أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا الجمعة مشاركين في حملتين انتخابيتين في محافظة ماستونج في إقليم بلوشستان وبلدة بنو في إقليم خيبر بختون خوا الشمالي الغربي في باكستان وأسفرا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى الأبرياء.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان السبت, عن إدانة دولة الإمارات واستنكارها لهذين العملين الإرهابيين, مؤكدة موقف الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب الذي يستهدف الجميع من دون تمييز بين دين وعرق وأيًا كان مصدره ومنطلقاته.
وشددت على وقوف دولة الإمارات وتضامنها مع جمهورية باكستان في مواجهة العنف والتطرف
داعية المجتمع الدولي إلى التكاتف في مواجهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن دول العالم واستقراره واجتثاثها من جذورها.
وعبرت الوزارة عن خالص تعازي الإمارات ومواساتها لحكومة وشعب باكستان الصديق وذوي الضحايا, متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
و سادت حالة من الصدمة في باكستان غداة اعتداء انتحاري دموي استهدف تجمعًا انتخابيًا وأوقع 128 قتيلًا في بلشوستان تزامناً مع توقيف رئيس الوزراء السابق نواز شريف بتهمة الفساد، ما ألقى بثقله على حملة الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يوليو/تموز والتي يشوبها توتر شديد ..
وعنونت صحيفة "اكسبرس تريبيون" السبت س على صفحتها الأولى "مذبحة في ماستونج" فيما عنونت صحيفة "ذي نيوز" "مجزرة". وبدأ أقرباء ضحايا الاعتداء، الأكثر دموية في باكستان منذ الهجوم على مدرسة في بيشاور الذي أوقع أكثر من 150 قتيلًا في ديسمبر/كانون الأول 2014، السبت تشييع الضحايا في مدينة ماستونج الواقعة على بعد 40 كلم من كويتا عاصمة إقليم بلوشستان في جنوب غرب البلاد.
وأعلن ناصر الملك رئيس حكومة تصريف الأعمال التي تتولى التحضير للانتخابات، حدادًا في البلاد اليوم.
ويُعد الاعتداء الذي تبناه تنظيم "داعش" الإرهابي هو الثالث الذي يستهدف تجمعًا انتخابيًا هذا الأسبوع في باكستان. وأوقعت أعمال العنف هذه 150 قتيلًا في خلال أربعة أيام بينهم مرشحان للانتخابات.
وتعيد هذه الأحداث إلى الأذهان شبح عدم الاستقرار وتجدد العنف في بلاد شهدت تحسنًا في الوضع الأمني في السنوات الماضية وفيما كانت الحملة الانتخابية بمنأى حتى الآن من أعمال العنف خصوصاً مقارنة مع حملة 2013. وإثر هذه الاعتداءات ارتفعت أصوات أمس لتذكير القوات المسلحة بواجباتها الأساسية.
وكتب المحلل مشرف زيدي على تويتر "على المؤسسة الأمنية التركيز على الأمن لا السياسة، وهذا الأمر جلي اليوم أكثر من أي وقت مضى". ويشتبه عادة بأن الجيش يتدخل ضمنياً في الحياة السياسية الباكستانية وهو ما ينفيه.
واعتبر بيلاوال بوتو زرداري زعيم حزب الشعب الباكستاني، أحد أبرز الأحزاب المتنافسة في الانتخابات، أن الاعتداءات "تثبت أن العمل المطلوب لم ينفذ" مضيفاً أن "هذه الأحداث ستتواصل طالما لم يتم القضاء على التطرف".
ورأى المحلل رحيم الله يوسفزاي أن البلاد "تشهد موجة جديدة من التطرف" يمكن أن تتواصل حتى موعد الانتخابات وما بعده.
وقال إن هذه الاعتداءات "تم التخطيط لها بشكل جيد وحتى منسقة بين مختلف المجموعات المتمردة". وأكد أن الجيش يواجه "انتقادات بالتركيز على السياسة".
و وضعت المستشفيات في بلوشستان، حالة "طوارئ" بعدما استقبلت السبت 150 جريحًا ,كما أعلن وزير داخلية إقليم بالوشستان آغا غمر بونغالزاي.
وأضاف مساعد الوزير حيدر شاكو أنه تم نشر عناصر أمن إضافية في "مناطق حساسة" ودعا السياسيين إلى "التيقظ".
وكان من بين القتلى سراج ريساني، الذي كان مرشحًا لمقعد في الولاية عن الحزب الجديد "عوامي بلوشستان". وعلق الحزب الفعاليات المرتبطة بالحملة الانتخابية السبت ودعا أنصاره للحداد ثلاثة أيام.
وقال مساعد ريساني، شمس منغال أن الانتحاري "كان موجودًا في الصف الأمامي" مضيفاً "وقف وفجر نفسه ما أن بدأ ريساني خطابه".
وأشار شهود إلى مشاهد "مرعبة" بعد الانفجار. فقد تم نقل القتلى والجرحى إلى حد كبير في الظلام نظراً لانقطاع الكهرباء. وبلوشستان هو أفقر إقليم في باكستان وأكثر الأقاليم انعداماً للاستقرار.
وتزامن الاعتداء في ماستونج من جانب آخر مع اعتقال رئيس الوزراء السابق نواز شريف وابنته مريم بتهمة الفساد في لاهور مساء أمس الأول إثر عودته إلى البلاد.
وكان رغم أنه لا يستطيع الترشح للانتخابات، فإن إصدار حكم عليه بالسجن عشر سنوات وسجنه يثيران توترًا سياسيًا شديدًا في البلاد.
ويعتبر معسكره أن الحكم "مسيس" فيما يتهم شريف الجيش الباكستاني الذي يحظى بنفوذ واسع بالتآمر ضده.
وقال شريف في شريط فيديو نشر أمس قبل توقيفه "أعرف أنه سيتم اقتيادي مباشرة إلى السجن". وأضاف شريف الذي لا يزال واسع النفوذ في بلاده، "أقول للباكستانيين إنني فعلت ذلك من أجلكم، سيروا معي، فلنوحد جهودنا، ولنغير وجهة البلاد".
ولا يزال شريف يحظى بنفوذ واسع في البلاد بعدما إقالته المحكمة العليا على خلفية قضية الفساد نفسها في يوليو 2017.
وقال المحللون إن شريف يرمي من عودته على ما يبدو إلى إنقاذ تنظيمه "حزب الرابطة الإسلامية - نواز" الذي أظهرته الحملة الانتخابية غير منظم وقليل الفعالية منذ توجهه إلى لندن في منتصف يونيو، والذي تراجع تقدمه في استطلاعات الرأي.
أرسل تعليقك