المنتخب الأولمبي الإماراتي

أرجع رياضيون تراجع نتائج منتخبات المراحل السنية، ممثلةً في المنتخب الأولمبي والشباب والناشئين، خلال مشاركاتها الخارجية الأخيرة، إلى ثمانية أسباب تتمثل في عدم وجود استراتيجية ورؤية واضحة، وغياب الاهتمام المطلوب بهذه المنتخبات، وغياب الاستقرار على صعيد الأجهزة الفنية، ووجود خلل إداري وفني، والاختيارات الخاطئة لبعض المدربين، وعدم اهتمام الأندية بفرق المراحل السنية والأكاديميات، والاختيارات الخاطئة لبعض اللاعبين، وقلة المواهب وعدم التنسيق الجيد بين اتحاد الكرة وبين الأندية، فضلا عن قلة المواهب، مشيرين إلى أن تراجع منتخبات المراحل السنية سيؤثر في المنتخب الأول مستقبلا.
وقالوا لـ"الإمارات اليوم": "رغم أن منتخبات المراحل السنية حققت طفرة كبيرة في السنوات الماضية، تمثلت في تحقيق إنجازات عدة، كان أبرزها وصول المنتخب الأولمبي إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة البريطانية 2012، فإن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا ملحوظا في نتائج هذه المنتخبات، لذلك يجب مناقشة هذه المسألة من الجوانب كافة لمعرفة أوجه القصور والخلل والعمل على معالجتهما".
وشهدت الفترة الأخيرة إخفاقات كثيرة لمنتخبات المراحل السنية، تمثلت في خروج الأولمبي من كأس آسيا تحت 23 عاما، في قطر، يناير الماضي، المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية، بعد خسارته أمام العراق بثلاثة أهداف مقابل هدف، وودع الأولمبي أيضا الدور الأول في غرب آسيا العام الماضي، بينما خرج منتخب الشباب من الدور الأول لكأس آسيا، التي أقيمت أخيرا في البحرين، المؤهلة لكأس العالم وودع منتخب الناشئين بطولة آسيا تحت 16 عاما، التي أقيمت في الهند، المؤهلة لكأس العالم.
وأعلن مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، خلال اجتماعه الأخير، أنه بصدد استراتيجية متكاملة لتطوير المنتخبات الوطنية.
وقال اللاعب الدولي السابق، سالم حديد، إن هناك أمورا كثيرة وراء هذا التراجع، رغم الطفرة الكبيرة التي حدثت قبل نحو ثماني سنوات خلال فترة تولي رئيس اتحاد الكرة السابق، محمد خلفان الرميثي لرئاسة الاتحاد، مشيرا إلى أن "هذه المنتخبات كانت تحظى باهتمام كبير وقتها".
وأضاف "في تقديري أن من أبرز الأمور التي أدت إلى هذا التراجع، غياب الرؤية والاستراتيجية الواضحة، فضلا عن وجود خلل إداري وفني بجانب الاختيارات الخاطئة، سواء لبعض المدربين أو اللاعبين"، وشدد على أهمية وجود مدير فني متخصص يشرف ويقيّم أداء منتخبات المراحل السنية وأجهزتها الفنية.
وأوضح حديد "رغم أن العراق ليس لديه ملاعب فإنه متقدم علينا في منتخبات المراحل السنية".
ويرى المدير التنفيذي السابق للنادي الأهلي، أحمد خليفة حماد، أن "عوامل كثيرة أدت إلى تراجع منتخبات المراحل السنية، من بينها اهتمام الأندية بالفريق الأول على حساب الأكاديميات"، مشيرا إلى أن "هناك بعض الأندية بدأ بالفعل يهتم كثيرا بأكاديميات كرة القدم، من بينهما الأهلي والعين، ما أسهم في بناء وتكوين العديد من اللاعبين".
وأضاف "في السابق كنا نسمع عن أندية معينة تهتم بأكاديميات كرة القدم، مثل الوحدة، كما أن أندية المنطقة الشرقية كانت هي التي تفرخ اللاعبين للأندية الأخرى".
وشدد حماد على أن عمل أكاديميات كرة القدم في الأندية يحتاج إلى سنوات طويلة حتى تتمكن الأندية من قطف ثماره، مشيرا إلى أن هناك بعض الأندية يفضل اللاعب الجاهز بدلا من الانتظار سنوات طويلة حتى تؤتي هذه الأكاديميات ثمارها.
وأوضح حماد "ليس كل العمل المرتبط بمنتخبات المراحل السنية يتم داخل الملعب، وإنما خارجه أيضا، ما يتطلب وجود نوعيات محددة من الإداريين".
واعتبر حماد أن مسألة اختيار اتحاد الكرة لمدربي منتخبات المراحل السنية أمر مهم للغاية، ويجب أن يكونوا على مستوى عالٍ، مطالبا بوجود اشتراطات محددة لاختيارهم، بحيث يكون المدرب حاصلا على رخصة مدرب محترف، حاله في ذلك حال المدرب في دوري المحترفين، حتى يتمكن من إنتاج لاعبين جيدين، ولا بد من تكوين اللاعبين بطريقة صحيحة من خلال أكاديميات كرة القدم في الأندية، ولكن مع الأسف أي لاعب كرة قدم معتزل يتم وضعه في أكاديمية كرة القدم.
من جهته، اعتبر عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، الدكتور سليم الشامسي، تركيز الأندية على الفريق الأول وعدم الاهتمام بفرق المراحل السنية، من أهم الأسباب التي أدت إلى الإخفاقات الأخيرة لمنتخبات المراحل السنية، مشددا على أن هناك أيضا خللا في هذه المنتخبات، سواء كان إداريا أو فنيا.
وقال إن "قلة المواهب قد تكون من الأمور التي أدت إلى هذا التراجع الكبير الذي تشهده منتخبات المراحل السنية، وهناك العديد من التساؤلات التي تطرح نفسها بشأن منظومة العمل الخاصة بمنتخبات المراحل السنية".
بدوره، أكد مشرف الفريق الأول في نادي الجزيرة، أحمد سعيد، أن "هناك غيابا لعملية التواصل من قبل اتحاد الكرة مع الأندية، خصوصا في ما يتعلق بمنتخبات المراحل السنية"، مشيرا إلى أن الأندية هي التي تجهز اللاعبين للمنتخبات.
وأضاف أحمد سعيد "مع الأسف بعض الجهات في اتحاد الكرة تعتقد أن الأندية تريد مصلحتها فقط عندما تطالب بعملية التنسيق والتواصل معها بخصوص عملية اختيار لاعبيها لمنتخبات المراحل السنية"، وأوضح أن غياب الاستقرار، خصوصا على صعيد الأجهزة الفنية، يعد أحد أبرز المشكلات التي تواجه منتخبات المراحل السنية، مشيرا إلى أن التغييرات المستمرة لبعض مدربي منتخبات المراحل السنية كان لها انعكاسات سلبية على نتائج هذه المنتخبات.
أما عضو مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء السابق، خلفان الدرمكي، فقال إن غياب الاستراتيجية الواضحة وراء تراجع هذه المنتخبات في الفترة الأخيرة، وأضاف "لست ضد المدرب المواطن، لكن كان يجب الاستعانة بخبرات أجنبية مميزة".