حالة واحدة ستسمح لرئيس لبنان بترك الحكم دون مغادرة القصر الجمهوري
آخر تحديث 15:36:00 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

عدم التزامه بالمغادرة سيفتح باب إنهاء الطائف والتهيئة لمؤتمر تأسيسي

"حالة واحدة" ستسمح لرئيس لبنان بترك الحكم دون مغادرة القصر الجمهوري

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - "حالة واحدة" ستسمح لرئيس لبنان بترك الحكم دون مغادرة القصر الجمهوري

الرئيس اللبناني ميشال عون وصهره جبران باسيل
بيروت - صوت الإمارات

أثار تصريح الوزير السابق وئام وهاب الذي قال فيه إنه: «لا انتخابات رئاسة جمهورية من دون عقد اجتماعي جديد. حتى ولو انتهت فترة ولايته سيبقى عون في بعبدا نتيجة الفراغ الرئاسي ولا انتخابات بمِثل هذا الجو»، جدلا حول مصير الرئيس عون بعد انتهاء ولايته، ومدى علاقة ذلك بحزب الله. ولم يقتصر  حديث الوزير السابق على بقاء الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري، إنما تجاوزه لجهة انّ «الطائف خدم مرحلته وغير صالح ويجب ان نتحدث عن تعديلات»، وهو الموقف نفسه الذي دأبَ على تكراره النائب طلال ارسلان الذي ذكّر مؤخراً «حين أعلنّا في العام 2009 عن المؤتمر التأسيسي وضرورة إعادة صياغة نظام جديد بعد سقوط النظام الحالي بكل أشكاله عَلت الأصوات ضدّنا، اليوم يتحدث الجميع في هذا الأمر سراً وعلناً، بعد ان تأكدوا أن لا قيامة للبنان بنظامه الحالي، والمُكابرة لا تنفع، ولا اعتماد سياسة النعامة، مطلوب حوار صريح».

فعلى ماذا يستند وهاب وارسلان في حديثيهما عن عقد اجتماعي جديد؟ وهل يعبّران عن قناعة شخصية، أم انّ موقفهما يشكّل صدى لموقف «حزب الله»؟ وهل يعتبر الثنائي الدرزي المعارض انّ من مصلحة طائفة الموحدين تعديل الدستور بحثاً عن مكاسب درزية إضافية، أم انهما يعتبران انّ اي نظام جديد يشكل فرصة لتحسين التمثيل الدرزي؟ وهل من فريق سياسي غير «حزب الله» له مصلحة بفتح هذا الباب في حال اضطرّ إلى تسليم سلاحه والتخلّي عن دوره الإقليمي فيُقايض السلاح والدور بمزيد من الصلاحيات في جسم الدولة وبنية السلطة؟ ولن يستخدم الحزب ورقة التعديلات سوى في حالة واحدة مبدئيّاً وهي التسوية الأميركية-الإيرانية التي ستدفعه إلى التخلّي عن سلاحه ودوره، وخلاف ذلك لن يتنازل عن سلاحه، ولن يتردد في السعي لانتزاع التعديلات الدستورية التي تعترف بمقاومته وتحسن تمثيله من دون ان يسلِّم سلاحه.

والفريق الوحيد الذي يجاهِر بتعديل الدستور هو المقرّب من «حزب الله»، وكأنّ المطلوب إبقاء هذا الملف مفتوحاً بانتظار اللحظة المواتية، ولكن الجديد الذي أضافه وهاب يتعلق بربط عون مغادرته للقصر الجمهوري بعقد اجتماعي جديد، فما حقيقة هذا الأمر؟

أولاً، لم يغادر الرئيس ميشال عون القصر الجمهوري في العام 1990 إلّا مضطراً بفِعل الاجتياح العسكري السوري الذي حصل بغطاء أميركي طبعاً، وبدلاً من ان يركِّز اهتمام حكومته الانتقالية على إنهاء الفراغ الرئاسي تصرّف كقائد تحرير وبمهمة من دون سقف زمني، ولو أحسَن قيادة هذه المهمة لكان ما زال في القصر الجمهوري كرئيس لحكومة انتقالية وليس كرئيس للجمهورية.

ثانياً، يغادر الرئيس عون القصر الجمهوري في حالة واحدة وهي انتخاب رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل خلفاً له، وقد لا يغادره جسدياً مع تخصيص جناح له في هذا القصر، إنما يسلِّم المسؤولية الرسمية إلى باسيل الذي يمارسها أساساً بشكل غير رسمي. وخلاف ذلك سيبقى في القصر طالما هو على قيد الحياة، ولا قوة تستطيع إخراجه بالقوة طالما انّ «حزب الله» معه، والحجّة للبقاء في بعبدا موجودة دائماً وتبدأ من رفض تسليم إدارة البلد لرئيس الحكومة بالتوازي مع تعبئة مسيحية، ولا تنتهي برَبط مغادرته للقصر بانتخاب رئيس جديد أسوةً برئاستي مجلسي النواب والحكومة.

ثالثاً، يَكثر الحديث عن اقتراح قانون أعَدّه أو يعدّه المستشار السياسي لرئيس الجمهورية سليم جريصاتي حول ضرورة مساواة الرئاسة الأولى بالرئاستين الثانية والثالثة، حيث لا يَشغر موقع رئاسة مجلس النواب ولا رئاسة الحكومة، فيستمران في تصريف الأعمال بانتظار انتخاب او تكليف الأصيل. وبالتالي، الاقتراح المفترض يَنصّ على وجوب أن يسري على رئاسة الجمهورية ما يسري على رئاستي مجلس النواب والحكومة.

وليس بالضرورة ان يمر هذا الاقتراح، في حال وجوده طبعاً، ولكن بدلاً من اقتراح يُشرِّع باب الفراغ الرئاسي، فإنّ الاقتراح المطلوب هو إلزام النواب بالمشاركة في جلسة الانتخابات الرئاسية التي يجب ان تتم في يوم واحد، فتسقط الحاجة لاقتراح جريصاتي المفترَض، والذي قد يُبقي عون في بعبدا طالما هو على قيد الحياد، فضلاً عن كون هذا الاقتراح غير عملي ولا منطقي، لأنه في ظل الانقسام السياسي يمكن تَعمُّد تعطيل الانتخابات الرئاسية من أجل ان يستمر هذا الرئيس او ذاك في موقع المسؤولية في القصر الجمهوري، فيما الانتظام العام يستدعي تحويل جلسة الانتخابات الرئاسية إلى جلسة إلزامية، فيُصار إلى تجنيب الموقع والدولة الفراغ.

رابعاً، إنّ عدم التزام العماد عون بالمهمة الانتقالية لانتخاب رئيس جديد في العام 1988 أدى إلى إنهاء الجمهورية الأولى وولادة جمهورية الطائف، وعدم التزامه غداً بمغادرة القصر الجمهوري منتصف ليل 31 تشرين الأول 2022 سيفتح باب إنهاء الطائف والتهيئة لمؤتمر تأسيسي، والذي لا يمكن الوصول إليه سوى بفِعل 3 تطورات: فوضى اجتماعية بسبب تردي الأوضاع المعيشية تؤدي إلى انهيار الدولة، تسوية أميركية-إيرانية تستدعي إعادة النظر بالدور الإيراني في المنطقة، وفوضى دستورية بسبب رفض عون مغادرة بعبدا ومعطوفة على أزمة مالية وانقسام وطني وسياسي، فعلى غرار فراغ العام 1988 الذي قاد إلى دستور جديد بسبب التأزُّم السياسي والانقسام الوطني، فإنّ فراغ العام 2022 قد يقود إلى النتيجة نفسها بفِعل حصوله في ظروف معقدة ومأسوية معيشياً وسياسياً وتراجع ثقة الناس بمشروع الدولة إلى الحضيض.

وفي حال استمر الوضع السياسي الراهن على المنوال الحالي حتى نهاية عهد الرئيس عون، فإنه لن يغادر القصر الجمهوري بسلاسة، بل سيسعى إلى تعبئة مسيحية، ويعيد تحويل القصر الجمهوري إلى قصر الشعب منعاً لإخراجه بالقوة. وبالتالي، إذا لم تدقّ ساعة المؤتمر التأسيسي قبل انتهاء ولاية عون، فإنها ستدقّ حُكماً بعد انتهاء ولايته، لأنه من الصعوبة بمكان ان يتمكن لبنان من الصمود في حال بقي الموقف الخارجي الحاجِب للمساعدات ربطاً بالإصلاحات على حاله، ومن دون التقليل أيضاً من المواجهة التي ستفتح على أثر رفض الثنائي الشيعي إجراء الانتخابات النيابية في وقتها بحجّة القانون الحالي، والسعي الحاصل اليوم على هذا الخط كل الهدف منه ربط النزاع حول قانون الانتخابات بُغية التذرّع بعدم إجرائها سوى في حال تغيير القانون، وهذه المواجهة كفيلة لوحدها بشَل المؤسسات وتوتير المناخات وتشكّل تمهيداً لتمديد عون إقامته في القصر الجمهوري.

ومن الصعب التفكير بسيناريوهات أخرى، لأنّ ترميم الواقع الحالي أصبح مستحيلاً، والتغيير من الداخل صعب جداً، وأيّ تغيير فعلي يستدعي رفع يد فريق 8 آذار عن السلطة، وتطور من هذا النوع لا يمكن حدوثه بسلاسة، لأنّ هذا الفريق على غرار النظام السوري قبله، لن يقبل بالتخلّي عن إمساكه بالورقة اللبنانية عن طريق الديموقراطية. وبالتالي، لا بد من حدثٍ ما يؤدي إلى قلب الطاولة وخلط الأوراق، لأنّ استمرار لبنان كساحة لم يعد يستقيم، فهذه السياسة أدت إلى انهيار كل شيء. وبالتالي، هل سيكون للمؤتمر التأسيسي موعد في العام القادم 2021، أم انّ السنة المقبلة ستشكل استمراراً للسنة الحالية، وموعد المؤتمر التأسيسي سيكون في العام 2022 مع رفض إجراء الانتخابات النيابية ورفض الرئيس عون مغادرة القصر الجمهوري؟. 

وقــــــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــضًأ :

الصحف اللبنانية تُؤكّد أنّ ملف تشكيل الحكومة الجديدة يشهد تقدُّمًا سريعًا

الرئيس اللبناني يهنئ بايدن بالفوز في الانتخابات الأميركية

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة واحدة ستسمح لرئيس لبنان بترك الحكم دون مغادرة القصر الجمهوري حالة واحدة ستسمح لرئيس لبنان بترك الحكم دون مغادرة القصر الجمهوري



بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة - صوت الإمارات
النجمة بلقيس عادت من جديد للتفاعل مع جمهورها واستعراض إطلالة جديدة لها عبر انستجرام، لتوثق أحدث ظهور لها بفستانها الأسود الجديد الذي نال تفاعل قطاع كبير من جمهورها، كما أنها عادت للظهور بأزياء من علامة فيرساتشي الشهيرة التي سبق وقد تألقت بها أكثر من مرة في الماضي. تفاصيل أحدث إطلالة للنجمة بلقيس النجمة بلقيس اختارت في احدث ظهور لها، ارتداء فستان أسود أنيق من علامة فيرساتشي الشهيرة، وتعتبر بلقيس من عاشقات اللون الأسود وسبق وظهرت به في العديد من إطلالاتها الجذابة، وهذه المرة اختارت فستان أنيق نال إعجاب محبيها بمجرد نشر صوره عبر حسابها على انستجرام. بلقيس استعرضت أناقتها بفستان أنيق باللون الأسود انسدل طويلًا ومجسمًا مع صيحة الكب التي زادت من أناقته، والتي جاءت بتصميم مستقيم، كما تزينت منطقة الصدر بحزام رفيع يتوسطه اكسسوار...المزيد

GMT 21:04 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة
 صوت الإمارات - الإمارات تواصل دعم مستشفيات وعيادات رفح في غزة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 21:15 2012 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

جهازا "إبسون" صديقين للبيئة

GMT 21:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 11:16 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحوت الأثين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 18:55 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

علماء يبتكرون خلايا عصبية صناعية لعلاج مرض الزهايمر

GMT 14:37 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حمدان ومكتوم بن محمد يحضران أفراح حسين محمد والديبيلي

GMT 17:29 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

دار"سوثبي" في لندن تستعد لبيع لوحة أثرية مصرية نادرة

GMT 13:04 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء أميركيون يعيدون البصر إلى فئران عمياء

GMT 03:21 2018 السبت ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"جاكوار F-Type" ستأتي في 2020 بمحركات بي إم دبليو

GMT 15:45 2013 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

أكاديمية الشعر تصدر ديوان" أشجان" لعفرا بنت سيف المزروعي

GMT 05:39 2018 الأحد ,17 حزيران / يونيو

مهرجان صيف الخرج الـ 39 ينطلق بمدينة السيح

GMT 21:52 2014 الخميس ,16 تشرين الأول / أكتوبر

الفرو موضة التسعينات التي عادت بقوة هذا الموسم

GMT 20:55 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"مركز إبداع" الإسكندرية يقيم معرض "جرافيك"

GMT 10:06 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

لون أزرق مضيء لإطلالة راقية

GMT 06:53 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

لاعب بني ياس يؤكد أن الوصل فاز بسبب الأخطاء

GMT 00:40 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

شبكة "osn" تطرح حلقات مجمعة من برنامج "snl بالعربي"

GMT 17:46 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

سلاف فواخرجي تحمل صقرًا كبيرًا في سيدي بوسعيد في تونس

GMT 09:57 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

أحذية الكاط تُحقق الأناقة المميزة التي يبحث عنها الرجل

GMT 17:27 2013 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة الإسـراء تستحدث برنامج ماجستير في رياض الأطفال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates