الجهاز الهضمي

كشفت تقارير صحافية أن الجهاز الهضمي هو أكثر من مجرد مصنع للأغذية، فهو في واقع الأمر "المخ الثاني"، والذي قد يكون بأهمية المخ الأول في رؤوسنا.

وأشارت صحيفة "إندبندنت" البريطانية نقلاً عن دراسة طبية حديثة إلى أنه "ربما نعرف بالفعل هذا إلى حد ما، ولكن هل تعلم أنه إذا أُصبنا بالتوتر أو القلق، أنه سوف يكون المكان الأول الذي تظهر فيه أعراض ذلك، وفي تلك الحالة ستحدث عمليات تضعف الطاقة في الجهاز الهضمي؛ ليتم تحويلها إلى أماكن أخرى".

وأكّد الخبراء أننا في حالة دائمة من التوتر أو القلق، لذلك تفقد المعدة والجهاز الهضمي الفرصة للقيام بعملهما بشكل صحيح، وأشارت دراسة في عام 2011 في الدماغ والسلوك إلى أن الإجهاد يغير هيكل البكتيريا، وأشارت دراسة 2012 أن بكتيريا الأمعاء يمكن أن تؤثر على استجابات التوتر لدى الناس.

وليس هناك من ينكر أن بعض الأمراض الحديثة في ازدياد، مثل متلازمة القولون العصبي وأمراض التهابات الامعاء مثل مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، وهذا الطيف من الأحداث غير السارة للجهاز الهضمي والتي تصيب ما يقدر من 10 إلى 20% من سكان المملكة المتحدة، هي أكثر خطورة مما يعتقد البعض.

وأشارت دراسة عام 2012 نُشرت في مجلة "أمراض الجهاز الهضمي" إلى أن أمراض التهابات الامعاء آخذة في الظهور كمشكلة عالمية في أوروبا وأميركا الشمالية أكثر من البلدان النامية.

وتُعزَى أسباب ذلك إلى عدم الانتباه كفاية لخطورة تلك الأمراض، أو ربما النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر، والأطعمة المصنعة والمكونات الاصطناعية منخفضة الألياف.

وتُعَد إحدى النظريات الناشئة وراء هذا الخلل هي فرضية النظافة، حيث تسيطر البكتيريا على كل الأشياء التي نتعامل معها بشكل مباشر، من أول الطعام وحتى فرشاة الأسنان، إلى جانب ضعف الجهاز المناعي.