عمر محمد البطة

داخل ساحة التدريب في نادي الجواد للفروسية غرب مدينة غزة ، يرتدي ملابس الفرسان ، يمتطي ظهر جواده، يتقافزان سويًا في مضمار خيل ، متخطيًا الحواجز والمواقع بمسافة تصل إلى 80 سم ، برشاقة وحرفية، فهو يجعل لنفسه عالمًا خاصًا ، قوامه رياضة الفروسية.

عمر محمد البطة صاحب الـ12 عامًا ، الحاصل على قلب بطل أبطال 2016 للناشئين، بدأ تدريبه على هذه الرياضة، في نادي الجواد قبل عامين، بعد أن استهوته من خلال مشاهدته لبطولات الخيل على شاشة التلفاز.

بدأ الفارس أولى منافساته لعام 2016 ضمن فئة 70-80 سم والمعروفة بفئة البراعم خلال البطولة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني للفروسية في شهر مارس/أذار الماضي على ميدان نادي الجواد ، واستطاع التغلب على منافسيه الأربعين محتلًا المركز الأول عن جدارة واستحقاق ، ضمن الزمن ودون أخطاء ليحصل بذلك على 18 نقطة، سجلت له في المجموع العام للنقاط ، وتوج بطل أبطال هذه الفئة كنجم جديد يتلألأ في سماء الفروسية الفلسطينية.

ولم يكن والده الدكتور محمد البطة عنه ببعيد عندما غرس في نفسه حب هذه الرياضة وسمو أخلاقها ونبل عشاقها، قبل أن يخط  لولده مسار الطريق نحو البطولة والمجد.

واستطاع الفارس أن ينهي فترة التأسيس على ركوب الخيل في فترة وجيزة أظهر خلالها قوة وشكيمة وقدرة في السيطرة على الحصان بمهارة وأسلوب شيق متفوقًا على أقرانه من الفرسان ، مكنه ذلك من الالتحاق بتدريبات قفز الحواجز تحت إشراف المدرب القدير أحمد عبد العال، الذي رأى فيه بذرة طيبة لفارس صاعد وواعد، يستطيع أن يصنع لنفسه ولوطنه مكانة بارزة في عالم الفروسية الكبير.

وكانت أولى مشاركاته الرسمية في البطولات خلال البطولة التي نظمها الاتحاد الفلسطيني للفروسية في ربيع 2015، وتمكن خلالها أن يعلن عن نفسه ويحقق مركزًا متقدمًا في أول مشاركاته، ثم أثبت على مرتبه عندما خاص الدوري في شهر رمضان من نفس العام، وحقق مع فريقه المركز الأول.

وتبقى آمال وطموحات عمر رهينة مثابرته وجده واجتهاده، وهو ما يزال في بداية طريق طويل وشاق، يحلم ويطمح مثل كل الأبطال الرياضيين بأن يشارك في المسابقات العربية والدولية ليعتلي منصات البطولة والتتويج حاملًا علم بلاده فلسطين.