يوسا وعلماني والبطل المتكتم ثلاثية تفتح الشهية للقراءة
آخر تحديث 22:01:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

آباء عصاميون وأبناء مبتزّون بين عوالم واقعية سحرية

يوسا وعلماني و"البطل المتكتم" ثلاثية تفتح الشهية للقراءة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - يوسا وعلماني و"البطل المتكتم" ثلاثية تفتح الشهية للقراءة

يوسا وعلماني و"البطل المتكتم" ثلاثية تفتح الشهية للقراءة
أبوظبي – صوت الإمارات

غلاف برّاق، وفاتح للشهية للقراءة؛ ذلك الذي يجمع ماريو فارغاس يوسا مؤلفاً، وصالح علماني مترجماً، كما الحال في رواية "البطل المتكتم" لصاحب نوبل 2010، المبدع البيروفي يوسا. تضرب الرواية ـ كما عادة أعمال الكتّاب اللاتينيين البارزين ـ في عوالم الواقعية السحرية، تغوص في المجتمع (بيرو)، وفي عمق الذات البشرية، تحديداً عبر شخصيات قطعت شوطاً كبيراً من مشوار الحياة، واقتربت من الضفة الأخرى، إذا جاز التعبير: مسنون عصاميون بذكريات وقصص مكتنزة، بعضهم تخطى الـ80 من العمر، فهل ثمة تعاطف من الكاتب مع ذاته وأشباهها؟ (يوسا من مواليد 1936) أم إن السؤال لا وجهة منطقية أو إبداعية له؟ حيث في المقابل تحفل "البطل المتكتم" بشخصيات مملوءة بالصحة والشباب والنزوات كذلك، لكن النصيب الأكبر في قسمة الصفحات هو للآباء الطاعنين في السن، فهم ـ وبعضهم يستعد للتقاعد ـ من يديرون الحكاية، وقلبها العفي، من البداية وحتى النهاية.
مع ماريو فارغاس يوسا، لن تستطيع، كقارئ، التوقع إلى أين مسير الشخصيات؟ وكيف مصيرها؟ إذ تفاجأ بانحراف صاحب "شيطنات الطفلة الخبيثة" في سكة خيال بعيدة، لتتوالى الأحداث، بلا افتعال بوليسي أو تصنّع، وكأن الذات البشرية هي سيدة التحولات، وبحر يخفي الكثير، هناك بعيداً عن السطح في الأعماق.
وتتبع خيط شخصية واحدة في "البطل المتكتم" تلخص كيفية بناء يوسا لكائناته الورقية، وكيف يحركها بإتقان، ليجعل المتلقي مشدوداً إلى حكايا الماضي والحاضر، إلى واقع بلاده بيرو ومبدعيها وشوارعها، وكذلك أساطيرها.
وتستهل الرواية، التي صدرت نسختها العربية عن دار الحوار في سورية، أخيراً، مع "فيليثيتو ياناكيه"، العصامي الذي كوّن نفسه بنفسه، حتى صارت لديه شركة كبرى للنقل في مدينة بيورا، ويفاجأ منذ المشهد الأول بتهديد، بدا أنه من إحدى عصابات المافيا في مدينته: إما الدفع أو العقاب والأذى، لكن الرجل لا يفكر بالمرة في الأمر، إذ يرفض الابتزاز، ويلجأ مباشرة إلى الشرطة، مسلماً إياها نسخة من خطاب التهديد الذي وجده على باب بيته، وحتى حين تنصحه سيدة، تعد بمثابة مرشدة روحية له، بالدفع لهؤلاء الأوغاد، يقول: "ليست المسألة هي النقود يا آديلايدا ـ قال بحزم ـ يجب على الرجل ألا يسمح لأحد بأن يذله في هذه الحياة.. هذا هو الموضوع وليس شيئاً آخر يا صديقتي".
ورغم أن الجميع يدفع تلك الإتاوات، وبعضهم حاول نصح فيليثيتو بأن المطلوب مبلغ صغير لا يستحق المجازفة بالحياة: "تقبّل هذا الواقع ولا تحاول تقويم اعوجاج العالم الذي نعيش فيه".
ويتحول الرجل إلى بطل في بلاده، لكن تكشف الأحداث في ما بعد الكثير عن المفاجآت، لاسيما أن للرجل حياة سرية، ومحاولة اقتناص لحظات عشق، كانت بوابة لذلك الابتزاز، تنسجها الرواية بشكل متداخل.
ويمارس فيليثيتو دوره بعفوية، بلا خطب أو عبارات طنانة، رغم أنه صار نجماً في مجتمعه، يستوقفه كثيرون لالتقاط صورة، وكأنه قدوة يبحث الناس عنها، رافض للابتزاز في زمن ينكسر فيه الجميع ويدفعون ويخضعون بلا تفكير، بينما ذلك الرجل يتخذ سبيلاً مغايراً، بل ويتحدى تلك العصابات، وينشر إعلاناً في صحيفة معلناً موقفه المتفرد.
تشويق محسوب، لا يزيد ولا ينقص، يديره المؤلف يوسا في روايته، كما أصحاب الأقلام المبدعة الحقيقية، فنهايات الفصول، لا تسلم القارئ إلى البدايات التي تليها، فثمة قفز برشاقة بين شخصيات وأحداث عدة، والخيوط تتفرّق ثم تتلاقى.. و"البطل المتكتم" فيليثيتو، ليس الوحيد الذي تنهض الرواية على أكتافه؛ فهناك أبطال آخرون، آباء أيضاً، يدخلون في مناكفات مع الأبناء، ومواجهات تصل أحياناً إلى رغبة خلاص الصغار من عبء الكبار، متمنين اختصار حياتهم، كي يستطيعوا التنعم بما لم يتعبوا فيه. ولعل حكاية "دون إسماعيل كاريرا" مع ابنيه تلخص ذلك؛ فالثري الثمانيني، حينما تعرض لغيبوبة ودخل غرفة الإنعاش، سمع ولديه ـ أو هكذا خيل إليه ـ يتمنيان رحيله، وأن تكون الغيبوبة أبدية، لكن الأب تعافى، وكانت له خيارات أخرى وهو في هذا العمر.
لا يضحي يوسا في "البطل المتكتم" بشيء من أجل آخر، لا يستسلم قلمه لصوت دون سواه، لينتج في النهاية واقعية سحرية تشبه مكانه البيروفي وناسه بكل أطيافهم: آباء وأبناء، أبطال وأصحاب قيم، وأوغاد مبتزون، وبشر ينتمون إلى جهات العالم المختلفة، تدل أسماؤهم على أصولهم، أفارقة وصينيون وعرب ولاتينيون متجذرون في المكان.
وغير بعيد عن إبداع المؤلف ماريو فارغاس يوسا، تأتي حرفية المترجم الفلسطيني صالح علماني، "الخائن" الذي يسوي الحدود بين "الإسبانية" و"العربية"، ينقل عوالم الواقعية السحرية من الطرف الآخر من العالم، ويجعلها تبدو بلا فجوات، يذلل أساطيرها وحكاياها وجمالياتها ويُدنيها إلى القارئ العربي، وكأنها لم تمر عبر وسيط. ومن أجواء الرواية التي تلخص حال فيليثيتو في لحظة ما: "كانت أسئلة الصحافيين توتره.. تبتل يداه بالعَرق، ويشعر بحيّات تنسل على ظهره، كان يجيب على الأسئلة مع وقفات صمت طويلة، يبحث عن الكلمات، ينكر بحزم كونه بطلاً مدنياً أو نموذجاً يحتذى لأحد. لا شيء من هذا، يا لهذه الأفكار، إنه لا يفعل شيئاً أكثر من تنفيذ فلسفة أبيه التي تركها له في هذه النصيحة كميراث: لا تسمح أبداً لأحد بأن يذلّك يا بني. فيبتسمون وينظر إليه بعضهم بوجوه متسامحة. لم يكن يهمه ذلك. بل كان يجعل من أحشائه قلباً، ويواصل. فهو رجل محب للعمل، رجل عادي، ولا شيء أكثر. لقد ولد فقيراً، بل شديد الفقر.. وكل ما يملكه إنما كسبه بالعمل. يدفع ضرائبه، يتقيد بالقوانين. فلماذا سيسمح لبعض اللصوص بأن ينتزعوا منه ما يملكه بإرسالهم تهديدات إليه دون أن يظهروا له وجوهم؟ إذا لم يستجب أحد لهذه الابتزازات، فسوف يتلاشى المبتزون".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسا وعلماني والبطل المتكتم ثلاثية تفتح الشهية للقراءة يوسا وعلماني والبطل المتكتم ثلاثية تفتح الشهية للقراءة



نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 21:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 11:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 08:05 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

أخطاؤك واضحة جدّا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 17:01 2019 الأحد ,11 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 06:29 2018 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

بيجو 508 موديل 2018 الجديدة تظهر بتصميم جريء

GMT 21:42 2019 الأربعاء ,15 أيار / مايو

مهرجان الدمى العملاقة فى شوارع لشبونة

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

دار كريستي للمزادات تبيع إحدى أهم اللوحات الفنية في التاريخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates