لندن - سليم كرم
تسبب انفجار سيارة مفخخة في قتل 43 شخصًا، وإصابة عشرات الأشخاص، مما ألغى صفقة معقدة لإجلاء أربع بلدات محاصرة في سورية، وسقوط آلاف الأشخاص في مأزق. واستهدف الانفجار الحافلات المليئة بالأشخاص الذين تم إجلائهم من المدن، التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وهم ينتظرون في منطقة يسيطر عليها المتمردون في ضواحي حلب.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، أن 43 شخصًا على الأقل قتلوا، وأن عدد القتلى من المتوقع أن يرتفع. وأظهرت صور من مكان الحادث جثث على الأرض حول سيارات سوداء، وارتفع الدخان السميك في الهواء. وقال مسؤول كبير في المتمردين أن حوالى 20 مقاتلًا يحرسون الحافلات، لقوا حتفهم، إضافة لأشخاص بداخلها.
وقال سكان البلدات التي يسيطر عليها المتمردون، وهم ينتظرون أتوبيسات في الأراضي الحكومية، إنهم يشعرون بالذعر إزاء تعرضهم لهجمات انتقامية. وناشدوا المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة للحصول على ضمانات أمنية، مطالبين "بتوفير الحماية اللازمة للوصول إلى وجهاتنا النهائية".
وبعد ساعات من الانفجار، كشفت قناة "المنار اللبنانية" القريبة من الحكومة السورية عن وصول حافلات جديدة لتحل محل المتضررة، وأشارت التقارير إلى أن التبادل المتوقف سيعود قريبا. وقال ناشطون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة إنهم ينتظرون التأكيد على أن الحافلات كانت في طريقها مرة أخرى. فكلتا المجموعتان من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وهما محتجزان فعلا كرهائن، لا تبعدان سوى مسافة قصيرة بالسيارة عن وجهاتهما. وتم إجلاء حوالي 7 الأف شخص ومقاتل في نهاية هذا الأسبوع في صفقة إنسانية معقدة، استغرقت شهور للموافقة عليها.
وبموجب هذا القانون، تم منح 5 آلاف شخص ممر آمن من مدينتي فوا وكفريا، اللتين تسيطر عليهما الحكومة ويحيط بها المتمردون و 000 2 شخص غادروا مدينتي مضايا والزبداني، اللتين يسيطر عليهما المتمردون بالقرب من دمشق، التي تحاصرها القوات الحكومية. وغير أن كلا المجموعتين تقطعت بهم السبل خارج حلب، ولكن بعد توقف الصفقة، وبدأ الجانبان يتنازعان على عدد المقاتلين الذين سيتم إجلائهم.
وبيّن أحمد أفندار، وهو مواطن تم إجلائه من منزله بالقرب من مضايا، "أن الشعب لا يهدأ والوضع كارثي. وكل هؤلاء الآلاف من الناس عالقون في أقل من نصف كيلومتر". ومن المتوقع أن يتوجه الأشخاص الذين تم إجلائهم من مضايا إلى إدلب، التي يسيطر عليها المتمردون على بعد 30 ميلًا جنوب غرب حلب.


أرسل تعليقك