الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات
آخر تحديث 16:49:26 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الثمانينية "أم يوسف" أكبر مسنة متطوعة في الإمارات

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الثمانينية "أم يوسف" أكبر مسنة متطوعة في الإمارات

الثمانينية "أم يوسف"
الشارقة ـــ صوت الإمارات

بالرغم من تجاوزها الـ 82 من العمر إلا أن الوالدة فاطمة علي إبراهيم التي تعيش في منزل ابنها يوسف اختارت العمل التطوعي لتكرس له حياتها باعتباره عملاً إنسانياً خيرياً حث عليه الدين الحنيف وقيم وعادات الشعب.

تقضي الوالدة فاطمة وقتها بين إدارة الرعاية المنزلية في الشارقة وبين أفراد عائلتها وأحفادها الذين يسارعون دوماً لمجالستها، والإصغاء إلى قصصها الجميلة المستمدة من التراث، مستعرضة أيام الطفولة والماضي وأيامه الجميلة بحلوها ومرها.

وتستهل الوالدة أم يوسف حديثها: «نشأت وترعرت في بيئة محافظة ما بين منطقة الحيرة ومنطقة الشرق مقابل قصر الحكم، وهي الآن يطلق عليها «منطقة القليعة»، إذ كنا في تلك المنطقة نعيش كأسرة واحدة ممتدة ما بين الجيران والأقارب والأصدقاء ونتشارك ونتأثر بكل ما يحيط بنا ولدينا الفضول لنستكشف كل ما هو جديد، حيث لم يكن الجيران بمنأى عن بعضهم البعض، وكانت اللمة التي تجمعنا بمثابة أهم المصادر للحصول على أحوال أهل الفريج، و كنا نفترش ساحة المنزل للقاء الجماعي».

وتسترسل: «قديماً كانت الظروف قاسية حيث صعوبة الحصول على الماء الصالح للشرب من أكبر التحديات، ولم تكن هناك مدارس متوفرة إلا ما ندر، ولا مستشفيات، ما عدا مستشفى في دبي كنا نرتاده إلى أن تم افتتاح مستشفى الأميركان في الشارقة، كما تضيف ورغم قساوة الحياة في وقتها إلا أننا كنا نعيش بسعادة وراحة بال، حيث بساطة حياة الناس في الماضي، وصلة الأقارب، ومحبة الناس لبعضهم البعض، وعدم وجود التكلفة بين الأقارب والجيران».

بين المهنة والوظيفة

وتسرد الوالدة قصتها: كانت لديّ مهارات بسيطة في الحياكة والتطريز الشعبي، وأتقاضى عليها ما يساوي نصف الريال، ويعد وقتها مبلغاً كبيراً، حيث البركة موجودة.

وعن حياتها الوظيفية تقول «تهيأت لي الظروف لأن أنضم إلى مدرسة الأندلس بوظيفة مساعدة خدمات، تحت إدارة الشيخة عائشة القاسمي، ولمدة تزيد على 25 سنة، إلى أن تقاعدت وتفرغت لمهام عائلتي».

أكثر الأعمال

وعن أكثر الأعمال التي تمارسها حالياً، تقول فاطمة علي إبراهيم؛ إنها منضمة لرابطة فخر الوطن التطوعية في مختلف الأنشطة التطوعية، ولا سيما خلال شهر رمضان المبارك، وتعرب عن فخرها واعتزازها بأنها أكبر مسنة متطوعة على مستوى الدولة، قائلة: كيف لا أتطوع وأنا ابنة زايد، وواجبي تجاه وطني هو الذي يدفعني إلى ذلك، وسأقدم ما أستطيع ما دمت حية، وكيف لا أعمل وشيوخنا أمامنا يعملون.

وحول ممارسات العمل التطوعي قديماً؛ تضيف الوالدة: «أن العمل التطوعي في حد ذاته لا يشكل في أساسه ظاهرة جديدة على المجتمع الإماراتي الذي مارسه منذ زمن بعيد، وإن كان في السابق الناس لا يعرفون ما «التطوع»، ولكنهم يشيرون إليه بـ «الفزعة»، وهو طلب المساعدة والتضامن، حيث يقولون فلان يبغي فزعة فكل أهل الفريج يتسابقون لفزعته، وتتم المناداة عن طريق المجلس أو المسجد».

وتابعت: كنا نتشارك إعداد الإفطار الجماعي، وكذلك تبادل الوجبات خلال شهر رمضان أو أثناء المناسبات، كما كنا نعد اللقيمات «لقمة القاضي» ونوزعها للمارة في الطريق، وغيرها من أنواع الأكلات الشعبية التي نعدها جماعياً على غرار؛ «المروق» و «فلي» و «شرقان».

كما كنا نتشارك الأفراح مع الجيران قبل الأقارب، بالإضافة إلى القيام بتفقد الضعفاء والمعوقين والأيتام وكبار السن ونقدم لهم يد المساعدة، أما الآن فتغيرت نوعية العمل التطوعي، بسبب المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي شاهدها المجتمع الإماراتي.

وأدت كل هذه التطورات إلى تحول العمل الاجتماعي التطوعي من طبيعته التقليدية إلى عمل مؤسسي ذات طابع تنظيمي، نتيجة للدعم الذي توفره الدولة، وهي من سهلت آليات التطوع في الوقت الحالي لخدمة المجتمع، ونصيحتي لأولادي وأحفادي من الجيل الحالي أن يضعوا تلبية نداء الوطن نصب أعينهم وأن يتماسكوا مجتمعياً.

الأسرة

وعن حياتها الأسرية؛ تقول: رزقني الله بخمسة أولاد، أربع بنات وابن واحد، وبتوفيق من الله تمكنت من تربية أولادي وعلمتهم وأعطيتهم جل اهتمامي ولو على حساب راحتي، وكانت ثمرة هذا الجهد وبتوفيق من الله ثم جهود شيوخنا وولاة أمورنا، درس جميع أولادي المراحل الدراسية المختلفة، ومن دواعي فخري وسروري أنهم جميعاً الآن يخدمون وطنهم في مواقع مختلفة، حيث كنت أعتني بأولادي بنفسي دون الاعتماد على المساعدة، ولا أحبذ الاعتماد على الخدم على الإطلاق مثل ما يقوم به الجيل الحالي، ومن ضمن ما أحاول القيام به شخصياً الطبخ والعناية بأسرتي، وكنت في تربيتي لأطفالي أركز دائماً على تعليمهم جزءاً من القرآن وخاصة قصار السور.

الأم والعمل:

وعند سؤالها، عن عمل الأم وتأثيره في تربية الأطفال، تقول: كل واحد منا له ظروفه الخاصة التي تحكمه وتجبره على العمل، ونظراً لخبرتي أنصح المرأة بالتفرغ لتربية أطفالها إذا كانت ظروف الزوج المادية تسمح بذلك، وخاصة في وقتنا الراهن الذي باتت تربية الأطفال فيه من الأمور المعقدة.

ولا شك أن بعضاً مما نجده اليوم من المشكلات الزوجية ناجم عن تقصير المرأة العاملة في حق بيتها، وتسليم الخادمة بعض امتيازات الأمومة ووظائفها الحصرية، فباتت بعض الأمهات العاملات في صراع نفسي لتخليها عن هذه الأمور وتسليمها لمن لا يستحقها ولا يستطيع الوفاء بها، أضف إلى ذلك عدم قدرتها على التحكم في تربية الأطفال، ما يعرضهم لتدني مستواهم الدراسي.

رعاية

تقول الوالدة أم يوسف: كان لوالديّ، رحمهما الله، دور كبير في تنشئتي إذ قدّما لي الكثير من الرعاية والدعم وسانداني كثيراً في تربية أولادي، لاسيما في بداية الأمر عندما كنت أقطن بجوارهما، ولطالما شجعني والدي، رحمه الله، على التعليم والتعلم ومحبة الآخرين والتعامل معهم بلطف والتجاوز عن إساءتهم، وهذه كلها صفات اغتنمتها من والدي، وحاولت غرسها في أطفالي.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات الثمانينية أم يوسف أكبر مسنة متطوعة في الإمارات



GMT 08:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ولي عهد الفجيرة يزور القرية التراثية في مضب

GMT 08:56 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ذياب بن خليفة " يحضر احتفال جامعة العين باليوم الوطني47

GMT 08:44 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

شرطة الشارقة تنظم ندوة مجالس زايد الشرطية

النجمة درة بإطلالة جذّابة وأنيقة تبهر جمهورها في مدينة العلا السعودية

أبوظبي ـ صوت الإمارات
النجمة التونسية درة يبدو أن هناك قصة عشق بينها وبين مدينة العلا بالمملكة العربية السعودية، حيث دائمًا ما تحرص على التواجد هناك من أجل المتعة والاسترخاء وأيضًا من أجل حضور بعض الفعاليات، وفي كل مرة تظهر بإطلالة جذابة وأنيقة تبهر جمهورها وتخطف انتباههم، وفيما يلي جولة على أجمل إطلالات في أحضان مدينة العلا. النجمة درة تألقت في أحدث جلسة تصوير شاركتها مع الجمهور مؤخرًا عبر حسابها على انستجرام، حيث ظهرت من خلالها في أحضان الطبيعة بمدينة العلا، واختارت درة إطلالة جذابة للغاية جاءت عبارة عن فستان بصيحة الكب باللون الكريمي الفاتح. وانسدل الفستان بتصميم ميدي ومجسم، وتزين بأزرار جانبية خشبية بتصميم ضخم، واستعانت درة بحقيبة باللون البني، وانتعلت صندل شفاف بكعب عال وتزينت باكسسوارات بسيطة وجذابة ووضعت نظارة شمسية على عينيها. درة ت�...المزيد

GMT 22:12 2024 السبت ,11 أيار / مايو

طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة
 صوت الإمارات - طرق تنظيف أنواع الكنب ووسائده المختلفة

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 05:19 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

فريق "العين" يُحقق فوزًا قاتلاً في لقاء "الأهلي"

GMT 02:55 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قصور الثقافة تفتتح 14 موقعا في أقل من عام ونصف

GMT 00:33 2021 الأربعاء ,24 آذار/ مارس

تعرف على تصميمات عصرية لغرف طعام بأشكال مبهرة

GMT 01:26 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يستضيف بارما لتأمين صدارة الدوري الإيطالي الليلة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 21:13 2019 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إنعمي بليلة فندقية في "التلفيريك" السياحي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates