واشنطن - رولا عيسى
تراجع التأييد الشعبي للمرشح الرئاسي دونالد ترامب في ظل نهاية الانتخابات الأميركية المحلية ودخول الحملة الوطنية، ولا تزال كلمات ترامب المنمقة حينًا والمهاجمة حينها لمعارضيه توجه الحشود في مسيرات ولكن أشارت الاستطلاعات أن ترامب تسبب في نفور الناخبين الذين يحتاجهم للفوز بالرئاسة، ووفقًا لنظرية الشعبية المتزايدة في أوساط وسائل الاعلام فإن ترامب تخلى عن الفوز في السباق الرئاسي لكنه يبحث حاليًا عن مشروع إعلامي كبديل صحيح لوسائل الاعلام السائدة المحافظة، لنستقبل 24/7 تليفزيون ترامب بدلا من فوكس نيوز القديمة، وعندما أعلن ترامب ترشحه للرئاسة لمس المشككون فيه أن كل حملته المغرورة تهدف إلى تعزيز العلامة التجارية الخاصة به، ويغذي هذه التكهنات فريق ترامب الجديد والذي يضم روجر أليس الرئيس المخلوع لفوكس نيوز بسبب اتهامات بالتحرش الجنسي وهو مستشار لترامب حاليًا، كما عيّن ترامب في وقت سابق من هذا الشهر ستيف بانون صانع الأفلام والرئيس الأسبق لموقعBreitbart News الإلكتروني كرئيس تنفيذي لحملته إلى جانب كيلياني كونواي كمدير لحملته.
وتعتقد وسائل الاعلام أنها رصدت تطور مقبل حيث تساءلت نيويوركر الأسبوع الماضي " ماذا لو اتحد ترامب و Breitbart وجمعوا بعض المال من مستثمرين من الخارج وجمعوا الأشخاص الذين بنوا فوكس نيوز؟"، وذكرت مجلة فانيتي فير مؤخرا أن ترامب يتطلع إلى استثمار الجمهور من خلال تكتلات إعلامية مصغرة، وبينت جريدة نيويورك تايمز هذا الشهر أن ترامب وزوج ابنته غاريد كوشنر ناشر نيويورك اوبزرفر يفكرون في امتلاك وسيلة إعلامية، وأوضح الرئيس الإعلامي لسي إن إن براين ستيلتر مؤخرا " ربما يرغب ترامب في إطلاق قناة جديدة أو موقع عملاق أو خدمة جديدة، ربما يفكر في العمل التجاري في وسائل الاعلام"، وأضاف مراسل NPR ديفيد فولكنفليك " أعتقد أنه يعمل على تعزيز علامته التجارية مع الجمهور".
وذكرت خبيرة فوكس نيوز والكاتبة في مجلة نيويورك غابريل شيرمان أن هناك تحول في وسائل الاعلام اليمينية بسبب سقوط أليس وصعود ترامب، مضيفة " فوكس نيوز وحدت بشكل مذهل كل فروع المحافظة معا ولكن الأن الوضع أصبح أن كل شخص يسعى لقتل الأخر"، ومع تراجع شعبية ترامب فيصبح وضع خطة بديلة ذات مغزى كبديل مناسب له، بحيث إن لم يفز في الانتخابات فيمكنه جني بعض المال، إلا أنه تم تجريب هذه الخطة من قبل مع نتائج أقل إبهارا، وكانت سفله الأكثر وضوحا سارة بالين والتي حاولت الاستفادة من خلال قناة سارة بالين وهي شبكة رقمية تعمل مع شركة TAPP التليفزيونية بعد خروجها من انتخابات 2012، وحصلت بالين على 10 دولار شهريا لتقديم أحاديث للقنوات الفرعية بما في ذلك New Life TV ومباشر مع جون لندن وهو مجتمع نابض بالحياة للسيدات اللاتي يعانين من سرطان الثدي والناجين منه بالإضافة إلى برامج K-Love TV و Christian Rock وInspiration و Family Values، وفشلت القناة في العثور على جمهور وبحلول عام 2014 كان لدى قناة سارة بالين 36 ألف مشاهدة شهريا، وهو عدد أقل كثيرا من مشاهدات بلوكات البستنة، ويقود الرابط حاليا إلى موقع SarahPAC.com وهي صفحة لجنة العمل السياسي الخاصة بها والتي تجمع المال للمرشحين المحافظين.
وأطلقت أيضا فيما سبق قناة هيرمان كين الذي أطلقها الجمهوري الذي صعد على الساحة لفترة وجيزة، وانتهت قناة كين تي في 2013 ثم عادت مرة أخرى في صورة بلوك إخباري يتناول إعلانات لكتب كين وعروض إذاعية، إلا أن الموقع فشل في تكوين تكتل وفقا لتصور صاحبه، وكشف نجم الأخبار الأسبق في فوكس نيوز غلين بيك أن المناسب لترامب أيضا يكمن في الابتعاد نحو الراديو والتليفزيون ، وأضاف, "إذا فكر أحد في استهداف جمهور الشباب فيجب عليه الاستعانة به، ويعد إرث المشاريع الاعلامية الجديدة أمر فظيع، حيث فشلت قناة CurrentTV للمرشح الديمقراطي للرئاسة ونائب الرئيس آل غور بشكل مذهل، في محاولة لحرق المال لجذب الجمهور الذي لم تجده، وتم الاستيلاء عليها وتغيير علامتها التجارية بواسطة شبكة الجزيرة عام 2013، ولكن أغلقت الجزيرة أميركا في أبريل/ نيسان بعد 3 سنوات".
ويقول ترامب أنه يمكنه فعل الأفضل إلا أن بناء امبراطورية إعلامية ليس سهلا، حيث يتطلب أموال كثيرة واستراتيجية طويلة الأجل، وأضاف فلوكفليك " يجب أن نتذكر أن ترامب لا يرغب في إنفاق المزيد من المال على هذا الأمر يتكلف أطنان من الأموال، حيث اضطر مردوخ للدفع لمزودي خدمات الكابل لوضع فوكس نيوز"، وإن لم يلتزم ترامب بإدارة هذا المشروع فربما يبدو أليس (79 عاما) خيارا واضحا إلا أن لديه عشرات التسويات مع جيمس ولاكلان مردوخ وشريكه روبرت والذي كان يتطلع دائما لإبعاده عن عرشه، وأضاف فولكينفليك " أعتقد أن أليس سيحب هذه الفرصة لكنه لم يعد شابا بعد الأن وليس في حالة صحية جيدة كما أنه لن يكن الرجل المسؤول"، وفي الوقت نفسه يتعامل بانون مثل الكثيرين من المسؤولين في حملة ترامب مع مجموعة من الفضائح العامة والمحرجة، وربما لا يهتم ترامب بهذه الأمور في ظل عمله مع اليس رغم قضاياه، ولا يهم الأمر بالنسبة لقاعدة ترامب الذين يميلون إلى رفض التهم الموجهه لترامب وحملته.
ويقع القرار النهائي على عاتق ترامب فربما يغتنم الفرصة لإنشاء قناة تليفزيونية أو تعزيز العلامة التجارية الخاصة به والسماح لشخص مقل بانون أو أليس بتولي زمام الأمر، وربما يوقع الموالون لترامب من نجوم فوكس نيوز مثل النجم شين هانيتي على الانضمام إلى خلية جديدة منشقة، أو ربما يكمل ترامب التزاوج بينه وبين موقع Breitbart نيوز مع وضع المال في متجر كبديل جيد أيضا، وإن لم ينجح ترامب في الوصول للبيت الأبيض فربما يؤسس تكتل إعلامي جديد إلا أن تاريخ رجل الأعمال يشير إلى مخاطر قليلة وبيت دعايا منخفض بدلا من إمبراطورية إعلامية جديدة، كما حذره صديقه أليس قائلا " التحدث رخيص ولكن الأخبار مكلفة".
أرسل تعليقك