أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية
آخر تحديث 13:24:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

شاركت العملاق محمد عبدالوهاب غناء أوبريت "مجنون ليلى"

"أسمهان" أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "أسمهان" أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

"أسمهان" أميرة الجبل
القاهرة - أسامة عبدالصبور

ابنة وحيدة كُتب لها الحياة من أسرتها الدرزية، إنها آمال الأطرش، أو كما عرفها عشاق صوتها الساحر "أسمهان"، والدها هو فهد الأطرش وهو درزي من جبل الدروز في سورية وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة حاصبيا، وشقيقاها فؤاد الذي قاست منه الأمرين في حياتها، وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف والذي كانت على وفاق تام معه، وهو من أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، ونجاة علي، وليلى مراد وغيرهن.

أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

ويعود نسب تلك العائلة الدرزية الكريمة إلى آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سورية والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.

أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

وولدت "أسمهان" على متن باخرة كانت تقل العائلة من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها والسلطات التركية، وقد رحلت العائلة إلى بيروت حيث بعض الأقرباء في حي السراسقة، ثم انتقلت إلى سورية وتحديدًا جبل الدروز بلد آل الاطرش، واستقرت الأسرة وعاشت حياة سعيدة إلى أن توفي والدها الأمير فهد الأطرش العام 1924.

أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

واضطرت والدتها الأميرة علياء إثر نشوب الثورة الدرزية في جبل الدروز وانطلاق الثورة السورية الكبرى إلى مغادرة عرينها والتوجه بأولادها إلى مصر، وهناك أقامت العائلة في حي الفجالة وهي تعاني من البؤس والفقر، الأمر الذي دفع بالأم إلى العمل في الأديرة والغناء في حفلات الأفراح الخاصة لإعالة وتعليم أولادها الثلاثة.

أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية

وظهرت مواهب ابنتها الغنائية باكرًا، فقد كانت تغني في البيت والمدرسة مقلدة أم كلثوم ، ومرددة أغاني محمد عبدالوهاب وشقيقها فريد، وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل (وكان وقتها في بداية حياته الفنية) الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب رؤيتها وسألها أن تغنِ من جديد، فغنت آمال وأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها "كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان"، وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان.

وأخذت أسمهان منذ العام 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية، وصوتها السخي الفياض بالشجون يفتن الأسماع ويغزو القلوب، حتى قال عنها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب: أسمهان فتاة صغيرة لكن صوتها صوت امرأة ناضجة.

وفي العام 1934 تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سورية لتمضي معه كأميرة للجبل مدة 6 أعوام رزقت خلالها ابنة وحيدة هي كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سورية إلى مصر، وعاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي.

وفتحت الشهرة التي نالتها كمطربة جميلة الصوت والصورة أمامها باب الدخول إلى عالم السينما، فمثلت 1941 أول أفلامها "انتصار الشباب" إلى جانب شقيقها فريد الأطرش، فشاركته أغاني الفيلم.

وفي خلال تصوير الفيلم تعرفت على المخرج أحمد بدرخان ثم تزوجته عرفيًّا، ولكن زواجهما انهار سريعًا وانتهى بالطلاق دون أن تتمكن من نيل الجنسية المصرية التي فقدتها حين تزوجت الأمير حسن الأطرش.

وفي العام 1944 مثلت في فيلمها الثاني والأخير "غرام وانتقام" إلى جانب يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم، وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، وشهدت نهاية هذا الفيلم نهاية حياتها.

وقد سبق لها أن شاركت بصوتها في بعض الأفلام كفيلم "يوم سعيد"، إذا شاركت محمد عبدالوهاب الغناء في أوبريت مجنون ليلى، كما سجلت أغنية "محلاها عيشة الفلاح" في الفيلم نفسه، وهي من ألحان محمد عبدالوهاب الذي سجلها بصوته في ما بعد، كذلك سجلت أغنية "ليت للبراق عينًا" في فيلم ليلى بنت الصحراء.

ومثلت نهاية أسمهان الدرامية مادة خصبة للشائعات فأثيرت الكثير من القصص والأقاويل حول تعاونها مع الاستخبارات البريطانية، وتقول إحدى تلك القصص أنه في مايو 1941م تم أول لقاء بينها وبين أحد السياسيين البريطانيين العاملين في منطقة الشرق الأوسط، وجرى خلاله الاتفاق على أن تساعد أسمهان بريطانيا والحلفاء في تحرير سورية وفلسطين ولبنان من قوات فيشي الفرنسية وقوات ألمانيا النازية، عن طريق إقناع زعماء جبل الدروز بعدم التعرض لزحف الجيوش البريطانية والفرنسية "الديغولية".

وقد قامت بمهمتها خير قيام بعد أن أعادها البريطانيون إلى زوجها الأسبق الأمير حسن، فرجعت أميرة الجبل من جديد، وهي تتمتع بمال وفير أغدقه عليها الإنجليز، وبهذا المال استطاعت أن تحيا مرة أخرى حياة الترف والبذخ وتثبت مكانتها كسيدة لها شأنها في المجتمع، ولم تقصر في الوقت نفسه في مد يد المساعدة لطالبيها وحيث تدعو الحاجة.

وفي عددها الصادر صباح الاثنين 29 أيلول/ سبتمبر 1941، كتبت جريدة "الحديث" البيروتية: الأميرة آمال الأطرش استعانت بالله وقررت تخصيص يوم الاثنين من كل أسبوع لتوزيع الطحين على الفقراء مجانًا وفي منزلها الكائن في عمارة مجدلاني في حارة سرسق.

إلا أن وضعها لم يستقر، فسا الحال مع زوجها الأمير حسن في الجبل في سورية من جديد، كما أن الإنجليز تخلوا عنها وقطعوا عنها المال لتأكدهم من إنها بدأت تعمل لمصلحة فرنسا ويقال إنها بدأت ترفض طلباتهم حيث وجدت نفسها ستدخل سلسلة لا تنتهي من المهام، وارتأت أنها فنانة لا تريد أن توقع نفسها في هذا الشرك.

وقد اعترف الجنرال إدوارد سبيرز ممثل بريطانيا في لبنان يومذاك بأنه يتعامل معها لقاء أموال وفيرة دفعت نظرًا لخدماتها، كما اتهمها بأنها كانت كثيرة الكلام ومدمنة على الشراب وأنه قطع كل علاقة معها.

وعادت أسمهان للعمل في الغناء والسينما في مصر، وفي الوقت الذي كانت تعمل فيه بفيلم "غرام وانتقام" استأذنت من منتج الفيلم الممثل يوسف وهبي في السفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق، وذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 تموز/ يوليو 1944م ترافقها صديقتها ومدير أعمالها ماري قلادة، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في ترعة الساحل الموجودة الآن في مدينة "طلخا"، حيث لقت مع صديقتها حتفهما أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادث اختفى تمامًا.

وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب، ولكن ظلت أصابع الاتهام موجهة نحو الاستخبارات البريطانية وإلى زوجها الثالث أحمد سالم و إلى أم كلثوم.

ومن غريب المصادفات أنها قبل 4 سنوات من وفاتها، أي في أوائل أيلول 1940م كانت تمر في المكان عينه فشعرت بالرعب لدى سماعها صوت آلة الضخ البخارية العاملة في الترعة، ورمت قصيدة أبي العلاء المعري "غير مجد" التي لحنها لها الشيخ زكريا أحمد، حيث كانت تتمرن على أدائها حينذاك استعدادًا لتسجيلها في اليوم التالي للإذاعة.

وقالت للصحافي محمد التابعي رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" والذي كان يرافقها "كلما سمعت مثل هذه الدقات تخيلت أنها دفوف جنازة"، كما كان الفلكي "الأسيوطي" قد تنبأ لها في بداية حياتها الفنية بأنها ستكون ضحية حادث وستنتهي في الماء.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية أسمهان أميرة الجبل التي ولدت في البحر وماتت غرقًا بعد أحداث درامية



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

لندن - صوت الإمارات
لطالما عودتنا الملكة رانيا على إطلالاتها الأنيقة بستايلات مختلفة وفق المناسبة التي تحضرها. وفي أحدث لقاء تلفزيوني لها، اتجهت الى التألق بطقم أنيق بين اللمسات الكلاسيكية والعصرية، بنمط شبابي ايضا، وهو نمط اتبعته في العديد من اللقاءات الحوارية التي ظهرت بها على شاشات التلفزة. نرصد لكم هذه الإطلالات لتستلهموا منها أسلوبها الملهم. اتجهت الأنظار نحو الملكة الأردنية رانيا في لقائها التلفزيوني مع الإعلامية الأمريكية جوي ريد في برنامجها التلفزيوني ذا ريدآوت. وتألقت الملكة في اللقاء بطقم حيادي باللون الاسود بتصميم عصري ومريح يناسب اللقاءات الحوارية. تألف من سروال أسود واسع مع الزمزمات عند الخصر، والخصر العالي المزين باثنين من الأزرار البيضاء العريضة، وهو من توقيع " louisvuitton"، اما التوب فجاءت بنمط المعطف القصير والكروب توب م�...المزيد

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:27 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تتركز الاضواء على إنجازاتك ونوعية عطائك

GMT 17:45 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

أفكار لتزيين الجدار فوق الأريكة في غرفة المعيشة لديكور مميز

GMT 03:11 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

عرض فيلم "أوراق العمر" في المجلس المصري للثقافة

GMT 21:33 2013 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"كمبينسكي نخلة الجميرا" دبي يعتزم تطوير قوائم الطعام

GMT 05:41 2017 الجمعة ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للفتاة المحجبة لتجنّب تساقط الشعر والمحافظة عليه

GMT 14:51 2017 الجمعة ,21 إبريل / نيسان

كيندال جينر تبرز في ثوب مميّز كشف عن ساقيها

GMT 12:25 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

استمرار الإقبال على الأحذية طويلة الساق لموضة شتاء 2017

GMT 08:27 2014 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الفريق حمد الرميثي يبحث التعاون العسكري مع نيوزلندا

GMT 14:28 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

"طلقني شكرا" يستعرض أسباب الطلاق في المجتمع المصري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates