فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي
آخر تحديث 20:57:24 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

في انتظار "اليونسكو" لينطلق من المحلية إلى رحاب العالمية

فن "الراي" الجزائري يشق طريقه نحو "تراث الإنسانية غير المادي"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - فن "الراي" الجزائري يشق طريقه نحو "تراث الإنسانية غير المادي"

منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"
الجزائر - صوت الإمارات

ينتظر محبو أغنية "الراي"، أن تقوم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، بدراسة الملف الذي تقدمت به الجزائر سنة 2016، بخصوص تصنيف هذا اللون الموسيقي الذي انطلق من المحلية إلى رحاب العالمية في "تراث الإنسانية غير المادي".وبعد أربع سنوات من إيداع الجزائر للملف، يتساءل البعض عما إذا كانت "اليونسكو" ستتحرك للحسم بشأن هذا اللون الغنائي كإرث إنساني. وتعود النصوص الشعرية لهذا الفن إلى بدايات القرن الماضي، في حواضر وبوادي غرب الجزائر، ليتطور مع الوقت ويتحول بفضل جيل من المغنيين الموهوبين إلى موسيقى فرضت نفسها على الصعيد العالمي.

ونقلت صحف محلية في الجزائر، أن "اليونسكو" ستدرس هذا الملف قريبا خلال الدورة الخامسة عشرة للجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث الثقافي غير المادي، المقرر انعقادها افتراضيا من 14 إلى 19 ديسمبر.وتحصي الجزائر خمسة عناصر من تراثها غير المادي في القائمة التمثيلية لـ"اليونسكو" وهي: أهليل لقرارة وهو تراث شعري، ثم فستان الزفاف التلمساني، وموسيقى "إمزاد"، وعروض "ركب أولاد سيدي الشيخ" و"السبوع" الذي يتمثل في الاحتفال بالمولد النبوي في تيميمون.

جذور "الراي"
تعود الجذور اللغوية لمصطلح "الراي" إلى الرأي، حيث أن المغني يعبر عن آرائه المختلفة مهما كانت محرمة اجتماعيا، ولكن الجذور الاجتماعية والثقافية فترجع إلى المناطق الغربية للجزائر كوهران وسيدي بلعباس، وعين تموشنت وغليزان.وكان يعرف من يغنيه بـ"الشيوخ والشيخات"، لكن ظهر لقب آخر في أواسط السبعينات من القرن الماضي، وهو "الشاب" و"الشابة" كإشارة للتجديد الذي ظهر على هذا الطابع الموسيقي وتولّي شباب مشعل هذه الموسيقى بعدما كانت في البداية من اختصاص الشيوخ في الأغنية البدوية، كالشيخة ريميتي والشيخ حمادة.

مرت أغنية "الراي" بعقود من التحول، إلى أن بلغ التسعينات التي عرفت انطلاقة قوية بفضل عدد كبير من الفنانين الذين حققوا شهرة واسعة في العالم بأكمله وليس في الجزائر وفرنسا فقط، مثل الشاب خالد والشاب مامي والراحل رشيد طه والراحل حسني والزهوانية وغيرهم من الأسماء التي طورت الأغنية "الرايوية" وأكسبتها جمهورا واسعا.

ويعتقد الكاتب سعيد خطيبي صاحب كتاب "أعراس النار.. قصة الراي" أن "مصطلح (الرّاي) في حدّ ذاته يطرح إشكالا، ما هو الإسم الحقيقي لهذا النّوع الموسيقي؟ لقد تغيّر اسمه مع تغيّر السّنوات: من شعر ملحون، إلى بدوي، الوهراني، مع بدايات القرن الماضي، وصولا إلى بوب راي ثم راي".وتابع سعيد خطيبي في تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" يقول "اختصاره في كلمة (راي) إنما هو – نظريا – إلغاء لإرث الشّيوخ الأوائل، أمثال الشيخ حمادة. لكن طبعاً فإن شهرة هذا الفنّ خارج الحدود بدأت منذ تحوّله إلى تسميّة (راي)".

وحول الحالة التي يعيشها هذا الفن، أبرز الكاتب والباحث سعيد خطيبي أن "الراي يراوح حالة من الرّكود، في سنواته الأخيرة، متأثراً من فوضى سوق الفنّ التي تشهدها الجزائر، مثل تذبذب انعقاد مهرجان الرّاي السّنوي، بالإضافة إلى عامل ثالث غالباً ما نغضّ الطرف عنه أن أهم أسماء الراي تعيش خارج الجزائر لا داخلها، وهذه مفارقة أخرى".

موسيقى بجنسية جزائرية
ويؤكد الكثير من المهتمين بالفن الجزائري أن "الراي" يستحق مكانة في التراث الإنساني غير المادي، وأن هذه المنظمة الأممية سبق لها الإعتراف بقائمة تمثيلية من التراث غير المادي للبلد الأكبر في القارة الإفريقية.وحسب مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، عبد القادر بن دعماش فإن "فن الراي بحكم التاريخ والجغرافيا جزائري خالص، ولا أحد بإمكانه نكران ذلك"، وأكد بن دعماش في اتصال مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنه سبق لمنظمة "اليونسكو" الإعتراف للجزائر بعدة ألوان تراثية.

ويعتبر عبد القادر بن دعماش الذي شغل مناصب إدارية عديدة من المثقفين البارزين والمهتمين بالمجال الفني الموسيقي الجزائري، وترأس المجلس الوطني للفنون والآداب قبل تعيينه على رأس الوكالة الجزائر للإشعاع الثقافي، حيث يرى أن "الجزائر تعي أن الملف لصالحها وأن هذا الطابع الفني خاص بها".

تطوير الأغنية "الرايوية"
ويرى البعض أن أي تحول لهذه الموسيقى لا بد أن يستغل في سياق يخدم الثقافة الجزائرية على الصعيد الدولي، في حين لا بد للجهات الوصية من جهة أخرى، العمل على تنظيم هذا الفن والدفع به إلى الأمام عن طريق إنشاء مدارس فنية وبحثية ودعم المهتمين به.ويفيد عبد القادر بن دعماش في تصريحه لـ"سكاي نيوز عربية" أن الجزائر كعضو في منظمة "اليونسكو" ستستفيد مستقبلا من الدعم المادي لصالح هذا الفن، عبر برامج خاصة، مبرزا تخصيص هذه المنظمة الأممية في المستقبل مهرجانات دولية تكون مخصصة لهذا الطابع الغنائي.

وأبرز بن دعماش أن "الراي" منذ البداية وهو تحت يد القطاع الخاص وأن الدولة لم تستفد كثيرا، مبديا تفاؤلا أنه في حال ترسيمه كتراث عالمي للجزائر ستتغير عدة أمور.

ويرى الكاتب سعيد خطيبي أن أي ضم لهذا اللون الغنائي إلى التّراث العالمي غير المادي مادي "مكسب مهمّ بالضرورة، ثم أضاف أن الفن لم يعد موسيقى جزائرية فقط، بل هو مشترك إنساني، إنه إرث نتقاسمه مع الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم".

ولكن من جانب آخر، يعتقد خطيبي أنه "ليست الجزائر من يستفيد، بل موسيقى الرّاي"، مبرزا في السياق ذاته أن "الجزائر تصير عليها واجبات الآن، أي التزامات، أن تعيد النّظر في أشكال حماية الرّاي، في دعمه، على أمل أن يستعيد صحوته، على الأقل بإنشاء مدارس فنيّة أو مخابر بحث في موسيقى الرّاي، ودعم الباحثين في هذا الخصوص".

ودعا الروائي سعيد خطيبي إلى أن "تتوقّف أبواق الفتنة والتّكفير عن الإساءة للرّاي ومغنيي الرّاي"، مضيفا في السياق ذاته: "يتذكّر الجزائريون جيداً حملات تشويه فنّاني الرّاي من طرف جماعات متطرفة، وصل بها الأمر في التسعينيات إلى اغتيال مغني الرّاي الأشهر الشّاب حسني وتهديد آخرين بالموت".

وقــــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :

اليونسكو تستعرض قصة عالمة الفلك ماريا تيريزا

نورة الكعبي تناقش مع مديرة "اليونسكو" مستجدات مشاريع الإمارات في الموصل

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي فن الراي الجزائري يشق طريقه نحو تراث الإنسانية غير المادي



GMT 23:30 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها
 صوت الإمارات - الثور والأسد والميزان الأبراج الأكثر حمايةً لأحبائها

GMT 22:59 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي
 صوت الإمارات - كيت ميدلتون تروّج لحفل الكريسماس الملكي

GMT 23:20 2022 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل
 صوت الإمارات - شركة فلاي دبي تطلق رحلات إلى 7 محطات جديدة العام المقبل

GMT 23:27 2022 الأربعاء ,14 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل
 صوت الإمارات - أفكار لتنسق الأزهار في مدخل المنزل

GMT 20:27 2022 السبت ,03 كانون الأول / ديسمبر

دبي نموذج ملهم في تمكين أصحاب الهمم
 صوت الإمارات - دبي نموذج ملهم في تمكين أصحاب الهمم

GMT 21:40 2022 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

الموت يغّيب الإعلامي المصري مفيد فوزي عن 89 عاماً
 صوت الإمارات - الموت يغّيب الإعلامي المصري مفيد فوزي عن 89 عاماً

GMT 07:12 2022 الإثنين ,19 كانون الأول / ديسمبر

حاكم الفجيرة يهنئ أمير قطر باليوم الوطني لبلاده

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:20 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 19:49 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 11:50 2016 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية يضم آلاف القطع النادرة

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 23:54 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نيسان تختبر سيارتها 370Z

GMT 02:20 2015 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الأوغندي يلتقي رئيس منظمة التعاون الإسلامي

GMT 01:19 2014 الإثنين ,15 أيلول / سبتمبر

يجب الاهتمام جيدًا بالشعر فهو نصف جمال المرأة

GMT 11:18 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

استخدام الخشب في التصميمات لديكور جديد في الحدائق

GMT 02:44 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

بلدية دبي تنظم 36 محاضرة وورشة بيئية يستفيد منها 390 طالبًا

GMT 12:12 2017 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

كيندال جينر تبدو رائعة في زي مميز أظهر خصرها

GMT 20:41 2013 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

شوق

GMT 12:37 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

هيفاء وهبيت تتألق بفستان أحمر مكشوف الظهر

GMT 22:23 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مطاعم سان مارينو تزدهر مع الإغلاق الإيطالي

GMT 20:33 2020 السبت ,15 آب / أغسطس

نصائح للتغلب على الأنانية بين الزوجين

GMT 11:30 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شركة "تويوتا" تقدم تفاصيل عن محرك جديد لأيقونتها الرياضية

GMT 07:05 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

طريقة عمل فيلية السمك المشوي

GMT 14:33 2015 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

حاكم عجمان يستقبل سفير جمهورية القمر

GMT 01:15 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

وزير الدفاع السعودي يلتقي صدقي صبحي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates