البطل محمد القايد

كشف شقيق البطل محمد القايد الذي أحرز فجر الخميس ذهبية سباق 800 متر على الكراسي المتحركة، ضمن دورة الألعاب البارالمبية المقامة حالياً في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، أن شقيقه محمد أوصى والديه بالدعاء له في مهمته الأولمبية قبل سفره إلى البرازيل. وقال شقيقه يوسف "قبل أن يسافر محمد إلى البرازيل أبلغني بأنه جاهز بشكل كبير، وأوصانا أن ندعو له بالتوفيق لتحقيق الفوز، وقال لنا إنه جاهز من الناحيتين الفنية والبدنية بشكل كبير، وإن لديه تركيزاً ذهنياً عالياً للفوز بالميدالية الذهبية، وثقته عالية في تحقيق ذلك، وخص شقيقي محمد بطلب دعاء الوالدين رغم أنه كان يعلم أن وقت إقامة السباق منتصف الليل تقريباً، وهو وقت نوم الوالد، لكونه معاقاً هو أيضاً".
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، فيديو تظهر فيه متابعة تلفزيونية من عائلة البطل محمد القايد، أثناء فوزه بالميدالية الذهبية. وظهر صوت والده عبدالله القايد أثناء متابعة السباق عبر شاشات التلفزيون، وهو يدعو له بالفوز بالميدالية الذهبية وسط أجواء عائلية، بعد بلوغه خط النهاية محرزاً المركز الأول، تلتها فرحة عائلية كبيرة بالفوز.
وأوضح شقيقه يوسف: "شكلنا في العائلة خلية دعم معنوي له، وتمسّكنا بالدعاء له منذ الصباح المبكر يوم السباق، ووالدي كان يدعو لمحمد بتحقيق الذهبية ورفض النوم حتى يتابع السباق، ولم يتمكن بعدها من النوم من الفرحة، خصوصاً أننا تلقينا مئات الاتصالات التي تهنئ بالإنجاز، الذي أفرح الدولة برمتها، ونحن سعداء جداً بذلك".
وأضاف: "كنا على تواصل مع محمد قبل السباق، وكان يشعر بتفاؤل عالٍ لتحقيق الميدالية الذهبية الأولى له في الأولمبياد، حيث سبق له الفوز بالميدالية الفضية، وكان يشعر بالثقة العالية بنفسه، وكان يقول لنا إن السباق لن يكون سهلاً بسبب وجود منافسين أقوياء، إلا أنه سيقدم أفضل ما يمكن لكسب الذهبية". وتابع "نحن سعداء بتحقيق ذلك، وعلى يقين أن ما تحقق جاء بفضل الثقة العالية، التي وضعها أبناء الإمارات جميعاً به، وأنه بفضل دعاء الجميع له بالتوفيق وليس فقط عائلته، ونقدم شكرنا باسم البطل محمد إلى كل من هنأنا".
وكشف القايد، في تصريحات صحافية أمس، أن إعاقته كانت منذ مولده مصاباً بشلل الأطفال. مشيراً إلى أن إدارة نادي الثقة اكتشفته من المدرسة، عندما كانت تبحث عام 2002 في المدارس عن مواهب للمعاقين، وكنت أدرس في مدرسة العروبة.
وأكد القايد أنه صبر خمس سنوات في النادي، عقب إلغاء الاتحاد الدولي للفئة تي 34 جري على الكراسي المتحركة، مشيراً إلى أن المدرب طلب منه عدم الاستعجال، حتى تم السماح للاعبين من الفئة تي 34 بالمشاركة مع الفئة تي 53، حيث خضع لتحدي مونديال الناشئين بجنوب إفريقيا، ونجح في تحقيق الميدالية الذهبية في مغامرة من مدربه في هذه الفئة. وقال: "لم أحرز الرقم التأهيلي في الفئة 53 عام 2007، حتى تتسنى لي المشاركة في دورة الألعاب شبه الأولمبية، التي أقيمت في بكين عام 2008". وأضاف القايد "أسرتي رياضية وتعشق الرياضة، ما سهل مهمتي خلال الفترة الماضية، وأشقائي رياضيون يشجعون أندية مختلفة". وأضاف: "الرياضة تجري مجرى الدم في عروقي، ولن أبخل بأي شيء خلال الفترة المقبلة، من أجل إسعاد الشارع الرياضي".
وأكد بطلنا الأولمبي أن كلمات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ووصايا سموه للمعاقين، تعد نبراساً لكل "فرسان الإرادة"، لتحقيق المزيد من النجاحات، ورفع علم الدولة عالياً خفاقاً في كل المحافل القارية والدولية. وقال: إن "الإصرار والعزيمة هما كلمة سر ذهبية ريو، خصوصاً أن السباق امتاز بالقوة، لأكسب التحدي الذي جاء على حساب بطل تونس الذي له وزنه في سباق 800 متر على الكراسي المتحركة".