الصراع في بلدان الربيع العربي يتحول نحو الهوية على حساب العدالة والاستقلال
آخر تحديث 18:50:03 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قوى داخلية ودول خليجية وسياسة غربية تقود زمام "الثورة المضادة"

الصراع في بلدان "الربيع العربي" يتحول نحو الهوية على حساب العدالة والاستقلال

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الصراع في بلدان "الربيع العربي" يتحول نحو الهوية على حساب العدالة والاستقلال

بسمة خلفاوي أرملة المعارض التونسي الراحل شكري بلعيد
لندن ـ سليم كرم

كان واضحًا منذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها الثورة في تونس أن القوى السياسية ذات النفوذ سوف تبذل كل ما في وسعها لفرض رؤيتها أو الفشل، وتتمثل هذه القوى السياسية في القوى الداخلية التي سُلبت حقوقها في عهد النظام القديم، ودول الخليج التي تخشى على انتشار عدوى الثورة بين شعوبها، والقوى الغربية التي فقدت عملاءها الإستراتيجيين، والتي لا تريد أن تفقد المزيد.ونشرت صحيفة "الغاريان" البريطانية مقالاً أشارت فيه إلى أن الصراعات التي تشهدها حاليًا بلدان ثورات  "الربيع العربي" بشأن الدين والهوية تهدد بتحويل الانتباه الحقيقي عن المعركة الأساسية من أجل العدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني. وفي أعقاب سقوط كل مصر وتونس سريعًا في هذا المأزق، تعرضت الثورات الأخرى إلى مصير مختلف، ففي ليبيا تم اختطاف الثورة، وفي البحرين تم سحقها، وعم المنطقة صراع طائفي سامّ، وانقلبت الثورة في سورية إلى حرب أهلية دموية. وأشار مقال "غارديان" إلى أن أموالاً نقدية ضخمة تتدفق على تلك البلدان في مرحلة ما بعد الثورة من أجل عدم استقرارها، أو السيطرة عليها واستيعابها. وفي ما يتعلق بتونس فقد بدأت بانتخاب زعماء إسلاميين، وكانت هناك تعددية بالقدر الكافي اللازم لنجاح التجربة الديمقراطية، وعرض نموذج تقدمي لبقية بلدان المنطقة، إلا أنها وبمقتل الزعيم اليساري شكري بلعيد في شباط/ فبراير الماضي لم تنجُ من موجة الثورة المضادة، حيث بدأ الصراع بين الجماعات العلمانية والإسلاميين مع ظهور بعض حوادث العنف القليلة التي تورط فيها بعض السلفيين المتطرفين، وبصرف النظر عمن ارتكب جريمة اغتيال بلعيد التي تسببت في احتجاجات واسعة النطاق وأحداث شغب والمطالبة بحل البرلمان وإسقاط الحكومة، فإنه كان من الواضح أن هذه الواقعة كان الهدف منها الدفع بتونس نحو عدم الاستقرار. واستضافت تونس على مدى شهرين من الواقعة عشرات الآلاف من النشطاء الدوليين في المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي شهدت البرازيل بدايته قبل 12 عامًا، وذلك بهدف دعم التغير الجذري في شمال أفريقيا والعالم أجمع. وأشارت التقارير الأمنية إلى أن المدينة كانت في ذلك الوقت هادئة وخالية من التهديدات وفي ظل وجود هزيل للمتطرفين من السلفيين ونشاط الحركات الاجتماعية وحملات النقابات التجارية والتظاهرات الاحتجاجية، ولكن أزمة البطالة والفقر التي تسببت فيها الثورة التونسية ازدادت سوءًا عما كان عليه الوضع في العام 2010، كما ظل الفساد في الشرطة والبيروقراطية على حالهما المؤلم. وشهدت البلاد على المستوى السياسي حالة من الاستقطاب بين الدين والعلمانية، أي بين حزب "النهضة" الإسلامي الوسطي الذي عانى الاضطهاد والعنف في عهد الديكتاتور السابق بن علي، والذي فاز بانتخابات 2011، وبين أحزاب المعارضة بشقيها اليميني واليساري، والتي تتهم حزب "النهضة" بالسعي لتحويل تونس إلى دولة دينية في الخفاء. ولو كانت المعركة من أجل حماية حقوق المرأة والحقوق المدنية لكان ذلك أمرًا ضروريًا، ولكن ما يجعل الصراع يبدو مختلقًا ومدبرًا هو أن "النهضة" كان ملتزمًا بائتلاف مع الأحزاب العلمانية وحقوق المرأة، ورفض محاولات تطبيق الشريعة الإسلامية، وأصر على أنه لا يوجد خلاف بين الإسلام والعلمانية.  وألقى النقابي البارز قاسم عطية باللوم على الإسلاميين في هذا الانشقاق، وقال "إن الضغط الاجتماعي عليهم هو السبيل للدفاع عن الحقوق المدنية"، ويعتقد مصطفى بن جعفر في الجمعية الدستورية أن تصميم المعارضة على الدخول في "أسلوب الحملات" فور هزيمتها هو سبب الاستقطاب.   وبصرف النظر عن السبب الحقيقي فإن هناك خطرًا كما هو في مصر (التي يأخذ فيها الاستقطاب شكلاً أعمق) في أن تتحول السياسة إلى طابع الحروب الثقافية بشأن الدين والهوية على حساب المعركة الحقيقية وهي العدالة العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسيادة الوطنية، والصراع الحالي يناسب قوى فلول الأنظمة القديمة ويؤدي إلى نشأة تحالفات متناقضة، فالسعودية والإمارات وهما دولتان ذواتا نزعة سلطوية دينية، تؤيدان العناصر الليبرالية والعلمانية المعارضة في كل من مصر وتونس، لأنها تخشى من نجاح الحكومة الإسلامية الديمقراطية، لأن ذلك يتهدد النظامين السعودي والإماراتي. ولكن ذلك لا يناسب الغالبية في مصر وتونس، والواقع أن ذلك بسبب تأثير الأزمة الأوروبية على الاقتصاد التونسي، وما تبع ذلك من قيام الثورة التي تركزت مطالبها على الكرامة وفرص العمل والعدالة الاقتصادية. وتحاول الحكومة التونسية الإسلامية النظر في نسبة البطالة التي وصلت 17 في المائة، والإنفاق على المناطق الأكثر فقرًا، ولكن ذلك يصطدم مع سياسيات صندوق النقد الدولي، ويحاول حزب "النهضة" تقديم نموذج يجمع ما بين الرأسمالية والاشتراكية لكن الضغوط تتزايد من أجل خفض الدعم واستئناف الخصخصة. ولم يعد أمام تونس ومصر سوى التوجه على النحو الذي تبنته الحكومات التقدمية في أميركا اللاتينية من الإكوادور، من خلال توسيع القاعدة الضريبية، والحد من الفقر، وإعادة النظر في عقود الشركات المتعددة الجنسيات، واستخدام البنوك العامة في الدفع بعملية تنمية اقتصادية واسعة. ويطالب الاتحاد الأوروبي بدلاً من ذلك تونس بتحرير وخصخصة البنوك، وهي الأزمة نفسها التي أدت إلى الأزمة المالية العام 2008. ويدور التساؤل الآن عن مستقل الثورات العربية: هل تلبي مطالب شعوبها أم تسقط في هاوية العمالة الغربية، وهو سؤال لم يتم حسمه بعدُ، وسوف يعتمد على مستوى الضغوط الاجتماعية في الداخل وعلى مدى تدخل الدول الاستبدادية التي يدعمها الغرب، والتي تحاول فرض إرادتها على الثورات العربية. ومع ذلك، فإنه كلما انتشرت العملية الديمقراطية وتوسعت استطاع العرب أن يملكوا زمام أمور مستقبلهم.  

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع في بلدان الربيع العربي يتحول نحو الهوية على حساب العدالة والاستقلال الصراع في بلدان الربيع العربي يتحول نحو الهوية على حساب العدالة والاستقلال



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ صوت الإمارات
المخرجة اللبنانية نادين لبكي باتت حديث الجمهور خلال الساعات الماضية بعد أن تم اختيارها لتكون عضوا في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لنسخة مهرجان كام السينمائي الـ77، والتي ستقام ما بين 14 و25 مايو القادم، وذلك بعد أن سبق لنادين لبكي وقد شاركت كعضو في لجنة تحكيم في مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقة "نظرة ما" عام 2015، وبمجرد أن تم الإعلان عن الخبر حرص جمهور نادين لبكي على تسليط الضوء على أجمل إطلالاتها التي ظهرت بها في بعض المهرجانات الفنية والتي تميزت بالبساطة والرقي في كل مرة. نادين لبكي سبق وقد ظهرت في إحدى الفعاليات الفنية بأحد المهرجانات مؤخرًا وهي مرتدية فستان باللون الأسود الذي يبدو وأنها تعشق الظهور به باستمرار، وجاء الفستان طويلًا ومجسمًا وبصيحة الكب، مع فتحات عند منطقة الخصر، وانسدل الفستان مريحًا بداية من تلك المنطقة�...المزيد

GMT 23:44 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
 صوت الإمارات - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:00 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

شرطة دبي تنظم ورشة حول مكافحة الجرائم الاقتصادية
 صوت الإمارات - شرطة دبي تنظم ورشة حول مكافحة الجرائم الاقتصادية

GMT 09:15 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 08:39 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بوجاتي تحتفل بتوصيلها 70 تشيرون حول العالم

GMT 04:50 2013 الأحد ,16 حزيران / يونيو

روي ويلسون رئيسًا لجامعة واين ستايت

GMT 19:29 2014 الثلاثاء ,26 آب / أغسطس

سفير الدولة يلتقي وزيرخارجية باراغواي

GMT 04:10 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

انطلاق عروض مهرجان المسرح الكشفي في الشارقة

GMT 16:54 2013 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عرض كتيبًا لرسوم 118 فنان إیراني في معرض الکتاب

GMT 06:05 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

غرفة جدة تطلق مهرجان " جدة بحر 2018 " الجمعة القادم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates