الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي
آخر تحديث 14:43:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

"الاعتكاف أن تجعل حركتك لله" من خواطر الشعراوي

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "الاعتكاف أن تجعل حركتك لله" من خواطر الشعراوي

الشيخ محمد متولي الشعراوي
القاهرة - صوت الامارات

معنى الاعتكاف هو أن تحصر حركتك فى زمن ما على وجودك فى مكان ما، ولذلك يتولون: «فلان معتكف هذه الأيام» أى حبس حركته فى زمن ما فى مكان ما، وليس معنى ذلك أن الاعتكاف مقصور على العشر الأواخر من رمضان فقط، ولكن للمسلم أن يعتكف فى بيت الله فى أى وقت .

 ويتابع الحق: «وَكُلُواْ واشربوا حتى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخيط الأبيض مِنَ الخيط الأسود» أى إلى أن يتضح لكم الفجر الصادق.

وكان هناك على عهد رسول الله  أذانان للفجر، كان بلال يؤذن بليل، أى ومازال الليل موجوداً، وكان ابن أم مكتوم يؤذن فى اللحظة الأولى من الفجر، ولذلك قال رسول الله : «فإن سمعتم أذان ابن أم مكتوم فأمسكوا». لكن أحد الصحابة وهو عدى بن حاتم قال: أنا جعلت بجوارى خيطا أبيض وخيطاً أسود، وأظل آكل حتى أتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. فقال له: إنك لعريض القفا (أى قليل الفطنة) فالمراد هنا بياض النهار وسواد الليل.

 ويتابع الحق: «ثُمَّ أَتِمُّواْ الصيام إِلَى الليل وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِى المساجد». لقد كانوا يفهمون أن المباشرة فى الليل حسب ما شرع الله لا تفسد الصوم. ولكن كان لابد من وضع آداب للسلوك داخل المسجد أو لآداب سنة الاعتكاف التى سنها رسول الله  فى العشر الأواخر من رمضان لهذا أوضح الحق أن حلال المباشرة بين الرجل وزوجته هو لغير المعتكف وفى غير ليل رمضان. أما المعتكف فى المسجد فذلك الأمر لا يحل له، ومعنى الاعتكاف هو أن تحصر حركتك فى زمن ما على وجودك فى مكان ما، ولذلك يقولون: (فلان معتكف هذه الأيام) أى حبس حركته فى زمن ما فى مكان ما، وليس معنى ذلك أن الاعتكاف مقصور على العشر الأواخر من رمضان فقط، ولكن للمسلم أن يعتكف فى بيت الله فى أى وقت

 واختلف العلماء فى الاعتكاف، بعضهم اشترط أن يكون المرء صائماً حين يعتكف، واشترطوا أيضا أن يكون الاعتكاف لمدة معينة، وأن يكون بالمسجد، وقالوا: إن أردت الاعتكاف، فاحصر حركتك فى مكان هو بيت الله.. وكثير من العلماء يقولون: إنك إذا دخلت المسجد تأخذ ثواب الاعتكاف مادمت قد نويت سنة الاعتكاف؛ بشرط ألا تتكلم فى أى أمر من أمور الدنيا؛ لأنك جئت من حركتك المطلقة فى الأرض إلى بيت الله فى تلك اللحظة، فاجعل لحظاتك لله. ولذلك حينما رأى رسول الله  رجلاً ينشد ضالته فى المسجد أى شيئا قد ضاع منه فقال له: «لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا».

 لماذا؟ لأن المسجد مكان للعبادة، ولذلك أقول لمن يحدثنى فى المسجد بأى شيء يتعلق بحركة الحياة: أبشر بأنها لن تنفع؛ لأنك دخلت المسجد للعبادة فقط، إن لحظة دخولك المسجد هى لحظة جئت فيها لتقترب من ربك وتناجيه، وتعيش فى حضن عنايته، فلماذا تأتى بالدنيا معك؟ وليكن لنا فى أحد الصحابة قدوة حسنة؛ كان يقول: كنا نخلع أمر الدنيا مع نعالنا. وزاد صحابى آخر فقال له: وزد يا أخى أننا نترك أقدارنا مع نعالنا.

 انظر إلى الدقة، إن الصحابى المتبع لا يخلع الدنيا مع نعله فقط على باب المسجد، ولكن يخلع أيضا قدره فى الدنيا. فيمكن أن تأخذك الدنيا ساعات اليوم الكثيرة، والمسجد لن يأخذ منك إلا الوقت القليل، فضع قدرك مع نعلك خارج المسجد، وادخل بلا قدر إلا قدر إيمانك بالله. وأجلس فى المكان الذى تجده خالياً.

 إن النبى  كان يجلس حيث ينتهى به المجلس. أى عندما يجد مكاناً له، وهذا خلاف زماننا حيث يحجز إنساناً مكاناً لإنسان آخر بالسجادة، وقد يدخل إنسان ليتخطى الرقاب، ويجلس فى الصف الأول وهو لا يعلم أن الله قد صف الصفوف قبل أن يأتى هو إلى المسجد.

 فى تأويل «هذا ربى»

يتأوّل بعض الناس قول إبراهيم عليه السلام (هذا ربي) بأنه إخبارٌ منه بربوبية الكوكب ثم القمر ثم الشمس على سبيل الظنّ، فهى رحلة من الشرك إلى اليقين - فى زعمهم - وهذا تأوُّلٌ غريب فى ظني؛ ذلك أن إبراهيم عليه السلام ينفى عن نفسه الشرك قائلاً (وما أنا من المشركين) الأنعام:79.

 فانظر كيف عبّر القرآن فى نفيه الشرك على لسان إبراهيم باستعمال الجملة الاسمية الخالية من عنصر الزمن، ليستغرق النفى جميع الأزمنة، ثم انظر كيف نفى الله تعالى عن إبراهيم الشرك بصيغة الكون المنفى فى قوله: «وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» فى خمسة مواضع من القرآن الكريم، والكون المنفى الماضى يستغرق جميع الزمن. 

 ثم انظر ثالثًا فى سياق الآيات الذى يومئ إلى ذلك؛ إذ الآية السابقة هى قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ) الأنعام:75.. كل أولئك يؤكد أن قول إبراهيم: (هَذَا رَبِّي) فى المواطن الثلاثة إنما هو على تقدير حذف أداة الاستفهام الإنكارى، لا على جهة الإخبار.. والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي الاعتكاف أن تجعل حركتك لله من خواطر الشعراوي



GMT 03:16 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حُكم شراء حلوى المولد النبوي والتهادي بها

GMT 01:48 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حُكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

GMT 01:52 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

قصة زوجة النبي أيوب عليه السلام من وحي القرآن الكريم

GMT 00:40 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

قصة سيدنا يوسف مع زوجة العزيز من وحي القرآن

نانسي عجرم بإطلالات عصرية جذّابة

بيروت ـ صوت الإمارات
النجمة اللبنانية نانسي عجرم دائمًا ما تطل علينا بإطلالات جذابة تجعلها حديث الجمهور، خاصة وأنها تعتمد على الظهور بأزياء أنيقة يكون غالبًا شعارها البساطة التي تلائم هدوء ملامحها، ومؤخرًا خطفت نانسي عجرم الأنظار بإطلالة جذابة أيضًا جعلتها محط أنظار محبيها اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وهي الصيحة التي سبق وقد ظهرت بها من قبل في أكثر من مرة، فدعونا نأخذكم في جولة على أجمل إطلالاتها بهذه الصيحة التي نسقتها بطرق متعددة. تفاصيل أحدث إطلالات نانسي عجرم بصيحة الشورت نانسي عجرم خطفت أنظارنا في أحدث ظهور لها بإطلالة اعتمدت فيها على صيحة الشورت، وتميزت بكونها ذات طابع يجمع بين العملية والكلاسيكية، حيث ظهرت مرتدية شورت جلدي مريح باللون الأسود وبخصر مرتفع. فيما نسقت مع تلك الإطلالة توب باللون الأبيض بتصميم مجسم مع فتحة صدر مستديرة، ونس...المزيد

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 13:17 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك ظروف جيدة خلال هذا الشهر

GMT 18:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 08:24 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

لست ورقة بيضاء

GMT 19:17 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 05:49 2019 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

6.6 مليارات درهم تصرفات عقارات دبي في أسبوع

GMT 03:04 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

أصابع الجمبرى بالأرز والبقدونس

GMT 03:23 2019 الإثنين ,18 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5.5 درجة يهز جنوب غربي إندونيسيا

GMT 07:17 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

الخاتم قطعة مجوهرات لا غنى عنها

GMT 22:43 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

البشير يُشكّل لجنة لتقصي حقائق ما تمر به السودان من أزمات

GMT 15:30 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الكشف عن تفاصيل حادث حريق أبوظبي

GMT 07:08 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

ضعف المبيعات يدفع "سامسونغ" إلى تعجيل إطلاق Note9

GMT 17:04 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

أصالة تعلن أن حبها لطارق العريان لا تكفيه السطور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates