ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان
آخر تحديث 20:55:31 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قدَّم المايسترو هاروت فازليان أُمسيةً رائعةً نظَّمَتْها لجنة المهرجانات

ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان

ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان
بيروت - صوت الإمارات

تعالَت الأَصوات مُوَحَّدةَ في "صوت المثابرة والصمود" خلال الاحتفال الاستثنائي المباشِر من معبد باخوس (أَوسَط معابد بعلبك الثلاثة بين جوﭘيتر وڤينوس) الذي احتفت به الأُوركسترا الفيلهامونية الوطنية اللبنانية بإِعداد وقيادة للمايسترو هاروت فازليان مُنفِّذًا أُمسية رائعة نظَّمَتْها لجنة مهرجانات في علبك الدولية، مدينة الشمس التي زارها خيال جبران في مقطوعته “بين الخرائب” واستهلَّها بعبارة “وشَّح القمرُ تلكَ الخمائل المحاطة في مدينة الشمس برقعًا لطيفًا...” (سمعناها إِلقاءً من رفيق علي أَحمد مرافقًا موسيقى غبريال يارد).

وبين سينوغرافيا جان لوي منغي الجميلة، وبراعة إِخراج باسم كريستو الذكية، نقلت الكاميرات التلفزيونية ظاهرةً فريدةً لم تعُد تكْفِيها مئاتُ المشاهدين كما كل عام، فانتشرت على مئات الآلاف في العالم، شاهدةً على نهوض الفينيق الأُسطوري الذي كان يحترق في هياكل بعلبك ويقوم من رماده أَقوى وأَجمل، وعلى مثاله قيامة لبنان من جحيمه الراهن.

في غياب مقاعد الجمهور أَمام الهيكل، حضرَت داخل الهيكل قاماتُ أُوركسترا من 75 عازفًا، و100 صبية وشاب من ثلاث فرق كورال (للجامعة الأَنطونية وجامعة سيدة اللويزة و”الصوت العتيق”)، إِحياءً الذكرى المئوية لإِعلان دولة لبنان الكبير (قصر الصنوبر – أَول أَيلول/سبتمبر 1920)، فكان طبيعيًّا أَن يرعى رئيس الجمهورية هذا الاستذكار الفني النبيل من فنانين لبنانيين رسموا ليلة الأحد الفائت (06/07/2020) صورة للبنان بهيةً تؤكّد في وعي العالم أَن شمس لبنان الإِبداع لا تحجبها غيوم الزمن العابر.

بعد النشيد الوطني (توزيع هُتاف خوري)، وبعد شريطٍ عرضَ تواريخَ وعناوينَ وأَعمالًا كانت شهدَتْها أَدراجُ بعلبك ومعابدها منذ 1956.

وفي أَداءٍ محْكَمِ الأَصوات مضبوطِ الإِيقاع، كانت الانطلاقة مع مقطوعة كارل أُورف (1895 – 1982) “يا ربَّة القدَر”، وهي فاتحة الكانتاتا المسرحية (تأْليف للكورال والموسيقى) “كارمينا بورانا” (وهي مجموعة 24 قصيدة مغنّاة من القرن الثالث عشر)، أَطلقها كارل أُورف سنة 1935 على مسرح أُوﭘـرا فرنكفورت، وما زالت حتى اليوم، بعد 85 سنة، من أَكثر الأَعمال الكلاسيكية الموسيقية المعزوفة في العالم.

تلتْها موسيقى الأَخوين رحباني فاتحة مسرحيتهما الشهيرة “أَيام فخر الدين” (بعلبك 1966) بتوزيع جديد من غدي وأُسامة منصور الرحباني فاستعادت أَرجاءُ الهياكل صوتَ فيروز الأُعجوبي حين كانت “عطر الليل” شاهدة على مجد الأَمير فخرالدين (نصري شمس الدين) فاستشهد كي يبقى لبنان حرًّا “أَنا شو بيهمّ بقِيْت أَو ما بْقِيْت، هوّي بْيِبقى. لبنان انبنى وهلق المفاوضة صارت عليي أَنا”. وتتالت مقطوعات أُخرى من ذاك العمل الرحباني الرائع، الضخم الموسيقى الساطع الحوار، وهو بين أَقوى ما أَبدع عاصي ومنصور قبل أَكثر من نصف قرن.

ثم كانت معزوفة اللبناني العالمي غبريال يارد (مولود في بيروت 1949) من وحي جبراننا الخالد، وضعَها خصيصًا لفيلم “النبي” الذي أَنتجته سلمى حايك ولعبَت فيه دور كاملة رحمة والدة جبران، وكان عرضُهُ الأَول في مهرجان تورنتو السينمائي سنة 2014. وتخلَّل المقطوعة حضور رفيق علي أَحمد ملقيًا بأَدائه المسرحي القوي مقاطع من نص جبران “بين الخرائب” (في كتابه “دمعة وابتسامة” – نيويورك 1914)، فيما كانت تتماهى أَمامنا على  الشاشة صور تذكارية من جبران، أَضفت على النص روح صاحب “النبي” الذي غادر لبنان يومًا لكن لبنان لم يغادره ولا أَيَّ يوم.

تلتها معزوفة إيغور ستراڤـنسكي (1882 – 1971) باليه “طقوسية تكريس الربيع” التي أَطلقها في ﭘـاريس على مسرح الشانزليزيه (أَيار 1913) وهي اليوم من أَشهر أَعمال الباليه في القرن العشرين، تتالى على تقديمها أَعلام كبار بينهم موريس بيجار. ونسْختُها أَمس الأحد كانت من توزيع هاروت فازليان، ومن توزيع فازليان كذلك عزفت الأُوكسترا مقطوعة “كشمير” من ليد زيبلين ( Led Zeppelin) فرقة الروك البريطانية التي أَطلقتْها من لندن في شباط/فبراير 1975، وهي اليوم، بعد سنوات طويلة على إِطلاقها من أَبرز أَعمال هذه الفرقة التي تأَسست سنة 1968 وأَنتجت ستة أَلبومات نابضة بموسيقاها التي ما فتئت تستعاد.

كانت لافتة كذلك مقطوعة جيوزيــﭙــي ڤـيردي (1813-1901) “حلِّقي أَيتها الفكرة”، وهي نجمة الفصل الثالث من أُوﭘـرا “نابوكو” (نبوخَذْنَصَّر)، وضعها سنة 1842، وأَطلقها عامئذٍ على مسرح سكالا ميلانو، مستوحيًا إِياها من المزمور 137 في الكتاب المقدس، عن أَسر البابليين إِثْر هدْم أَول هيكل في أُورشليم.

ويكون الختام مع بيتهوڤـن (1770 -1827) في رائعته “نشيد الفرح” (توزيع فازليان) وهي خاتمة سمفونياه التاسعة التي أَطلقها في ڤـيينا سنة 1924 عن نص “نشيد الحرية” للشاعر الأَلماني فردريك شيلر (1759- 1805) كان كتبه سنة 1785. ومن علامات مقطوعة “نشيد الفرح” أَن الاتحاد الأُوروﭘـي اعتمدَها نشيده الرسمي، لأنها تمجّد الوحدة والأُخوَّة الإِنسانية.

معبد باخوس ليلة الأحد الفائت، كان نابضًا بعبقرية لبنان الثقافة والفنون.

افتقَدَ تصفيق مئات الحضور أَمامه عند آخر كل مقطوعة، وفي نهاية الأُمسية؟ صحيح. لكنه قطَفَ تصفيق آلاف القلوب في كل العالم، قلوب تخفق فرحًا للبنان الفرح، واعتزازًا بلبنان الصمود، وفخرًا بلبنان الإِبداع الذي يعلو على آنيَّات السياسة العابرات كي يسجِّل للعالم أَن نجمة بيروت لا تغيب عن النبض العاشق، وأَن عبقرية لبنان هي في مبدعيه الخالدين لا في سياسييه العابرين.

“علِّي صوت الموسيقى”؟
نعم، وها نحن “علَّيناه” في ليل بعلبك الأَزرق، ليلةً خالدةً تماهت مع عصا القيادة في يد هاروت فازليان المبدع أَفكارًا وتنفيذًا، ومع لجنة مهرجانات بعلبك التي حقَّقت رئيستُها نايلة دو فريج حقيقةَ أَنَّ لبنان الفن العالي هو لبنان الحقيقي الذي يتردَّد في صوت عاصي الرحباني: “… وازرعيهُن بالوعر أَرز وسنديان، مَلْوى الزمان، وقوليهُن: لبنان، بعد الله يعبدوا لبنان”.
الأحد الماضي، في ليلة بعلبك، تناهَت الموسيقى والحناجر من كاميرات التلـڤـزيون إِلى كل الدنيا كي يعرف العالم كلُّه أَن لبنان لا يُقاس بالديموغرافيا السكانية ولا بالجغرافيا السياسية بل بالإِبداعوغرافيا الخالدة التي هي وحدها أَيقونة لبنان اللبناني.

وقـــــــــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــضًأ :

مارسيل خليفة يُواجه عاصفة مِن الانتقادات بعد رفضه أداء النشيد

محمد عساف يخوض تجربة التقديم التلفزيوني للمرة الأولى من خلال "إم بي سي"

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان ليلة بعلبك في شمس الموسيقى بين صوت الصمود والمثابرة وهيبة العنوان



GMT 11:11 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 19:34 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

تعرف على أهم الأماكن السياحية في ألبانيا 2021

GMT 03:47 2013 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

دعوة عالمية للانتقال إلى اقتصاد أخضر

GMT 00:34 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

"النهضة" ضغطت على الجبالي للاستقالة

GMT 15:52 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

علاج فقر الدم والمعدة بالباذنجان

GMT 11:16 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

قائمة بأبرز أفكار تنسيق موضة الشراريب مع التنانير في خريف 2020

GMT 18:48 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

مجموعة رائعة من الدول في أفريقيا للسياحة خلال عام 2020

GMT 16:20 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية دافئة في كانون الأول 2019 من بينها جزر الكناري

GMT 20:30 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

أودي تزيح الستار عن "S6" و"S7 Sportback" الجديدتين

GMT 15:43 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

الإمارات تدرب 100 سيدة عربية على حفظ الأمن والسلام

GMT 15:39 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

فيكتوريا بيكهام تستعرض جسدها الممشوق في ملابس رياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates