السرقات الشعرية والتناص تقاطعات وفروقات
آخر تحديث 15:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

السرقات الشعرية والتناص تقاطعات وفروقات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - السرقات الشعرية والتناص تقاطعات وفروقات

دبي -صوت الامارات

  يرى مؤلف كتاب «السرقات الشعرية والتناص..نقاط التقاطع ومسارات التوازي»، أن نظرية السرقات الشعرية كانت منبثقة من الغض من المحدث الجديد، وتقابلها حتمية التغيير والتطور الذي لحق بالمجتمع العربي، فتجلت تلك النظرية ولم تخب إلا بخبو الشعر، وذهاب دولته في عصور الانحطاط، إلا أن نظرية التناص قد فتحت آفاقا جديدة في الدرس النقدي للأدب، ووجدت صدى كبيرا في الغرب والشرق، تمثل في خروج نظرية التفكيك أو التقويض من عباءتها فكانت بحق نظرية خلق وبناء.   ويشير المؤلف إلى أن مفهوم السرقات الشعرية، لم يتبلور إلا بعد تدوين الشعر والانتقال من الرواية الشفهية إلى تدوين الشعر، وما رافق ذلك الانتقال من تغير فكري اطرد مع الانتقال من طور الشفهية إلى طور التدوين.   لقد كان ذلك التبلور الذي لحق مصطلح السرقة الشعرية مقترنا بتقدم الدرس الأدبي والنقدي في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري، ثم تطور إلى تفنن الرواة في تتبع أشعار المعاصرين لهم من الشعراء واستخراج سرقاتهم.   ويصل المؤلف إلى نتيجة مفادها، أن السرقات الشعرية هي أن يعمد شاعر فيأخذ من شعر من سبقه معنى مفترعا أو صورة بيانية أو تركيبا، فيقوم بعملية هدم وإذابة ثم يعيد البناء والخلق، في مخاتلة وخفاء وطي لتخفى على المتلقي قدر الإمكان.   ويرى المؤلف أن التناص مصطلح فرنسي ظهر في المرحلة التي وسمت بـ (ما بعد البنيوية). كما يعد مصطلحا وسم تلك المرحلة بميسمه، والترجمة الحرفية للتناص ( البينصة )، وكان ظهوره على يد البلغارية الأصل الفرنسية الجنسية، جوليا كريستيفا. ويشير الكتاب الى نقاط التقاطع بين السرقات الشعرية والتناص، ولعل أبرزها:   1- يستطيع الناقد والمتلقي توظيف النظريتين في معالجة جميع النصوص، سواء القديمة أو التراثية أو الحديثة المعاصرة.   2- تحكم السرقات الشعرية والتناص في تتبعها للنصوص، أن النص محكوم دائماً بالتوالد، وأن المبدع ليس إلا معيدا لإنتاج سابق.   وهنالك نقاط أخرى في مجال التقاطع بين النظريتين، لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعا.   أما مسارات التوازي بين نظرية السرقات الشعرية والتناص، فيحددها المؤلف بعدة نقاط، منها:   1- المسار التاريخي والمحضن الحضاري والوسط النقدي والمرجعية الفكرية، الذي نشأت فيه السرقات، ويختلف اختلافا كبيرا عن ذلك المسار التاريخي والمحضن الحضاري والوسط النقدي الذي نشأ فيه التناص.   2- السرقات والتناص يختلفان من حيث الحكم الأخلاقي، فالسرقات الشعرية تعد من النقائض وتعد من الأمور المعيبة، أما التناص فبعيد كل البعد عن هذا الحكم الأخلاقي، وما يراد به منه هو نقيضها فهو دلالة على تفاعل النص مع نصوص سابقة عليه، وذوبان نصوص سابقة في هذا النص وتقاطعه معها، وهو يدل على سعة اطلاع المبدع وثقافته، ومهارته في النسيج وإعادة الإنتاج.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السرقات الشعرية والتناص تقاطعات وفروقات السرقات الشعرية والتناص تقاطعات وفروقات



GMT 23:54 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

برنامجا بكالوريوس جديدان بـ"جامعة الفلاح"

GMT 21:27 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

95 % نسبة حضور اليوم الأول في مدارس دبي الخاصة

GMT 18:20 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

تحديات لغة القرآن في مواجهة المستقبل الرقمي

GMT 04:05 2024 السبت ,17 شباط / فبراير

أسعار النفط تتأرجح وسط توقعات بتراجع الطلب

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 18:57 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 19:31 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

قائد القوات البرية يستقبل عدداً من ضيوف «آيدكس»

GMT 20:22 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

خبراء إكسبو يعزز دخول شركات البناء العالمية في الإمارات

GMT 13:51 2019 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالة مثيرة لريهانا خلال مباراة يوفنتوس ضد أتلتيكو مدريد

GMT 13:35 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

" F D A " تفرض قيودًا على بيع السجائر الإلكترونية

GMT 19:39 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الباحة تعلن فتح التسجيل ببرامج الدبلومات المصنفة

GMT 18:29 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

خطوات بسيطة تمكّنك من تحويل الأثاث القديم إلى "مودرن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates