طرابلس - فاطمة السعدواي
شنَ مسلحو "داعش" هجومًا مباغتًا على ميناء رأس لانوف في الهلال النفطي الليبي ، وأحرقوا أربعة خزانات للخام.
في حين فجَروا أنبوبًا رئيسيًا للغاز يغذي محطات توليد الكهرباء في مدن عدة غرب البلاد، كما يغذي خط "اكستريم غرين" الذي يوصل امدادات الغاز إلى دولة ايطاليا عبر البحر المتوسَط.
ووصفت مصادر مطلعة في قطاع النفط الخميس هجوم "داعش" بأنه عملية تخريبية، الهدف منها وقف صادرات الخام الليبية الى الخارج، الأمر الذي أكده مدير المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله بقوله، إن الانتاج البالغ 360 ألف برميل يوميًا، سيتوقف نهائيًا، نتيجة تدمير ما تبقى من خزانات.
وتبنى التنظيم المتطرف الهجوم وتوعد بضرب موانئ النفط الليبية كلها.
وظهر في شريط فيديو على موقع مقرب من التنظيم، ملتحٍ يطلق على نفسه لقب "أبو عبد الرحمن الليبي"، وقال، "اليوم ميناء السدرة ورأس لانوف وغدًا البريقة، وبعده ميناء طبرق (شرق)، والسرير وجالو والكفرة (جنوب)".
وأفاد شهود بأن مسلحي "داعش" استخدموا صواريخ لاستهداف الخزانات التابعة لشركة "الهروج"، وشحنات ناسفة لتفجير أنبوب الغاز. واندلعت على الأثر، حرائق هائلة وانتشر دخان اسود كثيف في اجواء المنطقة.
كما أعلن حرس المنشآت النفطية انه تدخل لصد المهاجمين، وأجبرهم على الانسحاب في اتجاه مدينة سرت التي يحتلونها.
وأبدت مصادر مخاوفها من استهداف "داعش" مشتقات النفط في المنطقة، وذلك في وقت قدرت خسائر قطاع النفط نتيجة هجمات "داعش"، بنحو ثلاثة ملايين برميل احترقت في الخزانات، حيث توجد آلاف الأطنان من مواد الإيثلين ورباعي الكربون والبروبلين وكلها شديدة الانفجار.
واتهم رئيس مؤسسة النفط الليبية، وقائد حرس منشآت النفط ابراهيم جضران بتبني "أجندة سياسية خاصة"، بمنعه شحن النفط من الخزانات، مشيرًا الى ان الجضران رفض السماح لناقلة بالرسو قبل يومين، ما اضطرها الى مغادرة المياه الاقليمية الليبية.
في حين قال صنع الله إن "توقف انتاج النفط نهائيًا، سيرتب على البلاد مبالغ طائلة كتعويضات للشركات الاجنبية".
وأضاف أن ميناء رأس لانوف المغلق منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014، سيظل مغلقًا لفترة طويلة بسبب الأضرار الناجمة عن هذا الهجوم وهجمات سابقة.
وأوضح مدير "شركة الزويتينية للنفط" (اوكسيدنتال سابقًا) ناصر زميط، أن تدمير الخزانات أوقف ضخ النفط من الحقول، مشيرًا الى ان شركته متوقفة عن التصدير كليًا منذ إغلاق جدران الموانئ النفطية في 2014. مضيفَا أن تغيير خطوط الضخ ووجهة موانئ التصدير صعب جدًا ويكلف مئات الملايين من الدولارات.
على صعيد آخر، أعلن "مجلس شورى مجاهدي درنة" (شرق) صد هجوم لـ "داعش" على المدينة.
حيث أفاد المجلس بأن مسلحيه المدعومين بشباب الأحياء، أحبطوا محاولة لمسلحي التنظيم لدخول الأحياء الغربية لدرنة ليلة الأربعاء.
وأتى الهجوم ردًا على مقتل خمسة من عناصر التنظيم خلال مواجهات مع شباب المدينة الثلاثاء. واستخدمت في اشتباكات ليل الأربعاء، صواريخ ومضادات للطائرات.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان "تجددت الاشتباكات المسلحة في منطقة رأس لانوف" النفطية التي تبعد نحو 650 كلم إلى شرق العاصمة طرابلس.
وأضاف البيان أنه نتج عن الاشتباكات "إصابات مباشرة لحضيرة خزانات ميناء رأس لانوف النفطي الأمر الذي أدى إلى اشتعال النيران بالخزانات المملوءة بالنفط الخام وانهيار أبراج وخطوط الكهرباء المغذية للمدينة السكنية والمنطقة الصناعية".
وأوضحت المؤسسة في بيانها أن "الوضع الآن في منطقة رأس لانوف كارثي" على الصعيد البيئي.
وأشارت وكالة الأنباء الليبية إلى أن "مجموعة تابعة لتنظيم "داعش" المتطرف استهدفت أحد خزانات النفط في حضيرة الهروج النفطية" ما أدى إلى انفجار الخزان واشتعال النار فيه. وتبعد خزانات الهروج نحو تسعة كيلومترات عن ميناء رأس لانوف.
وذكر موقع المؤسسة الوطنية للنفط، أن ثلاثة خطوط أنابيب رئيسية تزود 13 خزانا بسعة 6,5 مليون برميل. وسبق للتنظيم أن شن هجومين في بداية كانون الثاني/يناير قرب منشآت نفطية مهمة في ليبيا، في مدينتي رأس لانوف والسدرة.
ويحاول منذ أسابيع التقدم نحو الشرق انطلاقًا من سرت لبلوغ منطقة "الهلال النفطية" حيث تقع اهم موانئ تصدير النفط الليبي.
أرسل تعليقك