شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات عُرفيّة
آخر تحديث 15:06:51 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكّدت في معرض الشارقة أنّ هاجس كتابة "دراما التحوّلات" لا يفارقها

شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات عُرفيّة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات عُرفيّة

الكاتبة السورية الدكتورة شهلا العجيلي
الشارقة ـ زكي شهاب

استطاعت الأديبة والكاتبة السورية الدكتورة شهلا العجيلي أنّ تحقّق نجاحًا كبيرًا بعدما ارتبط اسمها بشكل وثيق بمدينة الرّقة التي تنحدر منها، لتصبح معروفة في الأوساط الأدبية والثقافية كلّها، ليس في العالم العربي فحسب بل في أوروبا والولايات المتحدة حيث تُرجمت كتبها إلى لغات عالمية عدة.

وتنتمي الدكتورة العجيلي إلى عائلة مثقّفة وبيت كان يجمع الثقافة إلى الفن والتراث، من خلال والدها المعماريّ ومرمّم المدن الأثريّة عبدالعظيم العجيلي، أو عمّها الدكتور عبدالسلام العجيلي الكاتب والروائي السوري البارز، وتحوّل منزلها منذ النصف الثاني من القرن العشرين إلى صالون أدبي، ومضافة للكتاب والأدباء من أمثال عمر أبوريشة وأبو سلمى ونزار قباني وآخرين، كل ذلك كان بمثابة الحاضنة لفكرها، والمدماك الأول لمسيرتها الثقافية، وقد فتح الباب لدخولها المعترك الأدبي الصعب من بابه الواسع.

هذا النجاح في وصول إنتاجها الأدبي خلال السنوات الماضية الى أصقاع الأرض، شجع الكثير من النقاد على تسليط الضوء على ما قدمتَه من كتب في الأدب والنقد، وكان كل منها يكشف عن جانب من جوانب الإبداع الذي ميَز مؤلفاتها، وعن صورها، ولغتها، وسردها، وموضوعاتها، إذ يتّسم إبداعها بسهولته وعمقه، وقربه من المتلقّي بحيث يجعله قريباً من عالمها، ومستمتعاً بالتعرّف إليه.
في الندوة الأدبية التي نظّمتها مؤسسة "محمد بن راشد آل مكتوم" واستضافها معرض الشارقة للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين وقدمتها رلي المزيني، قالت الدكتورة شهلا العجيلي إن الهاجس الذي لا يفارقها هو كتابة "دراما التحوّلات"، فالفنّ الروائي يقوم على السرد الذي يقدّم جغرافيات مختلفة ورؤيات متباينة، ولا بدّ من أن يقدّم رفقة الفنّ قيمة معرفية، وتكمن اللعبة الفنيّة في كيفيّة بناء شيء جديد، ومدهش من الحكاية العادية. 

وتحدّثت الدكتورة العجيلي عن مفهومها للرواية الذي يوافق رؤية الناقد المجري (جورج لوكاتش) الذي يرى أنّ "الرواية يصنعها اغتراب القيمة، وأنّها حنين إلى قيم مفقودة في مجتمع إشكاليّ"، وأنّ التحوّلات التي تعدّ مناطق محبّبة لكتابة الرواية ناتجة عن مفارقة ألفة المنظومة القيميّة، إلى منظومة قيميّة جديدة، تصوّر الماضي على أنّه أكثر أصالة، وتخشى المجهول الذي لم يخضع بعد للاختبار.

وأكدت الأديبة السورية على أن الكاتب لا يمكن فصله عن محيطه، خاصة عندما يكون المحيط مزدحماً بالأحداث والمواجهات مع (التابو)، ورغم أنّها ليست مع مقولة الالتزام التي تعود 
إلى خمسينيّات القرن العشرين، أو المسؤوليّة المباشرة العرَضيّة التي تتضادّ مع حريّة الكتابة، لكنّها دائماً مع المسؤولية الأخلاقية الجوهريّة غير الخاضعة لشرط أو حدث أو طبقة، إنّها مسؤليّة تجاه الضمير والعدالة التاريخيّة .

وتحدثت الأديبة السورية العجيلي عن رواياتها موضحة: " نُشرت أول رواية لي وهي "عين الهر" في العام 2006، وتناولت موضوع الفساد الاقتصادي والسياسي الذي كان ينهش سورية تحديداً، والعالم العربي بعامّة، وتناولتُ علاقة المال بالسلطة، وكان الحديث في مثل هذه الملفّات المحظورة نادر وخطير.

وقالت إن رواية "سجاد عجمي " التي نشرت في العام 2012، تزامنت مع بداية الحرب التي نهشت سورية، ودمّرت التراث الماديّ لمنطقة الفرات، وذلك قبل أن تستقرّ الجماعات المسلحة وأمراء الحرب أرض الرقة، وكانت العودة إلى مكاني الأوّل في تلك المرحلة ضرورة فنيّة وأخلاقيّة، فاسترجعت تاريخ الرقّة العظيم والمهمّش والذي يعود إلى العصر العباسي، حيث مدارس الطبّ والفلك والترجمة والمنطق، وقدّمت حياة الناس في ظلّ حرب طائفيّة حدثت آنذاك.

أمّا بالنسبة للمرأة في كتابات شهلا العجيلي فقالت ردّاً على سؤال لإحدى الحاضرات في الندوة "إنّ نموذج المرأة العربيّة الذي قُدّم من خلال الدراما التاريخيّة ناقص بشكل مضلّل، فمن تعرّفن إليهنّ كنّ إمّا سيّدات في المنازل والقصور وإمّا جواري، لكن هناك مدوّنة ضخمة غائبة عن أحوال النساء وإنجازاتهنّ، ودورهنّ في الآثار الفنيّة والثقافيّة والمعماريّة التي عثرنا عليها، لذا قدّمت في (سجّاد عجمي) المرأة الخزّافة والنسّاخة، ومعلّمة القرآن والحديث، والراهبة، والفارسة...لابدّ لمعرفة التاريخ من العودة إلى الوثائق المغيّبة أو الإشكاليّة، والتي يحذّر منها النسق المسيطر، ولا بدّ من إجراء التقاطعات بين الروايات المختلفة لصناعة تصوّر أدقّ للحقيقة، وفي النهاية الأمم خيال! أمّا في الفنّ فعلينا أن نقدّم المتخيّل بما لا يخالف منطق التاريخ، لكنّه ليس التاريخ، وما يهمّ في رواياتي هو جعل الهامش مركزاً، وقراءة الأدوار الثقافيّة الاجتماعيّة للرجل، والمرأة، والسلطة والإثنيّات، والقوميّات.

وتضيف العجيلي لعلّ رواية سجاد عجمي لم تفز بجوائز على غرار أعمالي الأخرى، لكنّها تجربة فريدة بالنسبة لي وبالنسبة للرواية التاريخيّة بعامّة، لأنّها رواية الحفر في الهامش وفي المكان الأوّل، ولأنّها انزاحت عن صورة النساء النمطيّة عبر التاريخ، ولأنّها قدّمت المعاني العميقة للحياة بلا تحفّظات عُرفيّة، حول الحبّ والجسد والحرب.

أمّا الحرب في "سماء قريبة من بيتنا " فكانت حاضرة بقوّة وكانت الحدث المحايث للكتابة، إذ كنت أسمع أخبار الانفجارات قرب منطقة الساعة، وهي منطقة قريبة جداَ من بيتنا في الرقة، عبر وسائل الإعلام، وكانت الاتصالات إلى الرقّة مقطوعة، وحينما يتسنّى لي أن أكلّم والدي عبر هواتف القمر الصناعيّ، يؤكّد لي إنّ الانفجار بعيد عن البيت وعن مستقرّ العائلة، لكن في الحقيقة المسافة لا تتجاوز بضعة أمتار، تقطع في أقلّ من خمس دقائق، إلاّ أنّ المقاييس الفيزيائية في الحرب تأخذ تأويلات أخرى تقدّر بإمكانيّة الحياة أو الموت. كان لا بدّ من الكتابة في خضمّ الحرب، ووطأة التحالفات والانقسامات والضخّ الإعلاميّ، لأنّ الكتابة مغامرة، وذاكرة، ووثيقة أبديّة تُشهر في وجه أيّة جهة تريد تكميم أفواه الكتّاب لحساب مشروعها.

 

قد يهمك ايضا

رسالة بحَّار سوفيتي تحملها أمواج البحر لسيدة أميركية بعد نصف قرن

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات عُرفيّة شهلا العجيلي ارتبط اسمها بمدينة الرّقة وقدَّمت معاني الحبّ والجسد بلا تحفّظات عُرفيّة



GMT 23:30 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها
 صوت الإمارات - الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها

GMT 22:59 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي
 صوت الإمارات - كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي

GMT 23:20 2022 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل
 صوت الإمارات - شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل

GMT 23:27 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل
 صوت الإمارات - أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل

GMT 04:48 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

الفنان محمد رمضان بـ 5 شخصيات في فيلم الكنز

GMT 07:52 2014 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

محمد الأفخم يؤكد أن التقدم ليس بغريب على الإمارات

GMT 06:09 2014 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نائب الرئيس الأميركي يزور تركيا الشهر المقبل

GMT 17:12 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

نصائح لجعلك أكثر جاذبية لدى النساء

GMT 13:35 2016 الأربعاء ,11 أيار / مايو

لازم يكون عندنا أمل

GMT 18:09 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

الجماجم والهياكل العظمية أشياءً للزينة في شقة "بول ثيس"

GMT 05:48 2017 الأحد ,16 إبريل / نيسان

أسلوب سهل لإعداد سلطة البوملي والبرتقال

GMT 00:39 2016 الثلاثاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"وادي التكنولوجيا" مشروع جديد في جامعة موسكو الحكومية

GMT 00:58 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

هل من الممكن الذهاب الى الآخر؟

GMT 12:59 2014 الثلاثاء ,02 أيلول / سبتمبر

آبل" تخيم على معرض "آي اف إيه" للمنتجات الإلكترونية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2021 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates