نيويورك ـ مادلين سعادة
تواجه قناة "الجزيرة" في أميركا قرارًا بالإغلاق قبل مرور ثلاث سنوات على إطلاقها، وتم إعلان الخبر لموظفي القناة بعد ظهر الأربعاء على أن يكون آخر يوم للقناة على الهواء هو 30 أبريل/ نيسان.
وذكر رئيس نقابة الأخبار التي تندرج تحتها قناة الجزيرة بيتر سيكيلي " إن قرار إغلاق قناة الجزيرة أمريكا سيحرم الأمريكان من واحدة من وكالات الأنباء الرقمية والتليفزيونية الأكثر موثوقية فى البلاد، إنه يوم حزين للصحافة الأمريكية".
وتعاني المحطة من اضطراب منذ يومها الأول فضلًا عن الدعوى القضائية المرفوعة ضدها من قبل أحد حاملي القناة وهى شركة AT&T والتي أسقطت القناة قبل بدايتها، وتحظى القناة بما يتراوح بين 20 إلى 40 ألف مشاهد في وقت الذروة في حين يبلغ متوسط مشاهدي قناة فوكس نيوز 1.95 مليون مشاهد فى الربع الثالث من عام 2015.
وأبدى عدد قليل من مشغلى الكابل استعدادهم لإضافة القناة إلى خطط الكابل المكتظة بالفعل فضلا عن التذمر الناتج من ارتباط القناة بالشرق الأوسط في عالم الإعلام الأميركي المتحفظ، وبالتالي لم تستطع القناة تثبيت أقدامها وخلق مكانة لها، وتم إحضار Al Anstey لإدارة المحطة بعد ذهاب أول رئيس تنفيذي لها بشكل غير رسمي وهو إيهاب الشهابي، وعندما أعلن موظفو الشبكة الانضمام إلى النقابات بعد أسابيع قليلة ذكر أن الإدارة رفضت أن تشمل كبار الموظفين.
وأفادت القناة أنها ستوسع عملياتها الرقمية، وذكرت Anstey في مؤتمر صحافي لتأكيد إغلاق القناة " أحترم الالتزام منقطع النظير والعمل الممتاز من فريق العمل لدينا والذي قدم نموذجًا جيدًا من الصحافة، ويجب أن يظل ما قدمناه على مدار عام ونصف مصدر فخر للجميع".
وأوضح أندرو تيندال ناشر النشرة الاخبارية لصناعة الأخبار التليفزيونية " تساءلت منذ البداية لماذا تم افتتاح القناة من البداية، إن محاولة إنشاء شبكة أخبار تعتمد على الكابل هو شئ يمكن فعله في فترة التسعينات، لماذا لم يدشنوا موقعًا على الويب".
وازدهرت قناة الجزيرة ومقرها في قطر من خلال تقديم تقارير واضحة عن الشرق الأوسط، فى الوقت الذي انتقدت فيه العديد من المحطات الأميركية لتقليص حجم العاملين في الخارج وإرسال صحفيين ليس لديهم معرفة كافية، وقامت المحطة بشراء محطة Al Gore التليفزيونية التي تدهورت بسعر نصف بليون دولار واستعدت لإعادة إطلاقها مرة أخرى.
وذكر الشهابي في مؤتمر صحفي للشركة قبل إطلاق الجزيرة أميركا " سيكون هناك القليل من الرأي والقليل من الصياح وعدد قليل من المشاهير عن منافسينا، ونحن لسنا قناة معلومات ترفيهية"، وتم تمويل القناة بواسطة العائلة القطرية المالكة ولم تعتمد على اقتصاديات الصناعة التقليدية.
وبيّن تيندال " 15 عامًا من الجهد لتأسيس تأثير عالمي لنفسها، ولم يقتصر ذلك على إنفاق مبالغ ضخمة من المال على الأماكن الرياضية والسياحية والطيران والمراكز الأكاديمية، ولكن استخدمت قطر كل الطرق الممكنة لإنفاق ثروة وقودها الأحفورى لتأسيس نفسها كعلامة تجارية عالمية".
وتراجعت ثروة قطر أخيرًا بسبب تدني سعر برميل النفط إلى أقل من 30 دولارًا فضلا عن ارتفاع الرواتب في الدولة الصغيرة حسبما أفادت تقارير صادرة مؤخرًا، ويعد الإعلام الترفيهي هو ما يريده الناس، وتولى جيف زوكر من سى إن إن زمام الأمور من الرئيس جيم والتون والذي استمر لفترة طويلة في يناير/ كانون الثاني من نفس العام، وأضاف لفريق العمل أنتوني بوردين من قناة السفر بغرض التنافس مع قناة ديسكفري، ونمت سى إن إن فى السنوات القليلة الماضية بينما لم تستطع الجزيرة تحقيق ذلك على الرغم من هذا الاهتمام المبدئي.
أرسل تعليقك