داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة
آخر تحديث 15:06:51 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أغرق الموصل بالمواد المتفجرة وحفروا الخنادق وغمروها بالنفط لإشعال النيران

"داعش" يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "داعش" يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة

"داعش" يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة
واشنطن - يوسف مكي

اتسم تنظيم "داعش" ببراعته الفائقة في استخدام كميات كبيرة من العبوات الناسفة، من أجل إبطاء تقدم الجيش العراقي، وهو الأمر الذي يظهر بوضوح في بلدة برطلة، والتي كانت يومًا ما ذات أغلبية مسيحية أشورية قبل استيلاء التنظيم المتطرف عليها في عام 2014، ووجد فيها كميات مهولة من القنابل.
وتمكن مقاتلو الجيش العراقي من تفكيك 30 عبوة ناسفة، في الطريق إلى البلدة العراقية الصغيرة، بينما كانت الألغام مرئية على جانبي الطريق ذو الطبيعة الصحراوية، في حين كان هناك عبوتان ناسفتان أخيريتان عند مدخل كنيسة السريان الأرثوذكس المتواجدة داخل البلدة.
وربما لم يكن الملازم هودر يرغب في أن يكون يومًا ما أحد أعضاء فريق ضبط المفرقعات، لا سيما وأنها الوظيفة الأقل شعبية في الجيش العراقي، إلا أن تعيينه في هذه المهمة قبل عامين، بعد انتقاله مباشرة من الأكاديمية العسكرية في العاصمة العراقية بغداد، لم يجعل أمامه أي خيارات أخرى. ومنذ ذلك الحين تمكن الرجل من تفكيك مئات المواد الناسفة، والتي اتخذت أشكالًا مختلفة، من بينها الثلاجات، أجهزة التلفزيون، والأثاث، وحتى الجثث.
وأوضح الرائد هشام كاتيا، أحد قيادات فرقة النخبة الذهبية العراقية، أنه كان بإمكانهم تحقيق نتائج أسرع وأفضل على "داعش" في برطلة، عندما اقتحموها الأسبوع الماضي، إلا أنهم بالفعل أجادوا استخدام سلاح العبوات الناسفة في إبطاء حركة القوات العراقية، وزخرت المنازل والطرق والأنفاق بالمواد المتفجرة، والتي كان ينبغي التعامل معها بحذر شديد.
وتجد في الأزقة المتعرجة على جانبي الطريق الرئيسي إلى البلدة العراقية، أثارًا للمواد المتفجرة التي زرعها التنظيم في كل أنحاء المدينة، ويبقى دوي أصوات الطائرات المشاركة في قصّف معاقل التنظيم، وإطلاق نيران المدفعية التابعة للجيش العراقي مسيطرة على المشهد، لا سيما وأن المنطقة مازالت لم تتطهر بالكامل من بقايا التنظيم المتطرف. وعندما تسير في البلدة تجد أحد مقاتلي التنظيم مقتولًا تحت أنقاض أحد المنازل المنهارة من جراء القصف الجوي المتواتر، بينما تظل رسوم الجرافيتي أحد الأنشطة التي مارستها الميليشيات المتطرفة، فترى على بقايا الحوائط المتصدعة عبارات على غرار "الله أعلى من الصليب".
وأغرق مقاتلو داعش، والذين يقدر عددهم بين أربعة وثمانية ألاف مقاتل، الموصل أيضًا بالمواد المتفجرة سواء في المنازل أو الأنفاق أو حتى الطرق المؤدية إليها، وحفروا الخنادق وغمروها بالنفط حتى يمكنهم إشعال النيران فيها، وقاموا بكافة الاستعدادات من أجل استخدام سكان المدينة من المدنيين، والذين يبلغ عددهم حوالي مليون ونصف نسمة، كدروع بشرية.
ولم تتوقف أسلحة داعش عند هذا الحد، ولكن لديهم وفرة أيضًا في المقاتلين المتطرفين، وأطلقوا عشرات الشاحنات المفخخة ضد مقاتلي البشمركة الأكراد، والذين يتقدمون نحو المدينة من الشرق والشمال الشرقي، وتتقدم القوات العراقية، بقيادة وحدة مكافحة الإرهاب من الجهة الجنوبية والجنوب الغربي. وأكد أحد كبار مسؤولي الجيش الأميركي أن عملية الموصل ستكون طويلة، حيث أن تحريرها من قبضة الميليشيات المتطرفة ربما يستغرق وقتًا طويلًا للغاية.
ويلات الحروب التي شهدتها بلدة برطلة، تضع صورة جديدة للدمار الذي يحدثه التنظيم المتطرف أينما ذهب، في ظل إقدامه على تخريب وتدمير كل ما يرونه دنسا، وأحرقوا صالون تجميل للسيدات تمامًا، في حين اقتحموا مدرسة مسيحية وكنيسة ليدمروا صلبانها.
وعندما تدخل الكنيسة تجد صفوفًا من المقاعد المقلوبة والمدمرة، وكتبًا تتحدث عن الأدب المسيحي ممزقة، حتى المقابر اقتحموها وجعلوا منها قاعدة صواريخ، وأزاحوا اللوحات الحجرية، واستخدم مقاتلو التنظيم الأقبية كغطاء أثناء القصف المدفعي الذي يستهدفهم. وربما كانت لحظة وجيزة تلك التي سمع فيها جرس الكنيسة يدق مجددًا، عبر المدينة التي أصبحت خالية تمامًا من السكان، إلا أن ذلك لم يكن مقصودًا، حيث أن أحد قيادات الجيش انتزع الحبل المربوط بالجرس. وأصبحت قوات الفرقة الذهبية بمثابة شعاع الأمل العسكري الجديد للعراق، في ظل المعاناة النفسية واللوجيستية التي يشعر بها القوات العراقية في المرحلة الراهنة، حيث يسيرون بين أطلال المدينة في حالة من التباهي والثقة بسبب ما أنجزوه.
وتمكنت قوات النخبة العراقية من السيطرة على معظم، أجزاء برطلة، وذلك بدعم من قبل عمليات القصف الجوي التي تشنها قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، بقيادة الولايات المتحدة، وذلك خلال 48 ساعة فقط من القتال، وأدت المعارك التي خاضوها إلى مقتل وإصابة حوالي 50 مقاتلًا.
إلا أن البراعة القتالية التي يتسمون بها ربما لا تقدم حلولًا كبيرة للقنابل والمتفجرات التي تزخر بها الطرق والمنازل والأنفاق في البلدة العراقية، ويظل الملازم هودر وشركائه في معاناتهم من جراء المشاكلة التي يواجهونها في هذا الإطار. وفقد فريق الملازم هودر بالفعل إثنين من أعضائه في حوادث سابقة في أماكن أخرى، أثناء قيامهم بتفكيك عبوات ناسفة أو ألغام قام التنظيم بزراعتها، لا سيما وأنهم لا يملكون أدوات ومعدات متقدمة يمكنها مساعدتهم في تحقيق مهامهم بالكفاءة والسرعة المطلوبة.
وأوضح الملازم هودر، قائلًا "يبدو أن مشكلة العبوات المتفجرة والمواد الناسفة معقدة للغاية، وستستغرق وقتًا طويلًا حتى يمكننا التعامل معها، لا سيما وأنه ليس لدينا معدات متخصصة يمكنها التعامل مع مثل هذه المواقف. فنحن لا نملك أجهزة الكشف عن الألغام، وبالتالي فليس أمامنا سوى شيئين فقط يمكننا الاعتماد عليهما للقيام بمهامنا، وهما عينانا وأصابعنا".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة داعش يستخدم سلاح العبوات الناسفة لوقف تقدم الجيش العراقي في بلدة برطلة



GMT 23:30 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها
 صوت الإمارات - الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها

GMT 22:59 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي
 صوت الإمارات - كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي

GMT 23:20 2022 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل
 صوت الإمارات - شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل

GMT 23:27 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل
 صوت الإمارات - أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل

GMT 20:28 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي تكشف سبب موافقتها على بطولة "أهل العيب"

GMT 09:36 2012 الجمعة ,20 تموز / يوليو

مشعل يلتقي مرسي ويستعرض معه تطورات المصالحة

GMT 22:09 2016 الإثنين ,01 شباط / فبراير

سائق يقتل 17 حيوان كنغر في أستراليا

GMT 22:30 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

الوصل والعين ينشدان الفوز الأول بكأس الإمارات لكرة اليد

GMT 11:12 2013 السبت ,23 شباط / فبراير

هو.. وهو!

GMT 00:59 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

أحمد حسام ميدو يقود الوحدة لفوز قاتل على الفتح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates