متظاهري "السترات الصفراء"

قابل محتجو حركة "السترات الصفراء" الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين سعيا لتهدئة احتجاجاتهم، بتحفظ شديد. وتراوح استقبالهم لها بين من رأى فيها بوادر تقدم، وبين من اعتبرها دليلا على عدم اكتراث السلطة بالمحتجين. بينما سخرت المعارضة السياسية من أقصى اليمين وأقصى اليسار من التدابير التي أعلنها ماكرون.

أظهرت أولى ردود الفعل على الإجراءات التي أعلنها مساء الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أن وعود الرئيس قد استقبلت بتحفظ شديد من جانب محتجي "السترات الصفراء"، كما ظهر من مقابلات أجرتها معهم قنوات تلفزيونية، أو من ردود أفعالهم في أماكن تجمهرهم في مناطق عدة.

وبينما رأى بعضهم في وعود الرئيس "بوادر" حل، فقد اعتبروها "غير كافية" أو "غير كاملة" لإيقاف التحركات الاحتجاجية لحركة لا زعيم محددا لها ومطالبها متنوعة ومتعددة.

وقال آروان وهو أحد المتحدثين باسم "السترات الصفراء" في مدينة رين (غرب) "هذه المرة هناك بالفعل تقدم. بينما كان (ماكرون) يمضي في الكلام، كانت ابتسامتي تزداد عرضا".

أما بالنسبة إلى بيار-غاييل لافيدر، المتظاهر في مونسو-ليه-مين (شرق)، فإن "ماكرون لم يع حجم ما يحدث".

وأضاف "كل إعلان كان يلقى استهجانا وكان رد الفعل الأول هو ’إنهم لا يبالون بنا‘".

سخرية المعارضة السياسية

بدورها سخرت المعارضة السياسية من التدابير التي أعلنها ماكرون.

وقال زعيم اليسار المتطرف جان-لوك ميلنشون إن "ماكرون اعتقد أن توزيع النقود يمكن أن يهدئ تمرد المواطنين الذي اندلع"، واعدا بمظاهرة جديدة السبت المقبل "ستشهد تعبئة كبيرة".

من ناحيتها قالت مارين لوبان، رئيسة التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا، يمين متطرف) إن ماكرون "يتراجع لكي يقفز بشكل أفضل".

ردود فعل دولية

أوروبيا، أعلنت بروكسل أنها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية وعود ماكرون.

وقال مفوض شؤون اليورو نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في ستراسبورغ حيث يعقد البرلمان الأوروبي جلسة عامة "إننا نتابع من كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكن لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يتم الإعلان عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل".

من جهتها دعت طهران رعاياها في فرنسا لتوخي الحذر وتجنب الأماكن التي تجري فيها مظاهرات "السترات الصفراء"، بينما اعتبر مسؤول إيراني رد الفعل الدولي على الاحتجاجات التي رافقتها أعمال عنف واسعة في باريس دليلا على نفاق الغرب.