تنظيم بوكو حرام المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه
آخر تحديث 19:32:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

اتَّجه مؤخرًا نحو استهداف المصالح الاستراتيجية والعسكرية الغربية في أفريقيا

تنظيم "بوكو حرام" المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تنظيم "بوكو حرام" المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه

تنظيم "بوكو حرام" المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه
أبوغا ـ عادل سلامة

قافلة عسكرية كانت تتحرك عبر أحد الأنهار بالقرب من الحدود في الشهر الماضي، حتى تفاجأ الجنود في لحظة واحدة أنهم محاصرون، حيث كان هناك أكثر من مائة مقاتل تابعين لتنظيم "بوكو حرام" المتطرف، بعضهم كان على ظهور الخيل، بينما كانوا يستعدون للهجوم.
كانوا حوالي ثلاثمائة جندي من النيجر، ويصحبهم عدد قليل من قوات العمليات الخاصة الأميركية، حيث لم يجدوا أمامهم سبيلا سوى طلب المساعدة. وما كانت إلا لحظات قليلة حتى هبت بالفعل طائرات مقاتلة لتحلق فوق المنطقة لقصف المتشددين جوًا، بينما هرع إليهم بعض الجنود من تشاد، وهو ما أدى إلى مقتل بعض المتشددين، وهروب الأخرين.
يبدو أن هذه المرة كانت تقدم نموذجًا واضحًا ومهمًا لأهمية العمل الدولي الجماعي، في ظل النجاح الباهر في سحق المتطرفين، وهو الأمر الذي تحقق بفضل رد الفعل السريع في تلبية النداء الذي أطلقه جنود القافلة المحاصرة.
القضاء على "بوكو حرام" كان بمثابة الوعد الرئيسي الذي قطعه الرئيس النيجيري محمدو بخاري إبان حملته الانتخابية في العام الماضي، وربما كان صادقا في ظل النجاحات الكبيرة التي يحققها الجيش النيجيري، بمساعدة الدول المجاورة، وكذلك بفضل التدريبات التي يتلقاها أفراده من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
بخاري أعلن الشهر الماضي هزيمة "بوكو حرام"، بينما نجح في هذا الشهر في إطلاق سراح عدد من الفتيات اللاتي احتجزهن التنظيم المتطرف، حيث اختطفهن إبان خروجهن من المدارس قبل أكثر من عامين. إلا أنه رغم تلك النجاحات، يبقى التنظيم المتطرف بعيدا عن الهزيمة، خاصة بعد سلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها التنظيم المتطرف سواء في نيجيريا أو الدول المجاورة، وعلى رأسها النيجر، من بينها هجمات استهدفت جنودًا.
التنظيم المتطرف، والذي سبق وأن أعلن موالاته لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، اتجه مؤخرا نحو استهداف المصالح الاستراتيجية والعسكرية الغربية، حيث أطلق العنان للعديد من الهجمات التي ظهرت على السطح مجددا بعد أشهر من التوقف، ويقول مسؤولون في أجهزة استخبارات غربية إن الهجمات الأخيرة قام بتنفيذها مجموعات خرجت من التنظيم الأصلي بمباركة "داعش" لاستهداف المصالح الغربية.
المجموعة المنشقة عقدت العزم على التركيز بعيدًا عن السكان المحليين، والذين ينتمي معظمهم إلى المذهب السني، مقابل التركيز بصورة كبيرة على الأهداف العسكرية والغربية في المرحلة المقبلة، بحسب ما قال المتحدث باسم الاستخبارات الأميركية في واشنطن ويليام ماركوس. التطورات الأخيرة في أداء التنظيم المتطرف، تعكس إلى حد كبير المرونة التي يتمتع بها ومدى قدرته على التكيف مع الضغوط المتواترة المفروضة عليه.
وتقول الخبيرة في الشأن الأفريقي جينيفر كوك إن "داعش" وفروعها الإقليمية تعاني من ضغوط كبيرة، ولكن بالرغم من ذلك لديهم القدرة على تعميق الروابط فيما بينهم بصورة كبيرة.
وكان التنظيم المتطرف قد تمكن من اجتياح نيجيريا والدول المجاورة، عندما كان في ذورة قوته، حيث استطاع تحقيق انتصارات كبيرة على الجيش النيجيري، حتى تمكن من السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي هناك. إلا أن الأمر شهد تغييرا كبيرا بعد وصول بخاري إلى سدة السلطة في بلاده قبل عام ونصف، حيث أطلق العنان للجيش النيجيري لملاحقة التنظيم المتطرف، والذي استطاع بدوره التعامل مع التطورات الجديدة من خلال القيام بعمليات أقل تنظيما ولكن أكثر انتهازية.
ولعل الدليل على ضعف التنظيم، إذا ما قورن بالسنوات السابقة، هو مقاطع الفيديو التي تظهر فيها الطالبات المختطفات من قبل الميليشيات المتطرف بصحبة عائلاتهن، وذلك بعد عامين من الاحتجاز في معاقل التنظيم المتطرف والذي قام بخطفهن إبان خروجهن من مدارسهن.
الفتيات المحررات من قبضة التنظيم بدت عليهن علامات الضعف والوهن، ربما من جراء معانتهن من الجوع، على الرغم من أن احداهن أكدت أن التنظيم لديه وفرة في الطعام، حيث أنهم يذبحون الأبقار بشكل روتيني، بل وأنهم أحيانا يستخدمون أكياسًا من الأرز لملء الحفر أو للسيطرة على التربة وحمايتها من التآكل.
الانقسامات التي ضربت التنظيم أصبحت أمرا منتشرا في كل أنحاء المنطقة خلال الأيام الأخيرة، حتى أن بعض المقاتلين تحولوا من التنظيم للالتحاق بالجيش النيجيري في إطار برنامج الحكومة لإعادة تأهيل العناصر المتطرفة من جديد، ولعل الافراج عن عدد من الفتيات مؤخرا كان دليلًا قاطعًا على حالة الانقسام التي ضربت التنظيم بحسب رؤية قطاع من المسؤولين.
الصفعة الكبرى التي تلقاها زعيم التنظيم المتطرف العامل في غرب إفريقيا محمد شيكاو كانت ورود رسائل عبر الانترنت عن حالة من الانقسام بين الفصائل، حيث ظهرت خلافات عقائدية في ظل رفض جماعة داخل التنظيم عمليات القتل العشوائي التي تودي بحياة المئات من المسلمين، لتعلن الجماعة المنشقة عن خطط جديدة لاستهداف المصالح الغربية والمواقع العسكرية في البلاد.
الجماعة الجديدة، والتي يقودها أبو مصعب برناوي، تعمل على طول الحافة الشمالية من نيجيريا وفي النيجر، حيث تشير التقارير الى أن الجماعة الجديدة وجدت آفاقا جديدة للعمل واحساسًا غير مسبوق بالهدف، بالإضافة إلى أنها تحظى بتشجيع ومباركة "داعش" لها.
في يونيو/حزيران الماضي، تمكنت جماعة برناوي من استهداف موقع عسكري في منطقة "بوسو" في النيجر، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل حوالي 32 جنديًا وإصابة أكثر من 60 أخرين، كما قام عناصر من التنظيم أيضا بمهاجمة مركزين طبيين في النيجر خلال هذا الشهر. ويرى عدة مسؤولين في الاستخبارات الغربية أن النجاحات التي تحققها القوات متعددة الجنسيات في محاربة التنظيم المتطرف تبدو متباينة بصورة كبيرة.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تنظيم بوكو حرام المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه تنظيم بوكو حرام المتطرف لايزال بعيدًا عن الهزيمة رغم الانشقاقات داخل صفوفه



درة تكشف عن إطلاق علامتها التجارية وأسرارها في عالم الموضة

الرياض - صوت الإمارات
النجمة التونسية درة سيكون الجمهور على موعد معها في مؤتمر "هي هب" 2024، حيث ستكشف النجمة الشهيرة عن تفاصيل إطلاق علامتها التجارية الجديدة وأسرارها في عالم الموضة والتمثيل، وسوف يعود "هي هَبْ"، بنسخته الرابعة إلى حي جاكس بالرياض من 30 أكتوبر إلى 3 نوفمبر 2024. وكعادته، سيجمع أشهر روّاد الصناعة العالميين والفنانين والمؤثّرين، إضافة إلى أهمّ دور الأزياء والعلامات التجارية العالمية، لاستكشاف ومناقشة أحدث توجّهات هذه الصناعة الحيوية ومن بين هؤلاء درة وفيفي عبده وشام الذهبي ويارا النملة والكسندر بن عمران وسالم قيسي وغيرهم من المؤثرين في عالم الموضة والفن والجمال، وبالتزامن مع الإعلان تفاصيل استضافة درة في "هي هب" نرصد لكم أجمل إطلالاتها التي تلائم المناسبات النهارية والمسائية. اللون الأسود يعتبر من بين الألوان التي ا...المزيد

GMT 14:01 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

مها سامي تكشف عن أهمية جلسات "النتوياج" في تنظيف البشرة

GMT 11:53 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

بث مسلسل "الجانب الأخر" للمرة الأولى بعد 20 عامًا من إنتاجه

GMT 21:10 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

انطلاقة معرض الكتاب في جامعة جازان الثلاثاء

GMT 15:54 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

إسلام جاويش عقب الإفراج عنه يوضح أسباب توقيفه

GMT 10:05 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إنجي وجدان تنضم إلى فريق عمل "طلعت روحي"

GMT 16:59 2015 الخميس ,10 أيلول / سبتمبر

اليابان تجلي 100 ألف شخص بعد هطول أمطار غزيرة

GMT 00:37 2017 الثلاثاء ,26 أيلول / سبتمبر

"امازون العالمية" تتخذ من البحرين مقرًا إقليميًا

GMT 14:01 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

خادم الحرمين الشريفين يعزي سلطان عمان في وفاة قابوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates