تناول السكريات

يعد الإدمان المتزايد على السكر من تبعات العصر الحديث الأكثر شيوعا، ففي الوقت الذي يدمن الأشخاص على الكافيين أو الحبوب المنومة أو الكحول، ينضم السكر إلى القائمة.

وأظهرت دراسات أجريت على الفئران أن السكر بالفعل يؤدي إلى الإدمان، فالعلماء تلاعبوا بنظم الفئران الغذائية، لتشمل أكثر أو أقل مستويات من السكر ودراسة تأثيراته على الجسم، واستنتجوا أن السكر يؤدي الى الادمان.

وفي دراسة أجرها علماء فرنسيين، اختار الفئران السكر بدل الكوكايين رغم إدمانهم على الأخير عندما أعطوا الخيارين، ولدراسة التأثير نفسه على البشر استخدم الباحثون مسحا للدماغ، وجدوا أن شرب الحليب المخفوق السكري يؤثر على المركز نفسه في الدماغ والذي يؤثر عليه الكوكايين، ولم يكن للدهون في الحليب أي تأثير ولكن صاحب الكلمة العليا كان السكر.

ويعتبر السكر مثل أي مخدر آخر، كلما استهلكه الجسم كلما أدمن عليه أكثر، ففي الوقت الذي يشعر فيه الإنسان بالحنين إلى المأكولات السكرية، ربما يكون هذا أكثر من مجرد عادة سيئة، وربما يعاني أكثر تبعات العصر خطورة وهي الإدمان على السكر.

وتحتوي الوجبات الغذائية الحديثة والمصنعة على السكر، إضافة إلى استهلاك الإنسان للسكر الأبيض بكثرة، لذلك فحتى الأشخاص غير المدمنين على السكر يجدون صعوبة في خفض استهلاكهم منه.

ويوصى الإنسان باستهلاك ست ملاعق صغيرة من السكر يوميا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، في حين تحتوي علبة من الكولا أو كوب من عصير البرتقال على تسع ملاعق من السكر، ووعاء من حبوب الفطور يحتوي على ثلاث ملاعق من السكر، فيما الشطيرة تحتوي على ملعقة أو أكثر، ليصبح المجموع بعد تناول الشاي وأشياء أخرى نحو 20 ملعقة صغيرة من السكر، أي أضعاف الموصي به.

ويؤدي الإفراط في تناول السكر إلى ارتفاع معدلات السمنة والسكري من النوع الثاني، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبعض أنواع السرطان، فيما الابتعاد عنه وتقليله يؤدي إلى تحسين الصحة والوزن بشكل عام.