مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم
آخر تحديث 14:20:51 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

بقي المئات منهم في القطاع والكثيرون يأملون في الانتقال الى الضفة أو الهجرة

مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم

الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة
غزة ـ كمال اليازجي

أعدَّت الفلسطينية نسرين أنطوان، البالغة من العمر 35 عاما، وهي أم مسيحية لثلاثة أطفال، حلوى عيد الميلاد مع بناتها، في محاولة منها لتبديد خوفهن من الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة. وتعمل نسرين في كنيسة "عائلتنا المقدسة"، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، وتقول:"خلف بوابات المبنى الشاهقة، المجتمع صامت وبائس."

 أقرأ أيضًا : جيش الاحتلال يعلن رصده اطلاق صاروخٍ من قطاع غزة صَوب الأراضي المحتلة

ولم يكن العد التنازلي للمجتمع المسيحي في غزة يتعلق بميلاد المسيح ويوم عيد الميلاد المجيد، ولكنهم ينتظرون اليوم الذي سيعرفون فيه ما إذا كانوا سيحصلون على التصريح الإسرائيلي لمغادرة القطاع، والذهاب إلى الضفة الغربية للمشاركة في الأعياد.

مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم

وتعد تصاريح عيد الميلاد المجيد و عيد الفصح، لزيارة الأماكن القدسة أو بيت لحم في الضفة الغربية، هي الفرصة الوحيدة للمسيحيين للخروج من غزة دون عودة، حيث يعاني الشباب هناك من أعلى معدلات بطالة في العالم، ويعيشون تحت تهديد مستمر لنشوب حرب في أي وقت.

ويتم إغلاق "معبر رفح" الحدودي مع مصر، بشكل متقطع، كما أنه خلال هذه الأيام يحتاج الفرد إلى امتلاك نحو 1000 دولار؛ لتأمين الذهاب إلى مكان ما من بين الأماكن المسموح بالمغادرة إليها على القائمة.

وقُدِّر عدد مسيحي غزة في عام 2007، بنحو 4 آلاف شخص، قبل أن تفرض إسرائيل حصارا خانقا على حركة "حماس" في القطاع. وبعد 11 عاما من الحصار، لا يوجد أكثر من 700 مسيحي من أصل عدد السكان الذي كان يبلغ 2.2 مليون نسمة.

وتقول نسرين:" لا أحد من الذين تركوا غزة سيعود، لدينا وضع صعب للغاية هذه الأيام، ليس فقط للمسيحيين، ولكن لجميع سكان غزة، هنا مثل السجن، وهذا العام هو الأسوأ أكثر من أي وقت مضى."، وأضافت:" في عيد الميلاد الماضي، حصل 22 مسيحياً على التصاريح، ولم يعودوا، وفي عيد الفصح حصل من يزيد عمرهم عن 55 عاما على التصاريح. هذه فرصتنا للخروج من غزة، البعض يذهب مباشرة إلى المطار في عمَّان عبر الحدود من الضفة الغربية."

وحاولت نسرين وعائلتها عدة مرات مغادرة غزة ولكنها لم تنجح، فقد قدموا طلب لجوء إلى كندا وألمانيا. كما أن نسرين لم تر أختها التي تعيش في القدس منذ عامين.

إن نظام التصاريح، بحسب الإسرائيليين، ضروري لأمن الدولة اليهودية، لكنه غالبا ما يبدو عشوائيا بالنسبة لسكان غزة، إذ في عيد الميلاد الماضي، وعلى الرغم من أن عائلة نسرين بكاملها قد تقدمت بطلب، منحت السلطات الإسرائيلية التصريح على الفور لابنتها البالغة من العمر سبع سنوات، وهي الوحيدة التي حصلت عليه من بين جميع أفراد العائلة، حيث تؤكد أن الإسرائيليين لن يسمحوا لعائتلتها بالذهاب إلى الضفة الغربية سويا؛ لأنهم يعلمون أنهم لن يعودوا.

وشهد هذا العام أسوأ تبادل للنيران عبر الحدود بين النشطاء في غزة والجيش الإسرائيلي منذ الصراع الأخير في العام 2014، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب رابعة. وبدأ العنف في شهر مارس / آذار، عندما أطلق الفلسطينيون مسيرات احتجاجية أسبوعية على الحدود مع إسرائيل، مطالبين بإنهاء الحصار والحق في العودة إلى أراضي أجدادهم التي أجبروا على مغادرتها في عام 1948.

وقُتل أكثر من 200 فلسطيني بالرصاص وجرح عشرات الآلاف على أيدي الجنود الإسرائيليين الذين قالوا إن "الفلسطينيين هاجموا الحدود وعرضوا حياة الإسرائيليين للخطر من خلال إطلاق طائرات وبالونات حارقة معلقة بالمتفجرات التي دمرت أفدنة من الأرض، في أكتوبر / تشرين الأول. ووصلت حدة التوتر إلى نقطة حاسمة عندما أدت غارة استخباراتية إسرائيلية فاشلة في جنوب غزة إلى معركة مميتة، وتمت تهدئة الأوضاع بوساطة مصرية.

مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم

ويخشى الكثيرون من تجدد التصعيد لأنه لا يوجد اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، مما يعني أن اندلاع حرب جديدة مجرد مسألة وقت.

وبالنسبة للسكان المسيحيين المحاصرين والذين يتقلص عددهم بشكل مستمر، تعد ساحة الكنيسة مكانا ضروريا لراحتهم، حيث إن كنيسة "عائلتنا المقدسة في حالة جيدة جدا بالنسبة لباقي مباني غزة التي دمرتها المعارك، فهي مدعومة من مؤسسات أجنبية مختلفة.

الكهنة في الكنيسة من الأجانب، وهم الأب ماريو دي سيلفا، وهو برازيلي من بطريركية اللاتين في القدس، والقس المساعد هو رجل دين مصري يدعى يوسف أسد، ولكن في حين أن الغرباء يدخلون غزة لدعم المجتمع المحاصر، فإن معظم الشباب المسيحي، مثل نظرائهم المسلمين ، يريدون مغادرة القطاع. ويعيش أكثر من نصف سكان غزة تحت خط الفقر، وتقدر نسبتهم أكثر من 70% من الشباب عاطلون عن العمل.

ووصف البنك الدولي، في سبتمبر/ أيلول، اقتصاد غزة بأنه في حالة تراجع مستمر، كما أن التغذية بالكهرباء أربع ساعات في اليوم فقط. ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية، يعترف المسيحيون بوجود صعوبة في الحصول على عمل، وذلك ببساطة لأنهم ليسوا جزءا من بنية السلطة التي تقودها "حماس" أو العائلات المسلمة القوية في غزة. كما لا توجد أحزاب سياسية مسيحية في غزة ولا مسيحيون في الحكومة المحلية.

وبالنسبة للشباب، يوجد لهذا تأثير غير متوقع، حيث قال إيهاب عياد، 24 عاما، خريج إدارة أعمال، إن الافتقار إلى الوظائف والأزمة الاقتصادية المعوقة يعني أن الكثير من الرجال المسيحيين لا يستطيعون تحمل تكاليف الزواج، لأن معظم شباب غزة، من المفترض أن يوفر الزوج شقة مفروشة لعرائسهم". مضيفا:"معظم النساء المسيحيات في غزة يلجأن إلى التعرف على أزواجهن عبر الإنترنت، والذين يقيمون في الأردن والضفة الغربية، في محاولة للخروج من غزة، لذا على الرجال المسيحيين أن يهاجروا ليجدوا فرص عمل في الخارج ليتمكنوا من الزواج وتكوين أسر."

وينتظر عياد تصريح الخروج لمغادرة غزة، فمن أحلامه أن يصبح لاعب كرة قدم في المملكة المتحدة، قائلا:" أعرف 150 شخصا غادروا، لدي 4 أصدقاء هجروا غزة."

وقبل سيطرة "حماس" على القطاع، كان بإمكان المسيحيين الاحتفال بعيد الميلاد ووضع الشجرة، مثل مسيحي الضفة الغربية، وعلى الرغم من أن مسيحي ومسلمي غزة يعيشون في وئام، يُحظر الاحتفال العام بالأعياد المسيحية، كما أن بعض المسيحيين تعرضوا للتهديد والخطف من قبل المتطرفين. ويأمل بعض الشباب المسيحي في غزة، في إنشاء حزب سياسي للمسيحيين في القطاع يعبر عن تطلعاتهم ، وهو الأمر الذي سيسبب أختلافا.

قد يهمك أيضًا  :

253 شهيدا وآلاف الجرحى منذ انطلاق المسيرات العودة السلمية في قطاع غزة

إصابة 14 فلسطينيًا برصاص الاحتلال الإسرائيلي في مسيرة في قطاع غزة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم مسيحيو غزة يتراجع عددهم بسبب الحصار الإسرائيلي والبطالة والتضييق عليهم



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 17:07 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

دبي تستضيف "سوق السفر العربي 2024" الاثنين
 صوت الإمارات - دبي تستضيف "سوق السفر العربي 2024" الاثنين

GMT 17:12 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

"مهرجان دبي للمأكولات" يواصل فعالياته
 صوت الإمارات - "مهرجان دبي للمأكولات" يواصل فعالياته

GMT 10:29 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح معرض الأسر المنتجة في محافظة أحد المسارحة

GMT 13:38 2013 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

مصر: طاقة الرياح غير كافية لاستخدامها في الصناعات

GMT 21:42 2012 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"رايحين على فين؟" يرصد حالة الشباب في فترة الانتخابات الرئاسية

GMT 00:24 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

أحدث صيحات ديكور المنازل المناسبة لشهر رمضان

GMT 18:52 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

قدمي تشيز كيك عيش السرايا للشيف سالي فؤاد

GMT 13:06 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات كبيرة في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 15:59 2019 الإثنين ,11 شباط / فبراير

الأطعمة التي يجب تجنبها عند الإصابة بالسكري

GMT 19:10 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي على أبرز المعالم في النمسا لتزوريها في شهر عسلك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates