، انتقلوا من موطنهم الأصلي للمرة الأولى قبل سن التاسعة، وعاشوا في أربعة بلدان في المتوسط، وكان غالبيتهم يحمل شهادات جامعية، إذ أن 30 % كان لديهم شهادات عليا، كما أن 38 % منهم يتحدثون لغة أجنبية أو اثنتين. وهذه المؤهلات تجعل من تخرجوا من مدارس "الثقافة الثالثة" جاذبين للباحثين عن موظفين.

ومن بين أبرز أبناء الثقافة الثالثة الرئيس الأمريكي، المنتهية ولايته، باراك أوباما، الذي ولد لأب كيني وأم أميركية، وانتقل إلى جاكرتا، بعد أن تزوجت أمه من رجل أندونيسي. وهناك أيضًا الممثل البريطاني كولن فيرث، الذي عاش في نيجيريا، حيث عمل والده في مجال التعليم، وكذلك في الولايات المتحدة.

ونشر عالما الاجتماع الأميركيان ديفيد بولوك وروث فان ريكين كتابًا، عام 1999، بعنوان أطفال "الثقافة الثالثة: النشأة بين العوالم". ورغم أن "بولوك" توفي عام 2004، فإن "ريكين" واصلت نشاطها البحثي وإلقاء المحاضرات حول هذا الموضوع.

 وتقول "ريكين" إن أبناء "الثقافة الثالثة" على الأرجح يتحدثون أكثر من لغة، ولديهم نظرة أوسع للعالم، وأكثر وعيًا من الناحية الثقافية، لكنها تحذر من أن حياة هؤلاء الأطفال يمكن أن تخلق شعورًا بعدم الارتياح وعدم الانتماء، إذ أن الوطن موجود في كل مكان، وليس موجودًا في أي مكان.

ويمكن للخسائر المتكررة الناجمة عن الترحال المستمر أن تسبب الشعور بالقلق والتوتر لدى أبناء "الثقافة الثالثة"، وفق ما تقول لويس بوشونغ، المعالجة النفسية المقيمة في ولاية إنديانا الأميركية، وهي متخصصة في العمل مع أطفال "الثقافات الثالثة"، وألفت كتابًا بعنوان: "الانتماء لكل مكان ولا مكان: نظرة فاحصة على المتنقلين حول العالم".

ولدى الكثير من المغتربين عقود بمدد محددة تصل إلى عامين، وهو ما يجبر الأطفال على الافتراق عن أصدقائهم وبناء علاقات صداقة جديدة، بصورة منتظمة ومتكررة، ويمكن أن يكون لهذا الانتقال المتكرر عواقب أيضًا على أصدقائهم الذين يتركونهم وراءهم ويغادرون.

وتتذكر "ماثيو" أن الهزة الكبرى التي حدثت لأطفالها جاءت عندما عادوا إلى بريطانيا، وهم في سن المراهقة، إذ أنه لم يكن لدى مدارسهم الجديدة البرامج الموجودة في المدارس الدولية، والتي تساعد المنتقلين الجدد على التكيف مع المكان والثقافة الجديدين، ولم يستطع أبناؤها الحديث عن تجاربهم دون أن ينظر إليهم زملاء الدراسة على أنهم يتفاخرون.

ويقول "كريس" عن هذه التجربة: "بالتأكيد من السهل كثيرًا الانتقال إلى مدرسة دولية، لأن جميع من فيها ينتمون إلى مستويات متقاربة، وكان بناء صداقات مع أقراني عند العودة إلى أبردين، شمال بريطانيا، في سن الـ16، أمرًا صعبا بالنسبة لي، لأن الجميع كانوا في نفس المدرسة معًا منذ المرحلة الابتدائية".

وكانت هذه تجربة مماثلة لجيليان تاب، التي تبلغ الآن الـ18 من عمرها، وهي طالبة في جامعة "نورث إيسترن"، عندما عادت إلى موطنها الولايات المتحدة، بعد قضاء ثلاث سنوات في أمستردام.

وتقول: "انتقلت من مدرسة تتبنى برنامجًا ترحيبيًا للغاية بالتلاميذ الجدد، إلى أخرى كنت أنا فيها التلميذة الجديدة الأولى منذ سنوات، الجميع يعرفون بعضهم البعض، لكن لا يعرفني أحد، لقد كان بيني وبينهم حاجز، ولم يكن من أولوياتهم بناء علاقة صداقة مع فتاة جديدة من أمستردام، لا تفهم بالضرورة التقاليد الأميركية".

ويحاول أولياء الأمور في أغلب الأحيان التقليل من حالة الاضطراب والتشويش، عبر اختيار توقيت الانتقال، لكي يكون متوافقًا مع مواسم محددة، مثل بداية الفصل الدراسي والامتحانات الرئيسية والمراحل الدراسية الحاسمة (من المرحلة الابتدائية إلى الإعدادي على سبيل المثال).

ويلاحظ المشرفون التربويون أن المشاكل تظهر على الأرجح في سن التاسعة أو العاشرة، عندما تصبح الصداقة أمرًا محوريًا في رسم ملامح هوية الطفل، وبشكل خاص خلال فترة المراهقة، إذ يلجأ الأطفال إلى الانطواء والانعزال عن زملاء دراستهم، أو يصبحون متوترين وعدوانين مع أقرانهم.

وترعرعت "بوشونغ" في أميركا اللاتينية، وتتذكر حفلات وداع متكررة، قائلة: "شعرت وكأن جزءًا من قلبي ينفطر في كل مرة أودع فيها أصدقائي، مدركة أنني على الأرجح لن أراهم مرة ثانية". ودعت "بوشونغ" إلى إطلاق نقاش داخل الأسر لفهم كيفية تأقلم كل فرد مع عملية الانتقال إلى مكان جديد، مضيفة: "راقب أطفالك، فإذا رأيتهم لا يتصرفون بطريقة طبيعية، أو يميلون إلى الانطواء، فتحدث إليهم لمعرفة ما يزعجهم، واستمع وتفهم شعور الأسى الذي يساورهم، فهذا يساعدهم على المضي قدمًا".

وربما يكون ذلك صعبًا في ظروف معينة، فالأطفال الذين نشأوا في بيئات صعبة، مثل تلك التي قد تشهد حوادث عنف وجريمة واختطاف أو اضطراب سياسي، قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بمرض اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يؤدي إهمال المشاكل المحتملة إلى تخزين المشاكل لوقت لاحق، عندما يصل الطفل الذي تربى وسط ثقافة ثالثة إلى سن البلوغ.

وتحذر كيت بيرغر، من مدينة نيويورك، والتي انتقلت من هولندا للدراسة، وتدير الآن نادٍ للأطفال الوافدين، بقولها: "إذا تعرض شخص لتجربة صعبة في طفولته، ولم يستطع استيعاب ذلك أو تفهمه، فإن من شأن ذلك أن ينتقل معه إلى مرحلة البلوغ". ويعمل النادي الذي تديره "بيرغر" مع المدارس والعائلات على التعامل مع حالات الانتقال من دولة إلى أخرى. 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أطفال الثقافة الثالثة يتمتعون بعقلية متفتحة ومتطورة رغم معاناتهم أطفال الثقافة الثالثة يتمتعون بعقلية متفتحة ومتطورة رغم معاناتهم



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ

GMT 09:02 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي عهد الفجيرة يشهد احتفالية اليوم العالمي للتسامح

GMT 08:18 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستغني عن محطة عائمة للغاز الطبيعي المسال

GMT 07:55 2013 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

"دوران" يشارك في مسابقة أفضل الأفلام القصيرة في كاليفورنيا

GMT 21:15 2014 الجمعة ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مشاركة فلسطين في "مونديال" القاهرة رسالة بأننا شعب حي

GMT 15:44 2015 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

بدء التصويت في الانتخابات التشريعية في البرتغال

GMT 10:18 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

معرض الكتاب يناقش مستقبل "النشر الإلكتروني" في مصر

GMT 12:49 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تجارب سريرية تكشف دور فطر "البسيلوسيبين" في علاج الاكتئاب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates