موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق
آخر تحديث 10:04:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

محمود حميدة وخالد النبوي نقطتا جذب لعمل هادئ

موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق

مسلسل البرنس
القاهرة - صوت الإمارات

يعدّ مفهوم الموسيقى (التي تُسمى خطأ التصويرية) غير واضح المعالم بالنسبة للعديد من صانعي المسلسلات، وليست كذلك بالنسبة لكثير من الأفلام السينمائية المنتجة في ربوع العالم العربي أيضاً، لكن عندما يأتي دور استخدامها في المسلسلات تتحوّل من أداة تم تشويه استخدامها أساساً، إلى أداة تعذيب لا يُطاق.

تخال أن المؤلف الموسيقي يقبض أجره بالمتر أو أنه اشترط أن تستخدم موسيقاه في كل مشهد حتى لا يفوت المشاهد أي جملة موسيقية. الحال هكذا، تتساءل - إذا كنت تعرف شيئاً عن كيفية استخدام الموسيقى للعمل المصوّر - تتعرض لضغط سيئ يدفعك لكي تترك المسلسل وموسيقاه وتبحث عن سواه… Good luck!

ليس هناك من مهرب. الموسيقى تطغى في كثير من الأحوال لا على الصورة فحسب بل على حوار الممثلين. تحاول أن تسمع ما يقولونه حتى ولو لم يكن حوارهم همساً. لكن الموسيقى لديها خطّة أخرى. تخبئ لك مكيدة مختلفة: تسود وتطلع وتنزل وتموج بتكرارها المقذع لدرجة الإساءة إلى المسلسل ذاته.

الموسيقى للعمل الدرامي أو الكوميدي هي مساعد لإيصال حس يتولّد داخل المشهد المصوّر ذاته. هناك حدث مهم سيفاجئ شخصاً عائداً إلى منزله، لا بأس من موسيقى تحضيرية. خطر يحوم (وقد يقع أو لا يقع) في الشارع ليلاً يحتاج للحن مناسب. لكن عباقرتنا من المخرجين لا يعون ذلك. يستخدمون (أو يوافقون على استخدام الموسيقى) مع قدوم الشخص إلى منزله. مع فتحه الباب ثم مع ما سيراه وما بعد ما سيراه حتى ما بعد المشهد التالي الذي قد يدور عند سور الأزبكية.

«لما كنا صغيّرين»
نقطتا جذب اجتمعتا في مسلسل يمر بهدوء وسط صخب المسلسلات الأخرى.
المسلسل هو «لما كنا صغيرين» (قنوات دراما، دي إم سي، الحياة دراما) ونقطتا الجذب هما الممثلان محمود حميدة وخالد النبوي. الأول في دور رجل أعمال لديه ما يخفيه عن التحقيق بعد اتهام شاب بريء اسمه حامد بجريمة قتل. شقيقه ياسين (خالد النبوي) واثق من براءة شقيقه ومن تورط رجل الأعمال سليم (حميدة) في الجريمة على نحو ينجح المخرج محمد علي في إخفاء تفاصيله حلقة بعد أخرى.
المشاهد تتوالى باطراد وبقليل من الوقت الضائع. الحكاية جديدة نوعاً وأداء حميدة من النوع الذي يذكّرنا لماذا هذا الممثل يملك تلك الموهبة التي لا تنحني حتى عندما يؤدي أدواراً صغيرة في بعض الأفلام من حين لآخر. ولمن يقدّر موهبة خالد النبوي التي قلّما استفاد منها التلفزيون أو السينما حق استفادتها، يجد نفسه أمام عمق في تجسيد الشخصية التي يقوم بها. ثم… يتم إفساد كل ذلك بموسيقى من نادر حمدي التي تصدح في أرجاء كل مشهد. تعلو منفردة حين الطلب – خصوصاً - عندما لا يكون هناك ثمة حاجة إليها.

«خيانة عهد»
هناك مشهد معيّن تنطلق به الحلقة الخامسة عشرة من مسلسل «خيانة عهد» (قنوات سي بي سي، الحياة، قناة مصر الأولى). في هذا المشهد نجد الممثلة يسرا (التي تقوم بدور عهد) في المستشفى بعدما أصيبت بانهيار عصبي (ربما عندما أدركت أنّها تورطت في قبول هذا المسلسل!). أفراد العائلة من حولها وإحدى القريبات تقترح أن تبقى لجانبها، لكن فرح، شقيقة عهد (حلا شيحة) تتطوّع للمهمة.
طبعاً الانتظار لجانب مريض نائم لست ساعات (كما قال الطبيب لأفراد العائلة)، يتطلب كرسياً يجلس عليه المنتظر. لكن ليس هناك أي كرسي ولا مقبض معلّق كذلك الذي نجده في الحافلات العمومية لكي يقبض المنتظر عليه وهو واقف.
لكن بعد قليل يرد مشهد آخر في الغرفة ذاتها. هذه المرّة بكنبة وردية اللون كبيرة. تسع لأربعة أشخاص. كنبة من تلك التي تجدها في المنازل الفخمة. جديدة وبرّاقة. لم يدخل هذا الناقد مستشفيات كثيرة والحمد لله، لكنه لا يعرف أن هناك مستشفى بكنبات وثيرة.
المفاجأة لا تنتهي هنا، في لقطة تالية في الغرفة ذاتها طارت الكنبة من المشهد. استعادها المحل الذي استؤجر منه (كما يبدو). فاتني أن أبحث عن الكرسي… هل عاد بعد اختفائه في المشهد الأسبق أو تمّ إلغاء الحاجة إليه تماماً؟
للأسف ليس المسلسل من النوع الذي يمكن الدفاع عنه في كل الأحوال، أي مع وجود هذا الخلل أو من دونه. الحكاية تأخذ وقتاً طويلاً لكي تنتقل من الحلقة الأولى إلى الحلقة الخامسة عشرة وفيها تدور الأحداث حول نفسها: عهد تحب شقيقتها فرح ولا ترتاب في أن فرح يمكن لها أن تخدعها لغاية في نفسها. تكتشف أن ابنها هشام (خالد أنور) مدمن مخدرات لكنّها لا تكتشف أن فرح (لسبب ليس معلوماً بعد) هي التي كانت تعيق إمكانية شفائه بدس المخدرات له، وذلك حتى من بعد إدخال الابن المصحة. والحلقات القريبة السابقة تواصل النبش في مواقف لتأكيد الحال ذاته ولتصوير بؤس حياة عهد، خصوصاً من بعد أن أثيرت قضية علاقتها بشخص آخر وبعد قيام مصلحة الضرائب بالحجز على ممتلكاتها نتيجة بلاغ كاذب.
الموسيقى هنا تسرح وتمرح كما يحلو لها ولو على نحو خافت، وذلك بعد موّال في بداية الحلقات لتأكيد تراجيديا مفتعلة وبؤس الشخصية التي تقودها.

«البرنس»
هناك بكاء كثير تقوم به يسرا في «خيانة عهد»، لكن هناك بكاء أكثر في حلقات المسلسل المصري الآخر «البرنس» (إم بي سي). إحدى الحلقات الأخيرة تبدأ برضوان (محمد رمضان) وأحد إخوته يبكيان والبكاء ينتقل، كوباء، إلى سواهما بعد قليل. هذا قبل أن يحكم علينا المسلسل بخمس دقائق ملؤها خطبة عصماء لوكيل نيابة يتركه المخرج والمؤلف محمد سامي يتحدث بلا تدخل منه لسبب مهم واحد هو ملء الوقت ريثما تصل الحلقة إلى آخرها.
قيل إنّ الإقبال على هذا المسلسل «لم يكن كبيراً لدرجة التفكير في إيقافه». إذا كان هذا صحيحاً فإن المشكلة كامنة في ضعف حكايته التي هي من نوع شخصيات يكيد بعضها لبعض طوال الوقت وبريء يُتّهم ومجرم يبقى طليقاً. الأضعف من الحكاية هو الإخراج الذي يكتفي بأن يسرد المكتوب على الورق من دون تفعيل لعنصر جذب واحد.
محمد رمضان جيد فيما يقوم به، لكن مثله هنا مثل باقي الممثلين، لا يقوم إلّا بأداء المطلوب منه كون المسلسل ليس في وارد تعزيز أو تطوير شخصياته فكلها ذات خط واحد حتى الآن.

عودة إلى «الاختيار»
بعد جولات متعددة (ومتعِبة) بين العديد من المسلسلات المحتفية بالشهر الكريم، ما زال «الاختيار» أحد أفضلها. متابعته من الحلقات الأولى وحتى حلقة ما قبل يوم أمس، تؤكد ما كنا ذهبنا إليه هنا من أنّه مسلسل جيد وناضج كتابة وتنفيذاً، وأن شغل المخرج بيتر ميمي للعمل اقتصادي وحرفي في شكل جيد. لا إضاعة للوقت ولا استهانة بمستوى العمل على نحو أو آخر.
عدا ذلك، فإنّ هذا المسلسل الذي يقود بطولته أمير كرارة لديه كثير ممّا يريد قوله عن الوضع الصعب الذي على قوات الصاعقة المصرية تحمّله في سبيل القضاء على البؤر الإرهابية العاملة في سيناء.
للإنصاف لا بدّ من القول إنّ الحلقتين الرابعة عشرة والخامسة عشرة كان يمكن لهما أن يُدمجا معاً في حلقة واحدة. هناك مشاهد حوارية كثيرة ولو أنها ليست من باب الثرثرة بل تدخل في نطاق إعلامنا بما يحدث. والمسلسل لا ينقل وجهة نظر أبطال القوات المسلحة المصرية في التصدّي للإرهابيين فقط، بل ينقل ما يتداوله الإرهابيون وكيف يعملون ويتعاملون. إنّما حتى في نطاق وجهة نظر أبطال القوات المسلحة، فإنّ «الاختيار» حذر من ألا يدخل نطاق البروباغاندا. نعم يصوّر بطولات لكنّه لا ينفخ فيها الوعظ أو الموسيقى.

وقـــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًا :

محمود العسيلي يُعلِّق على أعمال رمضان ويؤكّد أنّها "تعذيب للمُشاهد"

"النوستالجيا" تغلب على مسلسلات رمضان 2020 لترصد المقاومة

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق موسيقى الدراما العربية تتحوَّل مِن أداة تشويق إلى تعذيبٍ لا تُطاق



الفساتين الطويلة اختيار مي عمر منذ بداية فصل الربيع وصولًا إلى الصيف

القاهرة - صوت الإمارات
ولع جديد، لدى الفنانة المصرية مي عمر، بالفساتين الطويلة، ذات الذيول المميزة، يبدو أنه سيطر على اختياراتها بالكامل، حيث كانت المرة الأخيرة التي ظهرت فيها مي عمر بفستان قصير قبل حوالي 10 أسابيع، وكان عبارة فستان براق باللون الأسود، محاط بالريش من الأطراف، لتبدأ من بعدها رحلتها مع ولعها الجديد بالفساتين الطويلة، التي كانت رفيقتها منذ بداية فصلي الربيع وصولا إلى الصيف. فستان مي عمر في حفل زفاف ريم سامي اختارت مي فستان طويل مع ذيل مميز باللون الأبيض، مع زركشة رقيقة في منطقة الصدر والوسط، وكتف على شكل وردة، من تصميم أنطوان قارح، وهو التصميم الذي نال إعجاب متابعيها حيث جاء متناسبا مع قوامها الرشيق وعبر عن ذوقها الرقيق في اختيار إطلالات تليق بكل مناسبة. هذا الفستان الأبيض المميز، ذو الذيل الطويل، والأكتاف المرتفعة المزركة بالورد،...المزيد

GMT 16:47 2014 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

آبل تطلق أداة لإلغاء تسجيل أرقام الهواتف من خدمة iMessage

GMT 17:08 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

أحدث الصيحات لارتداء الجاكيت الجينز في شتاء 2017

GMT 16:20 2017 الأحد ,29 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح مجربة ومختبرة للتعامل السليم مع الزوج العنيد

GMT 16:37 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

موعد عرض مسلسل "أنت أطرق بابي" على شاهد vip

GMT 17:55 2019 السبت ,07 كانون الأول / ديسمبر

النصر السعودي يرفض طلبا لأمرابط

GMT 16:07 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح ضمن قائمة مجلة "تايم"الأميركية لشخصية العام

GMT 10:04 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

الإمارات تؤكد التزامها بحظر السلاح في ليبيا

GMT 12:05 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

غوف تفجر أكبر مفاجآت ويمبلدون أمام "العجوز"

GMT 23:32 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

جوارديولا يحسم الجدل حول بقاء كومباني من عدمه

GMT 03:32 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"فنية رماية الأطباق" تطالب بميادين أولمبية جديدة

GMT 17:23 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

البطاطا تُخفِّض مخاطر النوع الثاني مِن مرض السكري

GMT 11:31 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

"صياد" و"في الشوفة" تسعدان الصيادين في دبي

GMT 05:06 2015 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

"هواوي بي 8" أفضل هاتف ذكي للمستهلك الأوروبي

GMT 01:39 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

الجماهيرترغب في رحيل صلاح بسبب تراجع أداء ليفربول

GMT 17:48 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

سد شيركي أكبر محطة كهرومائية في روسيا

GMT 15:19 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

إطلاق النسخة الجديدة من مازدا CX3 كروس أوفر

GMT 01:46 2013 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

عاصفة ثلجية تجتاح مناطق في شمال شرق الصين

GMT 14:54 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

نقوشات الحيوانات لتجديد ديكور منزلك بلمسات عصرية متجددة

GMT 05:06 2017 الأربعاء ,13 أيلول / سبتمبر

"أبل" تطرح هاتفي "آيفون 8" و"آيفون 8 بلس" للبيع
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates