وزارة البيئة والمياه الامارتي

تحت رعاية وزير البيئة والمياه،الدكتور راشد أحمد بن فهد  تنطلق اليوم الاربعاء فعاليات منتدى دبي الدولي الأول لأنماط الحياة المستدامة بتنظيم من مؤسسة زايد الدولية للبيئة وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ويستمر ليومين في فندق ياسات غلوريا في مدينة دبي للإعلام، بحضور حشد من المهتمين والباحثين والمعنيين في هذا المجال، بالإضافة إلى 350 طالباً وطالبة من مختلف الجامعات والكليات في الدولة، ويعد المنتدى الأول من نوعه في المنطقة، إذ سيطرح مفاهيم جديدة للعمل البيئي وآليات ذكية ومبتكرة تتماشى مع توجيهات رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في أن يكون العام 2015 عاماً للابتكار.
ولفت  رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة الدكتور محمد أحمد بن فهد " يهدف المنتدى لأن تكون الاستدامة ثقافة سائدة ونمطاً للحياة اليومية، ليتبناها الجميع في كل الممارسات اليومية، لتغيير سلوكنا وممارساتنا اليومية نحو أنماط حياة أكثر استدامة، خصوصاً فيما يتعلق بالسلوك الفردي نحو الاهتمام بالبيئة والتقليل من الاستخدام غير المقنن والمحسوب والمسؤول للكهرباء والماء، وكذلك كميات النفايات لكل فرد، وأهمية التوعية بضرورة فصلها للاستفادة منها في تدويرها لأجل الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة".
وأوضح أن ذلك يأتي ضمن الجهود المستمرة لمؤسسة زايد الدولية للبيئة في ترسيخ ونشر فكر الاستدامة ودعم وتحفيز العمل البيئي المتميز الذي يصب في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، مؤكداً أن الاستدامة هي أسلوب حياة وممارسات يومية تضمن نمواً اقتصادياً مستمراً، وتعايشاً اجتماعياً أفضل وأسهل للجميع في بيئة نظيفة وخضراء ومستدامة.
وأضاف رئيس اللجنة العليا لمؤسسة زايد الدولية للبيئة " الحديث عن الاستدامة بدأ منذ ثمانينات القرن الماضي إلا أن الحاجة لحلول مستدامة في حياتنا هي أكبر الآن من أي وقت مضى نسبة للتأثير المباشر للتغير المناخي على اقتصاد العالم بسبب التلوث واستنزاف الموارد مع التزايد السكاني، وهذا المنتدى يرمي لأن تكون الاستدامة نمطاً للحياة اليومية يتحول إلى ثقافة سائدة وأن نتبناها، ليس فقط في تخطيط الأبنية والمدن، بل في كل ممارساتنا اليومية شاملة استخدام الماء، ونوعية الغذاء، وأساليب المواصلات والترفيه وغيرها من أوجه الحياة الفردية والجماعية، مستفيدين من الكم الهائل من المعرفة الذي يمكننا من جعل منتجاتنا ومبانينا ومدننا مستدامة".
وأكد أنه انطلاقاً من فكر القادة المؤسسين للدولة، وبدعم وعزيمة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والحكومة الرشيدة، خطت الدولة خطوات مهمة في مسيرة التنمية المستدامة بمختلف مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال اهتمامها المبكر بقضايا البيئة والتنمية المستدامة وحرصها المستمر على تطوير جهودها من خلال توظيف العلوم والابتكارات والتقنيات الحديثة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، مبيناً أن المبادرات التي أطلقتها الدولة في السنوات الماضية كالطاقة المتجددة، والعمارة الخضراء، والإنتاج الأنظف والنقل المستدام، عززت مكانتها المرموقة على خريطة العمل البيئي العالمي، فأصبحت الدولة اليوم شريكاً استراتيجياً رئيسياً لأهم المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، ومركزاً دولياً مُعتبراً لصناعة الحدث البيئي.
كما أشار إلى أن الالتزام الراسخ والأصيل بالمحافظة على البيئة وتنميتها الذي أكدته رؤية الإمارات 2021 والخطط الاستراتيجية للدولة في كل المجالات، وأضاف أن التحديات البيئية المتزايدة، الآن وفي المستقبل، تتطلب مواصلة الجهود والارتقاء بمسيرة العمل البيئي والاقتصادي التي وضع أسسها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بإعلانه "استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء"، تحت شعار "اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة"، لتكون الإمارات بذلك في طليعة دول العالم التي تتبنى نهج الاقتصاد الأخضر، وتخطو من خلالها خطوة مهمة في مسيرتنا نحو أنماط حياة مستدامة، وعززها هذا العام بإعلان الأعوام الثلاثة المقبلة أعوام الاستدامة والابتكار لمواكبة التحديات التي تزيد سنوياً.
وأكد" لا شك في أن الإعلام لعب الدور الأكبر والأهم في نشر ثقافة الاستهلاك كأداة أساسية وفعّالة لتشكيل ثقافة الناس وتوجيهها، وبالتالي فإن الإعلام هو المفتاح الأهم لتغيير أنماط الحياة والثقافة العامة نحو الاستدامة، وهو أيضاً ما نعول عليه في هذا المنتدى لنشر ما يتم مناقشته وتداوله والتوصيات الناتجة عنه لتعميم الفائدة، ونشر ثقافة مختلفة حول الحفاظ على البيئة والاستدامة، وهذا يضع أهل الإعلام وكل وسائط التسويق الاجتماعي أمام تحد كبير جداً أمام الميزانيات الضخمة التي يتم تخصيصها للترويج والدعاية للسلع الاستهلاكية، إذ إن على الإعلام التزام أخلاقي بأن يستفيد من الخبرة العريقة التي اكتسبها عبر عقود في مجال التأثير على وعي الناس وسلوكهم في الجانب الإيجابي بالتركيز على توجيه السلوك وإرشاد الجمهور إلى ما يجب عمله لتحقيق الاستدامة لأجلهم وأجل أبنائهم".
وتتضمن فعاليات اليوم 4 جلسات رئيسية، يتحدث في الأولى  مساعد الأمين العام للأمم المتحدة نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إبراهيم ثياو،ورئيس اللجنة العليا لجائزة مؤسسة زايد الدولية للبيئة،الدكتور محمد أحمد بن فهد  ثم جلسة لتحديد المضمون حول ماهية أنماط الحياة المستدامة، يترأسها تشارلي ماثيوز من التعاون الأميركي الصيني المشترك في مجال الطاقة النظيفة في الصين، ودعوى للتحرك لقطاع الأعمال، يشارك فيها رئيس إدارة الأعمال في الجامعة البريطانية في القاهرة، البروفسور ديفيد إيه كيربي، ورئيس الاستدامة في سافاريكوم "كينيا"،ساندا اوجيامبو  "وشباب اليوم هم صانعو القرار غداً"، بمشاركة مؤسس زمالة الفنانين الشباب للبيئة في الفلبين،لايدن بدرينا،  ودروس وعبر مستفادة: "تغييرات مؤسساتية لتسهيل أنماط الحياة المستدامة"، بمشاركة: لويس اكنجي زميل السياسات في معهد الاستراتيجيات البيئية العالمية في اليابان.
وتعقد جلسات متزامنة حول أنماط الحياة المستدامة والبحوث والابتكارات، يترأسها لويس اكنجي، معهد الاستراتيجيات البيئية العالمية في اليابان، وريادة الأعمال يترأسها رئيس وحدة المناخ والطاقة والمجتمع بيتر ربينسكي،  من معهد استكهولم للبيئة السويد، تختتم بخلاصة اليوم الأول يقدمها فريد بوشهري من برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
بيّن محمد أحمد بن فهد أن المحاور الرئيسة للمنتدى الدولي الأول تركز على أنماط الحياة المستدامة، وكيف يمكن لتغيير السياسات والممارسات على مستوى المدن أن يكون له الأثر الأكبر في تحقيق الاستدامة، و"إهدار الطعام" وكيف يمكن تغيير أنماط استهلاكنا للغذاء، بالإضافة إلى التوصيات التي ستعمل المؤسسة على متابعة تنفيذها.