دمشق - نورا خوام
لاتزال القوات النظاميَّة السورية تحاول أن تتقدم في القسم الجنوبي من أحياء حلب الشرقية وتسعى للسيطرة على حي "الشيخ سعيد"، فيما أعلنت المعارضة السورية صدَّ هجوم "القوات النظامية" وحلفائها على الحي المذكور بعد وقت وجيز على إعلان مصدر عسكري سوري سيطرة الجيش على تلك المنطقة اليوم الأربعاء.
وقال مسؤول في فصائل المعارضة المسلحة، إن قواتها نجحت في صدِّ الهجوم الذي شنته القوات الحكومية والميليشيات الأجنبية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، وعلى رأسها جماعة "حزب الله" اللبناني.
وكانت وكالة الأنباء السورية نقلت عن مصدر عسكري، لم تسمه، قوله إن القوات الحكومية "بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة"، انتزعت السيطرة على "حي الشيخ سعيد في الجهة الجنوبية الشرقية" من مدينة حلب، شمالي سورية. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن فصائل معارضة لا تزال تسيطر على ثلث حي الشيخ سعيد، بينما سيطرت قوات الحكومة وحلفاؤها على ما تبقى منه، قبل أن يؤكد المسؤول المعارض صد الهجوم. وتزامن ذلك مع تجدد المعارك العنيفة في "الميدعاني" وبدء خروج دفعة جديدة من خان الشيح إلى إدلب، فيما استهدفت صواريخ منطقة مصياف وقصف على ريف حماة الغربي.
واستهدفت الفصائل بعدة صواريخ "غراد" تمركزات للقوات النظامية في منطقة مطار حماة العسكري ، ومعلومات عن خسائر بشرية، في حين قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماة الشمالي، دون أنباء عن إصابات. وسقطت صواريخ الغراد أطلقتها الفصائل على أماكن في منطقة مصياف الخاضعة لسيطرة القوات النظامية بريف حماة، دون معلومات عن خسائر بشرية، في حين قصفت قوات النظام مناطق في محيط قرية حورتة بجبل شحشبو بريف حماة الغربي، ولم ترد أنباء عن إصابات.
وفي محافظة درعا، استهدفت القوات النظامية سيارة للفصائل بمنطقة غرز شرق درعا، ما أسفر عن إصابة من كان بداخلها بعضهم في حالات خطرة، في حين قصفت قوات النظام مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، دون أنباء عن إصابات.
أما في محافظة ريف دمشق، فقد قصفت القوات النظامية مناطق في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ولا أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة. وتجدَّدت المعارك داخل بلدة الميدعاني في غوطة دمشق الشرقية، بين "جيش الإسلام" من جهة، والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، في محاولة من الأخير التقدم غرب البلدة بعد أن تمكن من السيطرة على كامل القسم الشرقي ومساحات واسعة من القسم الشمالي، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، في حين سمع دوي انفجار في بلدة "خان الشيح" في الغوطة الغربية، دون معلومات عن سبب وطبيعة الانفجار حتى اللحظة، كما تشهد بلدة خان الشيح بدء خروج دفعة جديدة من المقاتلين وعائلاتهم نحو محافظة إدلب، في استمرار استكمال الاتفاق بين قوات النظام والفصائل والقاضي بإخراج المئات من المقاتلين وعوائلهم نحو إدلب، ومن ثم "تسوية أوضاع" من تبقى من داخل البلدة، من مقاتلين و"مطلوبين" للنظام، عودة أهالي البلدة النازحين إليها، وعودة النازحين إلى البلدة سابقاً إلى بلداتهم وقراهم ومناطقهم.كما وقصفت القوات النظامية مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة، ولم ترد أنباء عن إصابات إلى الآن.
أما في محافظة حمص، فتتواصل المعارك العنيفة في محيط صوامع الحبوب ومحاور أخرى في ريف حمص الشرقي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وتنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف آخر، وسط استمرار علمليات الاستهدافات المتبادلة بين الطرفين، ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوفهما.
وقام عناصر من تنظيم "داعش" بمصادرة سيارات تحوي كميات من التبغ في بادية مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، حيث علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم قام بإحراق التبغ في بلدة السخنة واقتياد سائقي السيارات إلى جهة مجهولة، في حين فارق طفلان اثنان الحياة في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية بريف حمص الشرقي، جراء نقص الدواء والغذاء في المخيم.
وفي محافظة حلب، لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة في حي الشيخ سعيد جنوب حلب، بين جبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جانب، وحركة النجباء العراقية وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، وسط تقدم جديد للأخير وسيطرتها على أجزاء واسعة من الحي فيما لا يزال الثلث الشمالي من الحي، والمجاور لحي كرم الدعدوع تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة، حيث تحاول قوات النظام بغطاء صاروخي السيطرة على كامل الحي، فيما تحاول الفصائل صد الهجوم واستعادة السيطرة على النقاط والمناطق التي تقدمت إليها قوات النظام، ولا صحة لسيطرة النظام على كامل الحي إلى الآن.
