دمشق _ صوت الإمارات
تمكن تنظيم داعش الإرهابي، أمس، من السيطرة على بلدة القريتين الواقعة في وسط سوريا، إثر شنه هجوماً مباغتاً ضد قوات النظام، في وقت توقفت الغارات الكثيفة على محافظة إدلب بعدما حصدت العديد من الضحايا الذين وصلت أعدادهم في سبتمبر الماضي إلى 3 آلاف قتيل. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، بأنه تم وقف الغارات في إدلب تمهيداً لبدء تطبيق اتفاق «خفض التصعيد»، وذلك بعد استهداف دموي لبلدة أرمناز بريف إدلب الشمالي الغربي، أول من أمس، ما أدى إلى وقوع نحو 34 قتيلاً بينهم 15 طفلاً وامرأة.
ومع توقف الغارات، استمرت عملية إجلاء العالقين تحت الأنقاض، وانتشال الجثث، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 34، بينهم 8 أطفال و7 نساء، من جراء الغارتين اللتين نفذتهما طائرات حربية تابعة للنظام السوري وروسيا، استهدفتا المكان ذاته، بفاصل دقائق بسيطة. وتعد تلك المجزرة، بحسب المرصد، أكبر واحدة تشهدها محافظة إدلب منذ أشهر عدة.
حصيلة
وقتل أكثر من 3000 شخص بينهم نحو ألف مدني خلال سبتمبر، في حصيلة شهرية هي الأكبر خلال العام الحالي، من جراء احتدام المعارك وتكثيف الغارات على مناطق تحت سيطرة تنظيم داعش في شمال وشرق البلاد.
ويأتي ارتفاع حصيلة القتلى في وقت يوشك «داعش» على خسارة معقله في الرقة (شمال) ويتصدى لهجومين منفصلين في دير الزور (شرق)، من دون أن يشل ذلك قدرته على شن هجمات مباغتة، أدت إحداها فجر أمس إلى سيطرته على مدينة القريتين في وسط البلاد. وأفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بتوثيق «مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص بينهم نحو ألف مدني خلال سبتمبر في حصيلة قتلى شهرية هي الأعلى خلال العام 2017»، لافتاً إلى أن «أكثر من سبعين في المئة من المدنيين قتلوا من جراء ضربات جوية». وأحصى المرصد في الشهر ذاته مقتل 790 عنصراً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 738 مقاتلاً من التنظيمات الإرهابية، لا سيما «داعش». كما قتل 550 عنصراً من الفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية.
هجوم مباغت
وسيطر التنظيم «على كامل مدينة القريتين الواقعة جنوب شرق حمص على أطراف البادية السورية، إثر هجوم مباغت ضد قوات النظام» المتمركزة داخل المدينة.
وبحسب المرصد، تسللت مجموعات من مقاتلي التنظيم من منطقة البادية إلى القريتين، حيث كان يوجد عدد قليل من قوات النظام، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة. وتحاصر قوات النظام المدينة في الوقت الحالي، بحسب المرصد.
وأفاد عبدالرحمن بمعارك عنيفة تدور بشكل متزامن بين الطرفين على محاور عدة في بادية السخنة، حيث تمكن التنظيم أيضاً من السيطرة على بلدة وجبل استراتيجي يشرف على طريق حيوي.
ويوضح عبدالرحمن أن التنظيم الذي يتلقى خسائر ميدانية على جبهات عدة يحاول عبر هذه الهجمات المباغتة أن «يثبت أمام الرأي العام المحلي والدولي أنه مازال يحتفظ بقدرته على الهجوم والمباغتة، وإيقاع خسائر بشرية كبيرة في صفوف خصومه».
وسيطر الجيش السوري والميليشيا الموالية له على تسعة مواقع على حدود سوريا مع الأردن، معززين سيطرتهم على الحدود الجنوبية، بحسب مواقع إعلامية موالية للنظام. وأورد التقرير أن المواقع الحدودية تقع إلى الجنوب الشرقي من العاصمة دمشق.
أرسل تعليقك