الملف السوري يسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين
آخر تحديث 15:00:49 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الملف السوري يسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الملف السوري يسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين

وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد
بيروت - صوت الإمارات

عادت نغمة التطبيع مع سورية إلى التداول، وفرضتها زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد من خلال التحذيرات التي حملها الموفد الأميركي إلى المسؤولين الذين التقاهم في زيارته الأخيرة، وشملت تحذيرات بعدم السماح بذهاب لبنان إلى المحور السوري - الإيراني وبأن لا يترك "حزب الله" يتحكّم بالقرار الداخلي.

 وكان جزء أساسي من الكلام الأميركي في الغرف المغلقة مخصصًا لموضوع التطبيع مع النظام السوري,ومن المؤكد أن الانفتاح على سورية غير مرغوب به أميركيًا ما دامت دمشق ترفض الشروط الأميركية، ويتردد أن الإدارة الأميركية قامت بتجميد الانفتاح لدى عدد من دول الخليج قبل فترة وسينتقل الدور لممارسة ضغوط لتجميد الانفتاح لبنانيًا بتحذير حلفائها من الخطوة بعد أن تناهى إليهم أن عددًا من النواب والوزراء زاروا دمشق مؤخرًا وحيث يمكن أن يزورها لاحقًا رئيس الجمهورية ووزير الخارجية جبران باسيل.

وسبّب الموقف الأميركي إرباكًا داخليًا بخاصة أن النزاع بشأن التطبيع مع دمشق قائم بين مكوّنات الحكومة ولكنه يعلو ويهبط وفق بورصة الأحداث وتأثيراتها.

يتّفق مؤيدو التطبيع على أن سورية تشكّل امتدادًا جغرافيًا للبنان وقد فرضت نهاية الحرب السورية التنسيق والتعاون التجاري والاقتصادي والبحث في حلّ لإعادة النازحين السوريين. ويسأل مؤيدو التطبيع لماذا قبلت قوى ما يسمى بـ 14 آذار بالمشاركة في الحكومة وهي تدرك أنها ستكون على تماس مع هذا الملف ولماذا وافقت القوى على تسليم وزارات تتعاطى مع السوريين لوزراء مقرّبين من دمشق، فيما يتمسّك رافضو الانفتاح بنظرية أن النظام السوري إرهابي هجّر وقتل شعبه وأصدر مذكرات توقيف بحق مسؤولين ورسميين لبنانيين وفي مقدّمهم رئيس الحكومة وكان رئيس حزب "القوات اللبنانية" اعتبر أن طرح التطبيع عار من الصحة وليس هناك من سوريا بل سوريات .

ويعتبر من دون شك إن قوى 14 آذار صادقة في رفض التطبيع مع دمشق يتقدمهم رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "حزب القوات" سمير جعجع وقد حصل الاشتباك الأول في مجلس الوزراء مع زيارة وزير النازحين إلى سورية، لكن هذا الفريق واقع بين خيارين لا ثالث بينهما فهناك المطالب الأميركية برفض التطبيع وعلاقة هذه القوى السياسية المتأزمة مع النظام، وبين رغبة لقوى الحليفة لدمشق بالحلّ السياسي لإعادة النازحين ويشكّل هؤلاء الأغلبية الوزارية وفي مجلس النواب أيضًا .

وتعيش القوى السياسية ومنهم رئيس الحكومة , حالة إرباك وضياع إزاء هذه الخطوة، فرئيس الحكومة سعد الحريري يواجه ضغوطًا في ملفات سياسية كبيرة أثيرت مؤخرًا ولا يرغب بتوتير علاقته بـ "حزب الله" والمكوّنات السياسية في الحكومة وقد تأثرت علاقته بـ "حزب الله" بفتح ملف وزير المال السابق فؤاد السنيورة كما أن الحريري آثر الصمت في انفجار الخلاف في مجلس الوزراء بين رئيس الجمهورية والقوات في موضوع النازحين.

ثمّة من يقول إن ملف التطبيع هو قنبلة موقوتة متفجرة لكن فريق 14 آذار سيتعاطى مع الملف بدراية، فوزراء رفض التطبيع سيكتفون بتصعيد الموقف ولن يشاركوا بأي خطوة تطبيعية عملية وعليه سيكون موقعهم كمتفرجين في الصف الأول على عملية انتقال زملائهم الوزراء إلى دمشق مع حفاظهم على التوازنات السياسية، فقوى 14 آذار داخل الحكومة ترفض سقوط التسوية السياسية ولا ترغب في الوقت نفسه بالعودة إلى مقاعد المعارضة فالحريري ارتضى الحكم مع "حزب الله" وتسليمه وزارات حساسة من منطلق سعيه لتأليف الحكومة وهو على علم مسبق أنه سيكون على تماس مع ملف التطبيع مع النظام فيما "القوات" تتمسكّ برفضها التطبيع وقامت بتقديم ورقة سياسية متقدّمة لإعادة النازحين لا تلحظ التواصل مع النظام السوري ممّا تسبّب بحملة سورية على الخطة القواتية .

وتؤكّد أوساط مطلعة على الملف السوري أن هذا الملف سيسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين والتعاون والتنسيق التجاري بين البلدين والمشاركة في الإعمار وستبدأ قريبًا قوافل السياسيين بالتوجه إلى دمشق فيما ستكتفي قوى 14 آذار بالتهويل ورفع سقف الكلام فقط من دون قدرة فعلية على تغيير ما كُتب بخاصة إذا كان فاتحة الزائرين من مستوى رئيس الجمهورية ووزير الخارجية فالرئيس أرجأ زيارته إلى طهران ودمشق في وقت سابق لاعتبارات داخلية وإقليمية فيما يحتسب وزيرالخارجية جبران باسيل خطواته قبل استحقاق 2022 المقبل كي لا يزعج أي جهة إقليمية.

قد يهمك أيضًا: 

"داعش" يجدِّد هجوماته على مواقع "قسد" عند ضفاف نهر الفرات الشرقية

مسلّحون يطلقون النار على أمني سابق في تنظيم "داعش" في الريف الشرقي لدير الزور

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملف السوري يسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين الملف السوري يسلك طريقه تحت ضغوط إعادة النازحين



GMT 16:55 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة
 صوت الإمارات - نادين نجيم تكشف عن علامتها التجارية الخاصة

GMT 16:46 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها
 صوت الإمارات - طرق سهلة لتحسين صحة الأمعاء والحفاظ عليها

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 18:20 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 07:14 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيري يعود إلى الشرق الأوسط لدفع محادثات السلام

GMT 21:18 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عائلة تركية تتجول بين 26 دولة حول العالم بالدراجة الهوائية

GMT 03:08 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وكيل وزارة الدفاع يستقبل مساعد وزير الدفاع الباكستاني

GMT 05:57 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

عبدالله مال الله يكشف أصعب لحظاته في الملاعب

GMT 18:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

"سانغ يونغ" تبدأ باختبار سيارات "Korando"

GMT 21:23 2019 الإثنين ,07 كانون الثاني / يناير

9 آلاف عدّاء يشاركون في ماراثون مراكش الدولي

GMT 18:28 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

المزروعي يأمل بتحقيق التوازن في أسواق النفط خلال 2019

GMT 09:09 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

"إسعاف دبي" تكرّم كبار المواطنين في حتا اقتداء بزايد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates