المزج بين الطابع الخليجي والأوربي

أبحرتْ في عالم التصميم فتميَّزت، أتقنت عملها فتفرَّدت بوضع اسمها ضمن قائمة الماركات العالميَّة ببصمة سعوديَّة، ولأنَّها من أشهر رائدات الأعمال عُرفت بتشجيعها للشباب ووقوفها معهم؛ حيث شاركتْ في كثير من المؤتمرات العالميَّة، وحصلتْ على عدَّة جوائز لنجاحاتها.

الدكتورة عمرة قمصاني؛ سيِّدة أعمال وناشطة اجتماعيَّة، حازت على بكالوريوس إدارة واقتصاد “تخصص إدارة أعمال” من جامعة الملك عبد العزيز، وحصلت على دورات عديدة في عالم المال، فكان معها هذا الحوار: ــ

كيف اتجهتِ إلى مجال التصميم والديكور؟

منذ صغري لدي شغف بكل ما يتعلق بالمنازل والفراغات والابتكار والإبداع والاهتمام بالتفاصيل البسيطة والدقيقة، ودخلت مجال التصميم كهواية وليس دراسة؛ لما رزقني الله من موهبة فيه.

كيف انتقل مشروع “عمرة ديزاين” إلى واقع ملموس؟

بالعزيمة والإصرار؛ حيث تقدمت للاتحاد الأوربي عام 2009 م الذي كان يبحث عن نشاطاتي وتصاميمي أكثر من أربع سنوات، وتتبع منتجاتي الخاصة عن طريق السفارات الأوربية، إلى أن تم اعتمادي عام 2013؛ وبهذا أكون أول سيدة عربية تسجل ماركتها في الديكور بالاتحاد الأوربي.

ما سبب اهتمامك بالشابات وحرصكِ على التواصل معهن؟

عندما بدأت في مجال الديكور منذ أكثر من عشر سنوات واجهتني مصاعب كثيرة، لكن إيماني بما أفعله جعلني أواصل وكلي ثقة؛ لذلك دائمًا ما أدعم الشابات في أيٍ من مجالات العمل وتحفيزهن؛ لأن الإنسان الناجح يتمتع بالقدرة على الإصرار، والناجحون عادة ما يواجهون عقبات، وضربات قوية، لكنهم بالمثابرة والمداومة والإصرار يحققون الانتصار، والوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية.

نادي الإنجازات السعوديَّة

ما هي أهم المحطَّات في مسيرتكِ العمليَّة؟

أولها: تأسيس فريق “إحنا نقدر” لذوي الاحتياجات الخاصَّة، وتم تأسيسه عام 2014م؛ لإلقاء الضوء على إنجازات ذوي القدرات الخاصة إعلاميًا، وإبراز إنجازات أصحاب الهمم في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي والمؤتمرات والفعاليات والمهرجانات.

وتعد ثاني المحطات، هي اختيار الاتحاد الدولي للمنجزين العرب والأفارقة لي رئيسًا لنادي الإنجازات السعوديَّة.

وتم اختياري لما حصدته خلال مشواري في مجال التصميم من الجوائز تقديرًا للإنجازات والنجاحات التي حققتها، وكذلك لدوري الفعال كناشطة اجتماعية ومشاركتي في فعاليات وأنشطه عديدة وخدمة المجتمع السعودي وخاصة أصحاب القدرات.

ومن أهم محطات مسيرتي العملية، مشاركتي في الإذاعة البلجيكيَّة، وتدشين أوَّل اتحاد دولي لتوثيق الإنجازات العربيَّة الإفريقيَّة بمدينة بروكسل- بلجيكا،

وكذلك حصولي على الدكتوراه الفخريَّة من جامعة كامبردج في بريطانيا، وسفيرة للنوايا الحسنة عام 2018.

المزج بين الطابع الخليجي والأوربي

ما الذي يميِّز تصاميم “عمرة ديزاين” عن غيرها؟

جميع تصاميمي تحمل طابعي الخاص، وتأتي في قطع فريدة من نوعها، وما أسعى لعمله في تصاميمي هو التوفيق والمزج بين الطابع الخليجي والأوربي؛ لذلك تتمتع تصاميمي بالألوان الزاهية والجرأة ودمج الألوان واستغلال المساحات.

كيف أثر اختياركِ للألوان في نجاح تصميماتك؟

لكل لون مشاعر مصاحبة يوصلها وكأنه يحمل رسالة مبطنة للعقل؛ فالاهتمام بالألوان من أهمّ خطوات العمل، ويجب اختيار الألوان التي تتناسب مع لون الأرضيات، والحوائط وقطعة الأثاث.

ليس هناك لون يفضل الابتعاد عنه في التصميم؛ لأن لكل لون مكانه الخاص في المنزل وتأثيره في نجاح التصميم.

ما مدى قرب تصميماتكِ إلى قلبك؟

كل تصميماتي قريبة إلى قلبي، ومنها غرفة النوم “ليلة عمر”؛ حيث تعبر عن رؤية الفرح في المدن الساحرة حين تمتزج ألوان الغرفة مع التصميم والمساحات والكتل الموجودة، وألوان الغرفة جاءت من بياض زهرة الياسمين الفواحة مع ألوان الطيف الممتزجة بتلك الزخرفة العربية التراثية التي تحكي قصة حب “قيس وليلى”، وأيضًا قطعة الأسطورة النادرة لمائدة الطعام المستوحاة من التراث والفن الإسلامي.

هل هناك طراز يميز ماركة “عمرة ديزاين”؟

بالطبع، فجميع التصاميم لدينا تحمل عبق الديكور الخليجي والعربي بطراز أوروبي حديث، ويجمع بين الشرق والغرب.

ماذا يعني لكِ الديكور؟

يعني لي الكثير وله أهميته، سواء كان الديكور للمنزل أو في معرضك أو عملك أيًا كان؛ فهو يضفي جمالاً على المكان ويعطي الإحساس بالراحة.

صفي لنا أهمية كل مرحة للتصميم؟

الألوان:

لها قدرةٌ كبيرةٌ على إيصال الهدف والرسالة المطلوبة من التصميم، والاختيار الخاطئ قد يؤدّي إلى الإضرار بهذا الهدف والرسالة؛ ولكلّ لون تأثير سلبي وإيجابي، فالاختيار الصحيح للون والذي يعكس المعنى الإيجابي له سيؤدّي إلى نجاح التصميم، والاختيار السيئ الذي يعكس المعنى السلبيّ للون سيؤدّي إلى فشل التصميم.

اختيار الطراز:

هو عبارة عن دراسة الفراغات ووضع الحلول المناسبة للعناصر المكونة لها وتهيئتها؛ لتأدية وظيفتها بكفاءة باستخدام مواد مختلفة، وعند اختيار الطراز أو النمط يجب اختياره على أُسس ومعايير معدة مسبقًا ومفهومة.

اختيار الأرضيَّات:

عند اختيار أرضيات المنزل بطريقة صحيحة، فذلك يساعد على إبراز جمال الديكورات والأثاث أيضاً، ومن الضروري اختيار نوع الأرضية المناسب لنمط المنزل، لأن إهمال ذلك سوف يؤثر في الشكل النهائي للتصميم وسيكون غير لائق على الإطلاق؛ ولهذا يكون اختيار نمط التصميم وشكله في البداية ثم يتم اختيار الأرضيات المناسبة له.

تحديد الإضاءة:

الإضاءة بكل أنواعها وأساليبها تخلق تأثيرًا بصريًا ووهمًا خاصًا بالمساحة، سواء بالسلب أو بالإيجاب، وتعتبر من أهم أساسيات التصميم.

توزيع الأثاث:

التفكير بشكلٍ معمّق في وظيفة قطعة الأثاث قبل شرائها، وهل ستناسب المنزل أم لا، فمن الخطأ الفادح شراء القطعة لمجرد الرغبة في شرائها.

انتقاء الإكسسوارات والسجاد:

الإكسسوار والسجاد عنصر لا يقل أهمية عن قطع ومفردات الأثاث، فهو عبارة عن قطع جمالية فريدة تنبض بالدفء والأناقة والحيوية، ولو تم انتقاؤه وفق أسس ومنهج صحيح، تكتمل معه الصورة النهائية للموقع الذي سيكون جزءًا منه.

ما أساسيَّات التصميم الناجح؟

المصمم الناجح هو من يبتكر أفكارًا جديدة في تصميمه ويعبر عن أفكاره، عن طريق استخدام عناصر معينة في قالب جديد يعبر عن روحية التصميم.

كيف ترينَ الجيل الجديد من المصمِّمات السعوديات؟

مُبدعات ومتميزات، ولا تتوقف المصممات السعوديات عن التألق، فالجيل الشاب منهن لا يتوقف عن مفاجأتنا بمدى ما يختزنه من إبداع وفخامة وأناقة وخيال وترسيخ مكانتهن بين الكبار، وهناك المئات من الخريجات يملكن كفاءة عالية في هذا المجال.

حدثينا عن نظرتكِ لعالم الأعمال في 2030؟

ستكون المملكة العربية السعودية نموذجًا ناجحًا ورائدًا في العالم على كل الأصعدة، مزدهـرة قويـة تقـوم عـلى سـواعد أبنائهـا وبناتهـا.

ما نصيحتكِ لكلِّ موهوب وطموح؟

الإيمان بالفكرة والجدية بالعمل وتحمل المسؤولية، ووجود الرغبة هي الأساس للنجاح.

أخيرًا.. ما الذي تسعين للوصول إليه في المستقبل؟

إنشاء أول مدينة صناعية للمفروشات في المملكة تهتم بصناعة الأثاث والمفروشات، والعمل من أجل أن تُدار هذه المدينة من قِبل كوادر سعودية من الفتيات والشابات المؤهلات تأهيلاً عاليًا.