تتحضر 28 دولة عضو في الإتحاد الأوروبي، لعقد قمة مصيرية الأحد لمناقشة أزمة الديون اليونانية بعدما انتهى الاجتماع الذي جري الاثنين بين قادة منطقة "اليورو" دون التوصل إلى اتفاق.
ويحضر القمة المقرر عقدها في بروكسل جميع زعماء الإتحاد الأوروبي، بما فيهم زعماء الدول التي تخرج عن نطاق منطقة "اليورو" مثل رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، وهي القمة التي تأتي كفرصة أخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق.
وتجدر الإشارة إلى أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال القمة المزمع عقدها الأحد، سيلجأ حينها قادة الإتحاد الأوروبي إلي العمل في إطار التعامل مع خروج اليونان من منطقة "اليورو".
وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس الوزراء اليوناني ايوكليدس تساكالوتوس، في أول اجتماع له مع وزراء مالية منطقة "اليورو" منذ توليه منصب وزير المالية في الحكومة اليونانية بعد استقالة يانيس فاروفاكيس، لم معه ولو وثيقة واحدة مطبوعة، وفشل في وضع أي مقترح لحل الأزمة المالية في البلاد.
ويأتي هذا بعد الكشف عن تدخل الرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيًا داعيًا إلى ضرورة التوصل إلى حل بشأن الأزمة في أقرب وقت ممكن.
ومن جانبه أوضح المستشار النمساوي وارنر فايمان، أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال قمة الأحد بين زعماء الإتحاد الأوروبي فسوف يتم اللجوء إلى خطة بديلة.
وأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اتصال هاتفي مع تسيبراس صباح الثلاثاء عن أمله في التوصل إلى حل يضع اليونان على الطريق نحو تحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي، وهي المكالمة الهاتفية الأولى بين قادة الدولتين بعد الاستفتاء على خطة الخروج من الأزمة، الذي انتهى بالتصويت بالرفض على المقترحات التي تدعو إلى مزيد من تدابير التقشف.
وتزداد الضغوط على تسيبراس من قبل قادة دول الإتحاد الأوروبي لطرح تصورات ومقترحات جديدة بعد رفض المواطنين في وقت سابق من هذا الأسبوع التدابير التقشفية الصارمة من أجل ضخ أموال جديدة للبلاد، وتأجيل البنك المركزي الأوروبي القرار الخاص بالاستمرار من عدمه في دعم البنوك في اليونان، وهو ما يعني أن هذه البنوك قد ينفذ منها المال قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وما زال المواطنون في اليونان غير قادرين على سحب الأموال من ماكينات الصراف الآلي التي تفوق 60 يورو "40 جنيهًا إسترليني" في اليوم، وفي حال نفاذ الأموال من البنوك ستكون بمثابة الإشارة الأولى لخروج اليونان من منطقة "اليورو"، ومن ثم استبدال التعامل بواسطة "الدرخمة"، وهو ما لم يستبعد حدوثه المفوض من الإتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس.
وفي تطور غريب، أشاد فيدل كاسترو، عبر رسالة بعث بها إلى ستيبراس، بالانتصار السياسي البارع بعد الحملة التي قادها من أجل التصويت على الاستفتاء بـ " لا "، وبالرغم من ذلك وصف رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الذي تفاوض مع تسيبراس، هذا الاستفتاء بأنه كان بمثابة السيرك الذي لا علاقة له بالأزمة التي تعاني منها اليونان.
وهناك محاولات لمنع خروج اليونان من منطقة "اليورو"، بينما تلقى المستثمرون الأميركيون في اليونان تحذيرات من أن البنوك اليونانية أوشكت على نفاذ الأموال منها وأن عليهم مغادرة البلاد قبل 48 ساعة من نشوب اضطرابات مدنية.
وفي سياق الأزمة، عقد رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، الأحد محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أوضحت موسكو أنه خلال المحادثات تم الترتيب لعقد لقاء من أجل مناقشة نتائج الاستفتاء.
ويعتقد بعض المراقبين أن موسكو قد توافق على إنقاذ اليونان مقابل منع مزيد من العقوبات على روسيا من قبل الإتحاد الأوروبي.
ولم تعط ألمانيا أية إشارة للتراجع عن مواجهة نتيجة الاستفتاء الذي جري الأحد الماضي، وانتهى برفض خطة الإنقاذ التي طرحت، وأضافت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، أنه حتى الآن لا توجد نية لعقد اتفاق جديد مع الحكومة اليونانية، خصوصًا بعدما كان المقترح الأخير للخروج من الأزمة والذي قوبل بالرفض من جانب المواطنين يقدم خطة طموحة.
وأفاد وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل، أن مسألة شطب الديون المفروضة على اليونان سيجعل دولًا أخرى مثل أيرلندا والبرتغال وإسبانيا تطالب بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل.
وعقد ديفيد كاميرون محادثات عبر الهاتف مع ميركل بشأن أزمة اليونان في حين ناقش جورج أوزبورن هذه المسألة مع رئيس صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، إلا أن هذه المحادثات والمناقشات لم تثمر عن شيء بحيث لا توجد إشارة إلى أن الاتفاق مع الحكومة اليونانية بات وشيكًا.
أرسل تعليقك