وقد أسفر القصف والاشتباكات بين الطرفين عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوفهما، كما تستمر الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في حي العامرية جنوب حلب، في حين قصفت قوات النظام مناطق في حي الميسر جزماتي بمدينة حلب وكرم الطراب، ومناطق أخرى في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي، أيضاً قصفت الفصائل تمركزات لقوات النظام في محور عزيزة بريف حلب الجنوبي، فيما قصفت القوات التركية مناطق في مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" بريف حلب الشمالي الشرقي، أيضاً استهدف التنظيم بعدة قذائف هاون تمركزات لقوات النظام في جنوب مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي.
وأبلغت مصادر أهلية نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أصوات إطلاق النار التي سمعت فجر اليوم في مدينة إدلب، ناجمة عن إطلاق رصاص في الهواء على خلفية خلافات بين عناصر من جيش إسلامي في ما بينهم، دون معلومات عن طبيعة الخلافات حتى الآن، حيث يسود الاستياء في صفوف المواطنين جراء الخلافات المتكررة بين عناصر هذا الجيش من حين إلى آخر، في حين أصيب شخص من بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية بريف إدلب الشمالي الشرقي بجراح جراء تعرضه لرصاص قناص الفصائل المتمركزة بأطراف البلدة.
وفي محافظة دير الزور، قصفت قوات النظام مناطق في قرية حطلة بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن سقوط جرحى. وفي محافظة الحسكة، تجددت الاشتباكات في محيط قرية أبو فاس الواقعة في جنوب مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، بين قوات سوريا الديمقراطية من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر، حيث يحاول الأخير استعادة السيطرة عليها، والاقتراب من مدينة الشدادي وإعادة فتح طريق الحسكة - دير الزور.
أما في محافظة السويداء، فقد استهدفت القوات النظامية مناطق سيطرة تنظيم "داعش" في قرية القصر بريف السويداء الشمالي الشرقي، ومعلومات أولية عن خسائر بشرية.
وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد ومقتل 10503 مواطن مدني ومقاتل من الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) وتنظيم "داعش"، خلال 14 شهرًا، أي منذ بداية التدخل السوري المباشر في الحرب السورية، وذلك منذ فجر الـ 30 من شهر أيلول / سبتمبر الفائت من العام 2015، وحتى اليوم الـ 30 من تشرين الثاني / نوفمبر الجاري 2016، ممن قضوا في آلاف الضربات الجوية التي استهدفت عدة محافظات سورية.
وتوزعت الخسائر البشرية على الشكل التالي:: 1112 طفلاً دون سن الـ 18، و646 مواطنة فوق سن الثامنة عشر، و2726 رجلاً وفتى، إضافة لـ 2911 عنصر من تنظيم "الدولة الإسلامية"، و3108 مقاتل من الفصائل المقاتلة والإسلامية وجبهة فتح الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من جنسيات عربية وأجنبية.
يشار إلى أن روسيا استخدمت مؤخراً خلال ضرباتها الجوية مادة "Thermite"، والتي تتألف من بودرة الألمنيوم وأكسيد الحديد، وتتسبب في حروق لكونها تواصل اشتعالها لنحو 180 ثانية، حيث أن هذه المادة تتواجد داخل القنابل التي استخدمتها الطائرات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة في قصف الأراضي السورية، وهي قنابل عنقودية حارقة من نوع ""RBK-500 ZAB 2.5 SM"" تزن نحو 500 كلغ، تلقى من الطائرات العسكرية، وتحمل قنيبلات صغيرة الحجم مضادة للأفراد والآليات، من نوع ((AO 2.5 RTM)) يصل عددها ما بين 50 - 110 قنيبلة، محشوة بمادة "Thermite"، التي تتشظى منها عند استخدامها في القصف، بحيث يبلغ مدى القنبلة المضادة للأفراد والآليات من 20 - 30 متر.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه لا يزال يرى أن روسيا مستمرة في قتلها المدنيين السوريين، وسط تعامي المجتمع الدولي عن هذه المجازر والجرائم المرتكبة بحق المواطنين من أبناء الشعب السوري، من قبل روسيا، والتي تنفذها بذريعة محاربة "الإرهاب"، وما خرج عن المجتمع الدولي لم يتعدى تنديدات إعلامية منه ومن مبعوثه الأممي إلى سوريا عن الجرائم المتواصلة بحق أبناء الشعب السوري، وجدَّد المرصد إدانته الشديدة لاستمرار قتل المدنيين في سوريا، ويدعو مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، للعمل بشكل أكثر جدية، لوقف القتل اليومي بحق المواطنين السوريين الراغبين في الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة.
أرسل تعليقك