ســاق علــى ســـاق
آخر تحديث 03:43:08 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -
نيسان تستدعي عددًا من سياراتها الكهربائية في أميركا بسبب مخاوف من اندلاع حرائق ناجمة عن الشحن السريع للبطاريات ظهور شاطئ رملي مفاجئ في الإسكندرية يثير قلق السكان وتساؤلات حول احتمال وقوع تسونامي إصابات متعددة جراء حريق شب في أحد مستشفيات مدينة زاربروكن الألمانية وفرق الإطفاء تسيطر على الموقف إلغاء ما يقارب 100 رحلة جوية في مطار أمستردام نتيجة الرياح القوية التي تضرب البلاد السلطات الإيرانية تنفذ حكم الإعدام بحق ستة أشخاص بعد إدانتهم في قضايا إرهاب وتفجيرات هزت محافظة خوزستان مظاهرات حاشدة تجتاح المدن الإيطالية دعمًا لغزة ومطالبات متزايدة للحكومة بالاعتراف بدولة فلسطين مصلحة السجون الإسرائيلية تبدأ نقل أعضاء أسطول الصمود إلى مطار رامون تمهيدًا لترحيلهم خارج البلاد الرئيس الفلسطيني يؤكد أن توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة يجب أن يتم عبر الأطر القانونية والمؤسسات الرسمية للدولة الفلسطينية سقوط طائرة استطلاع إسرائيلية في منطقة الهرمل اللبنانية ومصادر محلية تتحدث عن تحليق مكثف في الأجواء قبل الحادث مطار ميونيخ يستأنف العمل بعد إغلاقه طوال الليل بسبب رصد طائرات مسيرة
أخر الأخبار

ســاق علــى ســـاق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ســاق علــى ســـاق

د. أحمد الخميسي قاص وكاتب صحفي مصري
بقلم - أحمد الخميسي

في إحدى الحجرات الضيقة بمقر الصحيفة كان خالد لمعي المشرف على صفحة الفن جالسا إلي مكتبه، ينصت باهتمام للهاتف الملصق بأذنه، وأصابعه تعبث بحركة عصبية بقداحة على المكتب. أمامه على الكرسي الوحيد بالحجرة جلس رسام الكاريكاتير أيمن على ركبتيه حافظة أوراق يمط طرفها من حين لآخر. أنهى خالد المكالمة ونهض واقفا بوجه متوتر. مسح سطح المكتب بنظرات سريعة، ثم قال:

-- لابد أن نغادر هذه القصة فورا.

تقلقل أيمن في مكانه يسأل مدهوشا :    

-ماذا حدث؟

قال خالد وهو يلم أوراقه بحافة كفه:

-علمت الآن أنهم هاجموا بيت جمال مؤلف هذه القصة التي نحن جزء منها. وراحوا يسألونه وهو بالبيجاما في حجرة النوم عما يقصده بالقصة، ثم  جرجروه  على سلالم العمارة وهم يتوعدونه بإعدام القصة بما فيها من أفكار وشخصيات وخواطر. هكذا سنكون أنا وأنت عرضة للموت إذا بقينا داخل هذه القصة، أو أننا قد نقضي زمنا نتعفن في العتمة داخل مخازن الكتب. علينا أن نجمع أوصافنا فورا ونهرب من هذه القصة بحيث لا يجدوا ما يدل علينا عند وصولهم.

هز أيمن رأسه باستياء وقال بنبرة بين التقرير والسؤال: 

-لكن الحوار الذي أدارة المؤلف على لساني ولسانك لم تكن  به كلمة تمس الخطوط الحمراء المعروفة؟   

أجابه خالد:

-نعم، لم يكن بالحوار عبارات مباشرة صريحة،  لكنه إجمالا كان يوحي بأن كل شيء أمسى محظورا حتى الهمسة. شخصيتك أنت كما رسمها الكاتب في القصة شخصية رسام كاريكاتير، وأنا مسئول عن صفحة فنية، قدمت لي فكرة كاريكاتير عن سجين يطلب كتابا فيقول له الشاويش: الكتاب غير متوفر الآن في مكتبة السجن، لكن لدينا في السجن مؤلف الكتاب نفسه والناشر وأحد القراء. أتود أن ترى أحدهم؟ ألا تنطوي هذه الفكرة برأيك على إسقاط سياسي؟ وللنظام كما  يعلم الجميع أنف يشم من على بعد المواطن المخرب سواء أكان كاتبا أم عالما أم طالبا متمردا.  

 قال أيمن:

-وكيف يميزون المواطن المخرب من المواطن الصالح؟

قال خالد متهكما:

-هذه بسيطة. إذا جلس المواطن ووضع ساقه اليسرى على اليمنى فهو يساري، ووجب اعتقاله، وإذا وضع اليمنى على الأخرى فهو يميني ووجب اعتقاله، وإذا لم يضع ساقا على ساق فهو لئيم وضيع يخفي معتقداته ويجب اعتقاله، أما المواطن الصالح فإنه يمشي طول الوقت لبناء مجتمع سعيد.

قال أيمن:

-لكن أيعقل أنهم أصبحوا يطاردون حتى من كان مثلي ومثلك مجرد خواطر قصصية؟

قال خالد :

-كل شيء يبدأ بخاطر يشحن الشعور، ثم ينقلب الخاطر الي كلمة واعية، وتمسى الكلمة حركة. لا تستهن بخاطر أدبي، أو فكري.   

تنهد أيمن بحزن:

- من سوء حظنا أن يكون خالقنا كاتب شغلته قضية الحرية، ولو أننا كنا من خلق مؤلف تمثيليات مسلية لضمنا لنفسينا حياة حافلة بالتكريم.

قال خالد :

- لا أحد يختار خالقه، لكن أيا كان ما سيجري فقد كانت حياتنا ومضة شريفة، لم نكذب فيها، ولم نتملق.

قال أيمن:

-أظن أن علينا أن نسارع بالهروب من بين سطور القصة قبل أن يدهمونا. 

اندفع أيمن خارجا من النص وخلفه خالد مهرولا. هبط الاثنان من مقدمة القصة إلي الفقرة الأولى وراحا ينزلقان على السطور، وهما يتجنبان الارتطام بعلامات الاستفهام، ويتفاديان الفواصل المدببة، إلى أن بلغا الفقرة الأخيرة من القصة فانحدرا على كلمات الخاتمة إلي الخارج، ووجدا نفسيهما على رصيف في شارع يضج بالحركة.

قال خالد وهو يعب الهواء: 

-هل فاتك أن تنظف القصة من أي أثر يدل على وجودنا فيها؟

قال أيمن:

-لقد حذفت اسمينا وجمعت أوصافنا، لكنني لم أراجع كل التفاصيل.

سرح خالد ببصره وصاح:

- يا إلهي! قداحتي على المكتب! عد إلى القصة بسرعة وهات القداحة لأن بصماتي عليها، ستجدها في السطر الثاني حين ذكر المؤلف أن أصابعي كانت تعبث بها.

استدار أيمن وتشبث بآخر حرف في القصة يتسلقه صاعدا إلى أعلى، وعندما بلغ الفقرة الأولى التقط القداحة من السطر الذي ورد ذكرها فيه، وفي أثناء هبوطه لمح وصف المؤلف له بأنه " شاب. رسام كاريكاتير. يبدو الصدق على ملامحه"، فمحا تلك الجملة، وواصل النزول، وعندما استقرت قدمه على رصيف الشارع نفض سرواله وقال لخالد :

-لم يعد في القصة شيء يقودهم إلينا، فإذا هاجموها الآن لن يجدوا شخصياتنا. 

تبادل الاثنان نظرة تشجيع وشد كل منهما على يد الآخر بقوة. سددا نظرة إلي الطريق الطويل المفتوح، وبدآ في السير بخطوات حثيثة، وعلى الفور انهمرت عليهما سحابة من الرصاص إلا أن طلقة لم تصرع أيا منهما، لأنهما كانا مجرد خاطر. اجتازا الميدان الفسيح وركضا مثل الريح، بلا توقف، يلمسان الأرض وبضغطة خفيفة يحلقان بخفة وطيش ودهشة وشجاعة، يرتفعان إلى قباب المدينة وقلاعها، يتأرجحان في السماء، يدوران، ينزلقان إلى أسطح البيوت، يرتفعان ثانية، يخفقان في الهواء، ثم ينزلان كل مساء إلي المقاهي، يجلسان، يضع كل منهما ساقا على ساق.       

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ســاق علــى ســـاق ســاق علــى ســـاق



GMT 01:11 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

يقولون : في الليل تنمو بذرة النسيان..

GMT 02:34 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 17:52 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

صوت الملامة

GMT 23:53 2021 الأحد ,18 تموز / يوليو

بانتظار الربيع

نجوى كرم تتألق بالفستان البرتقالي وتواصل عشقها للفساتين الملوّنة

بيروت - صوت الإمارات
تُثبت النجمة اللبنانية نجوى كرم في كل ظهور لها أنها ليست فقط "شمس الأغنية اللبنانية"، بل هي أيضًا واحدة من أكثر الفنانين تميزًا في عالم الأناقة والموضة. فهي لا تتبع الصيحات العابرة، بل وبنفسها هوية بصرية متفردة تتواصل بين الفخامة والجرأة، قدرة مع خياراتك على اختيار الألوان التي تدعوها إشراقة وحضورًا لافتًا. في أحدث إطلالاتها، خطفت الأنظار بفستان مميز بشكل خاص من توقيع المصمم الياباني رامي قاضي، جاء المصمم ضيق يعانقها المشوق مع تفاصيل درابيه وكتف واحد، ما أضفى على الإطلالة طابعًا أنثويًا راقيًا، وأبدع منها حديث المتابعين والنقّاد على السواء. لم يكن لون الجريء خيارًا مباشرًا، بل جاء ليعكس راغبًا وظاهرًا التي تنبع منها، فأضفى على حضورها طابعًا مبهجًا وحيويًا مرة أخرى أن ألوان الصارخة تليق بها وتمنحها قراءة من الج...المزيد

GMT 22:50 2016 الجمعة ,28 تشرين الأول / أكتوبر

تزايد نسبة المؤيدين الروس تأييد لسياسة بوتين بنسبة 81%

GMT 09:34 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

النادي الإفريقي حيرة بخصوص بديل «العبيدي»

GMT 18:55 2019 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة نجوى كرم تحقق بأغنية "بعشق تفاصيلك " 3 مليون مشاهدة

GMT 08:07 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

شرطة رأس الخيمة تعثر على الطفل المفقود

GMT 17:24 2013 الإثنين ,04 آذار/ مارس

صدور "سادة الأقوال فى القيادة والقادة"

GMT 16:25 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

رينج روفر مدعمة بنسخة من مكونات البنزين الكهربائية

GMT 12:39 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

"دل" تطرح موديلين من ألترابوك

GMT 08:36 2016 الثلاثاء ,13 أيلول / سبتمبر

محمد بن راشد ومحمد بن زايد يستقبلان حكام الإمارات

GMT 10:49 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدمان الإلكترونيات تعاطٍ جديدٍ يسلب عقول الشباب

GMT 11:42 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates