طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما
آخر تحديث 15:00:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يُواجهان مخاطرَ جديدة مع انسحاب القوات الأميركية مِن البلاد

طفلان اختطفهما "داعش" في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - طفلان اختطفهما "داعش" في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

الطفلان محمود وأيوب فيريرا المختطفان
دمشق ـ نور خوام


ينظر محمود وأيوب فيريرا بخجل إلى الكاميرا، وهما مرتديان الملابس الثقيلة ذات الطبقات والقبعات لحماية نفسيهما من الشتاء القارس في سورية، ويمكنهما بالكاد تذكّر الشمس والشواطئ في وطنهما في ترينيداد، إذ حياتهما قبل أن يقرر والدهما الانضمام إلى تنظيم "داعش" واختطافهما في عام 2014.

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن أيوب، 7 أعوام، يريد أن يكون لاعب كرة قدم عندما يكبر، أما محمود،11 عاما، يحب لعب الكريكيت ويفتقد تناول دجاج كنتاكي، وهما يريدان بقوة العودة إلى منزلهما واحتضان والدتهما التي تبعد عنهما مئات الأميال عند جزر الكاريبي.

طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

أقرأ أيضًا: السلطات الألمانية تتهم الداعشية "جنيفر" بارتكاب جريمة حرب بسبب طفلة

ويعد الشقيقان من بين عدد يقدّر من نحو 1200 طفل أجنبي مختطف في سورية، من بينهم 10 أطفال من بريطانيا، وهم موجودون منذ طرد "داعش" من مدينة الرقة، عاصمة "داعش" في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

وبعد أكثر من عام من سقوط المدينة وفرار "داعش" منها، فشل المجتمع الدولي في إعادة هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم، ويواجه الأطفال الآن خطرا جديدا وشيكا، إذ أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ سحب القوات الأميركية من سورية، وهذا من شأنه أن يشجع تركيا على مهاجمة الجيب الكردي في البلاد، حيث يُحتجز الأطفال هناك، وتم اختطافهما في عيد ميلاد أيوب الثالث، وأمضى الشقيقان عدة أعوام يعيشان في ما يسمى بدولة الخلافة، قبل أن ينتصر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الرقة، مما دفع والدهما إلى إرسالهما خارج الرقة إلى تركيا مع زوجته البلجيكية التي تخلت عنهما ووضعتهما على جانب الطريق، إذ انتشلتهما القوات الديمقراطية الكردية، ومنذ ذلك الحين بقيا وحدهما في مخيم روج، المكان الجديد المخصص لأسر القتلى أو المسلحين المسجونين، ويعتقد بأن والدهما مات، وزوجة أبيهم موجودة في معسكر آخر على الأراضي الكردية.

وتعد الظروف في مخيم روج بائسة جدا، ومع الوقت أصبح مكانا مخصصا للنساء والأطفال الذين تربطهم صلات بـ"داعش"، ونتيجة لذلك أُجبرت عدة مجموعات إغاثة على سحب خدماتها لأن المخيم لم يعد يندرج تحت مسؤوليتها الإنسانية، وتدهورت مستويات المعيشة به.

ولا توفر الخيام المصنوعة من القماش المشمع المأوى المناسب من ظروف الشتاء الباردة الرطبة، ولا حرارة الصيف، كما أن حرائق الخيام التي تسببها مواقد الطبخ شائعة، إذ تسبب هذا النوع من الحريق في مقتل طفلين في يونيو/ حزيران، حتى أن السلامة النسبية في المخيم قد تتراجع، إذا أصر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تنفيذ وعده بغزو شمال شرق سورية.

وأُصيب الشقيقان بالفعل بصدمة شديدة بسبب تجاربهما، فلا يمكنهما تذكر اسم والدتهما، وكل ما يمتلكانه صورة غير واضحة، استخدمتها صحيفة "الغارديان" للعثور على الأم التي تدعى فيليسيا بيركينز فيريرا، تعيش في ضاحية بيتي فالي الهادئة خارج عاصمة ترينيداد، بورت أوف سبين.

وتعاني والدتهما من الهلع بسبب ما فعله زوجها السابق، كما تلقت أنباء متقطعة عن أطفالها، وقالت: "عندما غادرا أخبراني أنهما ذاهبان إلى منزل جدتهما، لكن في اليوم التالي، جاءت أختي وقالت إنهما ذهبا إلى سورية، وحينها انهرت من البكاء".

وتدخلت منظمة "ريبريف" الدولية غير الهادفة للربح للمساعدة في إعادة الطفلين إلى بلدهما، لكنّ هناك سباقا لتأمين أوراق السفر وإخراجهما من البلاد قبل أن يتدهور الوضع، كما أن السلطات في ترينيداد لم تبد اهتماما في لم شمل الأسرة، حيث قال رئيس وزراء ترينيداد وتوباغو، كيث رولي، لصحيفة "الغارديان" في حفلة عيد الميلاد لجمع التبرعات السياسية خارج سوبر ماركت في مدينة ويستموورنغز الثرية: "لا نمتلك الآلية أو الوسائل اللازمة لتحديد الأشخاص وإعادتهم، علينا أن نعتمد على المجتمع الدولي وعلى معلومات الناس الذين هم على اتصال بأسرهم هناك".

وتمكنت ريبريف من إعادة الاتصال بفيليسيا بيركينز فيريرا، وتقول: "أصلي الآن من أجل إعادتهما سالمين آمنين".

وتقول السلطات الكردية إن حكومة المملكة المتحدة على وجه الخصوص أعاقت طلبات المساعدة في التعامل مع العشرات من الرجال والنساء والأطفال البريطانيين المحتجزين حاليا، رغم أنها حاولت في وقت سابق من هذا العام تسليم شخصين نجا كل منهما من الخلية المتطرفة المعروفة باسم البيتلز، لكن تم تسليمهما إلى الولايات المتحدة بعد تجريدهما من الجنسية البريطانية.

ويزعم محامي حقوق الإنسان، كليف ستافورد سميث، وهو مدير قانوني في ريبريف، أن الحكومة البريطانية ضغطت على بلدان أخرى لعدم إعادة مواطنيها على أساس أن جميع الرجال والنساء المحتجزين يشكلون خطرا.

وأبرمت كندا والإدارة الكردية اتفاقا في الربيع لإعادة المواطنين الكنديين، بما في ذلك المقاتل المشتبه به جاك ليتس، وهو مواطن بريطاني كندي، لكن أوتاوا انسحبت في اللحظة الأخيرة، بعد ما قال ستافورد سميث، إن بريطانيا أجبرتها على ذلك.

وأوضح المحامي: "10 من بين 14 بريطانيا قابلتهم في الحجز الكردي من الأطفال، ورغم وجود السلطات البريطانية في جميع أنحاء المنطقة، لا يكلفوا أنفسهم بفعل أي شيء لمساعدة هؤلاء، فقط تحدثوا إلى امرأة بريطانية، هذا موقف مخزٍ".

ونفت الشؤون العالمية الكندية، التي تدير العلاقات الدبلوماسية للبلد وتقدم المساعدة القنصلية لمواطنيها، أنه كان هناك أي اتفاق يتعلق بإعادة المواطنين إلى وطنهم، وقالت: "بالنظر إلى الوضع الأمني على الأرض، فإن قدرة حكومة كندا على تقديم المساعدة القنصلية في أي جزء من سورية محدودة للغاية، وأنشأ الدبلوماسيون الكنديون قناة اتصال مع السلطات الكردية المحلية من أجل التحقق من مكان وجود المواطنين الكنديين".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إنه تم تعليق الخدمات القنصلية في سورية في عام 2012، موضحا أن الحكومة ستفعل ما يضمن بقاء العائلات والمجتمعات في بريطانيا في أمان، حيث إن أمن المملكة المتحدة يأتي في المقام الأول.

قد يهمك أيضًا:

ترامب يُحمّل الديمقراطيين مسؤولية وفاة طفلين على الحدود مع المكسيك

البيت الأبيض يؤكد ان ترامب لم يتخذ قرارًا بسحب القوات الأميركية من أفغانستان

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما



GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 15:42 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

"كارولينا" تحبس كل من يخلف في وعده بالزواج

GMT 01:31 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

أحمد شوبير ينتقل إلى أون سبورت

GMT 17:34 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

55 مشاركًا وأكثر من 100 لوحة فنية تجمعها خيمة الفنون

GMT 07:54 2015 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

إقبال لافت على مشاهدة عروض المهرجان المصري للمسرح

GMT 07:04 2016 الجمعة ,26 شباط / فبراير

لوس انجلوس تستعد لاستقبال أوسكار 2016

GMT 12:32 2015 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"شانيل" تطرح بإبداع تشكيلة مجوهرات "سولاسين دي ليون"

GMT 19:13 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

سيف بن زايد يعزي سعيد سلطان بن حرمل في وفاة والده

GMT 11:54 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

إيفانكا ترامب تتألق بإطلالة مبهرة في عيد ميلاد زوجها

GMT 17:58 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

الدوائر الحكومية في دبي تُسعد موظفيها بالسرعة القصوى

GMT 06:26 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

هيئة الكتاب تصدر "القوى السياسية بعد 30 يونيو" لفريد زهران

GMT 17:24 2013 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

"كواليس الكوابيس" قصة جديدة لمحمد غنيم

GMT 15:14 2013 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

القطط من أجل راحة الزبائن في مقهى فرنسي في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates