أندية دوري المحترفين

 

كانت الأندية تقف على خط السباق تستعد بكل قوتها للبداية الصعبة للموسم الجديد بعد أيام قليلة وسط أجواء آب/ أغسطس الساخنة، إلا أنَّ قرار تأجيل بطولة "خليجي 23" في الكويت إلى كانون الأول/ ديسمبر من عام 2016، جاء في الوقت المناسب ليمنح الأندية الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق، وارتفعت الأصوات في كل أندية دوري المحترفين لتطالب بتأجيل انطلاقة الموسم الجديد من منتصف آب/ أغسطس إلى منتصف أيلول/ سبتمبر المقبل، وهو نفس موعد انطلاقة الموسم من العام الماضي، لتواصل الإعداد بشكل أفضل بعد انضمام الصفقات الجديدة من المواطنين والأجانب.

ومن دون اتفاق كان هناك إجماع على ضرورة التأجيل وسرعة حسم القرار لإتاحة الفرصة لمواصلة الإعداد بصورة أفضل، والابتعاد عن أجواء آب/ أغسطس الساخنة، وأيضًا إتاحة الفرصة كاملة أمام المنتخب الوطني للإعداد لمباراتي ماليزيا وفلسطين يومي 3 و8 أيلول/ سبتمبر المقبل.

ومن جانبه؛ أكد مدرب "العين" الكرواتي زلاتكو داليتش، أنَّ التوجه لتأجيل الدوري من آب/ أغسطس إلى أيلول/ سبتمبر خطوة مهمة لدعم المصلحة العامة وتعزيز جاهزية اللاعبين في صفوف المنتخب الوطني الأول، وذلك من خلال وجودهم في الأندية، كما أنَّ التأجيل يساعد أندية الدوري على متابعة مرحلة التحضيرات للاستحقاقات المقبلة بما يخدم مصلحة المنتخب الوطني، والشيء المهم أن إطالة أمد الإعداد للأندية بعد تأجيل الدوري من شأنه منح الفرصة الكافية لمتابعة التحضير في المرحلة المقبلة حتى يكون فريق العين في مستوى الجاهزية المطلوبة.

وأضاف: أعتقد أن هذه الخطوة من شأنها منح جميع الأندية الفرصة للتحضير الجيد الذي يدعم مراحل الإعداد السابقة، فهي أفضل من البداية المبكرة التي كانت معلنة في السابق للموسم الجديد ببطولة السوبر 15 آب/ أغسطس الحالي.

وتابع: نتطلع إلى الانتهاء من الترتيبات المطلوبة على المستوى الفني لتحقيق درجة الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد في صفوف العين خلال هذه المرحلة المهمة التي تسبق ظهور الفريق في الموسم الجديد ببطولة السوبر أمام النصر أولًا ثم الانتقال إلى مرحلة المباريات الرسمية في بطولة الدوري، كما أن الفريق أمام مباراة الصداقة الإماراتية المغربية مع الوداد البيضاوي المغربي السبت المقبل.

وأشار زلاتكو إلى أن الأندية في حال حصلت على الفرصة لتعزيز الجاهزية المطلوبة في المعسكرات الخارجية، فإنها بهذه الخطوة تدعم المنتخب الوطني برفع مستوى الإعداد البدني والفني للاعبيه في صفوف الأندية، والمهم أن يعود قرار التأجيل بالفوائد المطلوبة لمصلحة المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قبل متابعة مشواره في التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2018 في روسيا.

فيما أكد رئيس شركة الوحدة لكرة القدم أحمد الرميثي، أنَّ الأندية دفعت الفاتورة في الحالتين سواء كانت دورة كأس الخليج قد أقيمت أو حتى بعد تأجيلها لعام، مضيفًا: مع تفهمنا الكامل لزحمة ارتباطات المنتخب، إلا أن انطلاق الدوري يوم 20 آب/ أغسطس كانت خطوة بلعناها على مضض، وفي الوضع الحالي يجب تأجيلها إلى ما بعد فراغ المنتخب من أول جولتين له في التصفيات الآسيوية، ومن ثم يبدأ دوري الخليج العربي في منتصف أيلول/ سبتمبر، يستصحب ذلك تأجيل مباراة السوبر أيضًا، على أن تستمر برمجة كأس الخليج العربي، وعليه فإننا مع التأجيل وهو يعتبر جيدا وفي مصلحة الجميع.

وأضاف: المطلوب حاليًا السرعة في اتخاذ القرار حتى تعلم الأندية وتكيف نفسها مع الرزنامة الجديدة، مع العلم أن تمديد المعسكرات الحالية سيكون أمرًا في غاية الصعوبة بسبب حجوزات الطيران، والترتيبات المتعلقة بهذه المعسكرات التي بنيت في الأصل على البرمجة السابقة للمسابقات.

وأضاف رئيس مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم العقيد مبارك بن محيروم، أنَّ ناديه يؤمن تأجيل الدوري سيكون لظروف طارئة خارجة عن إرادة الجهات المعنية، مشيرًا إلى أن بني ياس يرحب بالقرار في حال اتخاذه، لكنه في الوقت نفسه لا يتمناه، وذلك لأسباب عدة، تتقدمها برمجة التحضيرات الخاصة بالفريق التي أخذت في عين الاعتبار انطلاق الموسم الكروي المقبل في منتصف آب/ أغسطس الحالي.

وتابع: بني ياس لا يلوم أحد في أي قرار خاص تأجيل انطلاق الموسم وأن شركة كرة القدم كانت وما تزال مع المصلحة العليا للعبة، رغم أن القرار سيكون مربكًا لحسابات السماوي الفنية.

وبشأن الإجراءات التي سيتخذها نادي بني ياس لعلاج مسألة تأجيل انطلاقة الموسم في حال الوصول إلى قرار في ذلك، أكد ابن محيروم أن شركة كرة القدم ستدرس العديد من الخيارات، إذ قد يتم تمديد فترة المعسكر التدريبي المقام حاليًا في إسبانيا أو إعادة التفكير بتنظيم البطولة الودية التي سبق وأن قامت شركة كرة القدم بإلغائها بداعي ضيق الوقت، إلى جانب خيارات أخرى عدة.

وشدد مدرب فريق الإمارات البرازيلي باولو كاميلي، على أنه يؤيد تأجيل موعد انطلاقة الموسم الجديد، مشيرًا إلى أنَّ التأجيل يمنح الأندية مزيدا من الوقت لتجهيز فرقها خاصة أن الحصول على يوم إضافي يمكن أن يساهم في تنفيذ البرنامج الإعدادي بشكل جيد، وبذلك يكون التأجيل في مصلحة كل الفرق، وأن فريقه يحاول قطع شوط كبير في الإعداد وسيستغل الفترة المتبقية لوضع اللمسات الأخيرة على تحضيراته للموسم.

وأضاف: هناك سلبيات كثيرة في الموعد السابق الذي شكل ضغطا كبيرا على الأندية من كافة الجوانب من بينها البداية المبكرة للإعداد في أجواء حارة ونسب رطوبة عالية لا تساهم في بداية جيدة إضافة إلى الإرباك الذي حدث في مواعيد المعسكرات الخارجية وتضارب المواعيد وحجوزات التذاكر بل وصل الأمر أن سبب اضطرار بعض الأندية في تغيير أماكن معسكراتها صداعا كبيرا للكثيرين، والنتائج كانت ستكون سلبية على اللاعبين خلال المباريات من حيث المعاناة من الإجهاد وسينعكس ذلك على المستوى الفني للفرق خاصة في الدوري.

ونوه كاميلي إلى أن التأجيل يمنح راحة أكثر واستقرارا أكبر للفرق التي ستكون أخذت كفايتها من الإعداد والجاهزية وهذا بدوره سيصب في مصلحة الدوري.

ومن جهته؛ أكد المدير التنفيذي لشركة النصر لكرة القدم عبدالله بوعميم، احترام "العميد" المصلحة العامة للكرة، والسعي الدائم لتحقيق ما هو أفضل للأندية والمنتخبات الوطنية، وذلك رغم ارتباك التحضيرات بسبب قرار التأجيل حال صدوره.

وأوضح أنَّ تغيير موعد الروزنامة يعني وجود عدة أسابيع من الفراغ، وهو ما يفرض علينا دراسة إما تغيير الحجوزات وتمديد المعسكر الخارجي، أو انتظار عودة الفريق ودراسة الخيارات المتاحة، عبر تنظيم معسكر آخر أو خوض مباريات ودية أو المشاركة في البطولات الدولية التي ستقام في هذه الفترة، وذلك بالتنسيق مع المشرف العام للفريق والجهاز الفني لتحديد ما هو أفضل للفريق.

وأضاف: الروزنامة التي تم تحديدها عبر الانطلاق في شهر آب/ أغسطس كانت صعبة، وشهدت حالة معارضة، وذلك لأن البداية المبكرة بعد نهاية موسم طويل في شهر يونيو الماضي، أمور جعلت فترة التحضيرات قصيرة، فيما جاء هذا التغيير الذي نؤكد مساندته له في حال حقق المصلحة العامة للعبة.

وأشار إلى أن انطلاق الموسم في شهر أيلول/ سبتمبر وخوض مباراة كأس السوبر في ذلك الشهر أيضًا، أفضل بشكل عام رغم الحالة التي تتطلب إعادة ترتيب الأوراق حاليًا.

وبدوره؛ بيَّن رئيس شركة الظفرة لكرة القدم خليفة الطنيجي، أنَّ الوضع الحالي لجدول مسابقات الدوري يلزم جميع الأندية بالانصياع لأي تغيير ستصدره لجنة دوري المحترفين، مشيرًا إلى أن الأندية ليس بيدها شيء في هذا الخصوص، غير أن السؤال المهم الذي يجب طرحه في هذا الخصوص، هو هل سيتم تأجيل مسابقة كأس الخليج العربي في حال تأجيل انطلاقة الدوري أم لا؟.

وأضاف: مجبر أخاك لا بطل، ففي الحالتين سنتعامل بنادي الظفرة وفقًا لمصالحنا من أجل إنقاذ المعسكر التدريبي والتحضيري للاعبين، ومن الوارد أننا سنقيم بطولة ودية بعد إلغائها من أجل تجهيز اللاعبين وعدم غيابهم عن المباريات لفترة طويلة، وفي نفس الوقت فقد طلبنا من المدرب لوران بانيد عمل خطة بديلة في حال التأجيل.

وأكد مشرف الفريق الأول لكرة القدم بنادي الجزيرة أحمد سعيد، أنَّ التوجه لتأجيل الدوري يخدم جميع الأندية في التحضير الجيد للمنافسة، مضيفًا: موعد بداية الدوري في شهر آب/ أغسطس الجاري كان اضطراريًا لمشاركة المنتخب في كأس الخليج، وأتصور أن بداية الدوري في شهر أيلول/ سبتمبر يخدم الكل ويتيح الفرصة لهم للتحضير الجيد قبل انطلاقة المنافسة.

وأضاف: إذا تم تأجيل الدوري إلى أيلول/ سبتمبر سيكون لدينا فترة إعداد طويلة وسنتمكن من تنظيم بطولة ودية للفريق تساعد على وصولنا للجاهزية المطلوبة، كما سيتيح ذلك للجهاز الفني فرصة أكبر للوقوف على مستوى اللاعبين، وأضف إلى ذلك عامل الطقس حيث سيمكن تأجيل الدوري الجماهير من الحضور لمتابعة المباريات، وهذا عامل مساعد ومفيد بالنسبة إلى دوري الخليج العربي.

وأبدى عضو مجلس إدارة نادي الشعب رئيس اللجنة الفنية الدكتور سرحان المعيني، عدم ممانعة ناديه في تأجيل انطلاقة الموسم الكروي إلى موعد لاحق، طالما أن الظروف حكمت بهذا الوضع، بسبب تأجيل منافسات بطولة خليجي 23 إلى العام المقبل وهي التي كان من المفترض إقامتها خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وأضاف: التأجيل من شأنه أن يخدم جميع الفرق، حيث يمنح الأجهزة الفنية الفرصة لمزيد من الإعداد البدني والفني وزيادة درجة الانسجام بين اللاعبين القدامى والجدد، وبين الأجهزة الفنية واللاعبين، من أجل الوصول إلى أعلى معدلات الجاهزية قبل انطلاق المنافسات التي تشهد درجة عالية من الإثارة والسخونة والندية منذ جولاتها الأولى، لذلك فالحصول على فترة إعداد كافٍ أمر في غاية الأهمية.

وتابع: التأجيل أيضًا من شأنه أن يمنح الفرق فرصة لخوض المنافسات في أجواء أفضل نسبيًا من الأجواء الحارة الحالية، وبالتالي سيكون التحضير لها أحسن، مشيرًا إلى أن السلبيات ستتمثل في ضرورة تغيير برامج وخطط الإعداد والمعسكرات بما يتناسب مع المواعيد الجديدة، ولضمان الوصول إلى أفضل مستوى مع التوقيت الجديد لانطلاق الموسم، ومع هذا فإن هذا الأمر لن يكون عائقًا ونادي الشعب مع قرار التأجيل.

وكشف المعيني عن أن هناك اجتماعًا مرتقبًا مع الجهاز الفني للكوماندوز لدراسة برنامج المرحلة المقبلة، خاصة وأن فترة التأجيل في حال إصدار قرار به تصل إلى 30 يومًا، وهو ما يتطلب وضع برنامج إعداد جديد، وبالتالي فإن التنسيق مع الجهاز الفني بقيادة طارق العشري للاتفاق على شكل البرنامج المقبل، سواء بإقامة معسكر جديد خارج الدولة أو خارجها.

ومن جانبه؛ أبدى مدرب فريق الشارقة البرازيلي باولو بوناميجو استياءه، من التعديل المرتقب على خريطة مسابقات المحترفين، وتأجيل الدوري لمدة شهر ووصف حدوثه بالضربة التي توجه إلى الإعداد الحالي للفرق، مضيفًا: إعداد الفريق تم بناء على خطة مدروسة اعتمدت على المواعيد التي تم الاتفاق عليها وإعلانها رسميًا وحازت على موافقة الأندية، وبدأنا المعسكر وخضنا التدريب وأقمنا مباريات ودية بناء على المواعيد الرسمية، من أجل الوصول إلى الجاهزية التامة للاعبين من أجل خوص منافسات الموسم الجديد في العشرين من الشهر الجاري.

وأضاف: في حال تعديل الروزنامة وتأجيل الدوري فسوف تتبدل خطط الإعداد، وهذا يشكل صعوبة كبيرة للجهاز الفني واللاعبين في كل الأندية وليس نادي الشارقة فقط. وأوضح بوناميجو أن الدوري سيلعب جولة واحدة ثم يتوقف، وبالتالي فلا توجد هناك ضرورة لتأجيل هذه الجولة التي سيتوقف بعدها الدوري لمدة عشرين يومًا، ثم نخوض الجولة الثانية، لهذا لا نأمل أن يتم تأجيل انطلاق الموسم الجديد.

وأكد مدرب الشباب البرازيلي كايو جونيور أنَّ فكرة تأجيل الدوري تلقى التأييد من جانبه بسبب أهمية هذه الخطوة لدعم تحضيرات فريقه للموسم الجديد في هذا الوقت، لاسيما أنَّ بطولة الدوري من الاستحقاقات المهمة للفريق في الموسم الجديد، موضحًا أن التأجيل يخدم مصلحة التجانس بين اللاعبين الجدد والقدامى في صفوف الفريق ونتمنى أن تمضي الأمور وفق التوقعات المطلوبة.

وأضاف: هذا هو الواقع الجديد الآن، لكن الأمر السلبي في هذه التطورات تغير البرامج المقررة للتحضير، إذ أننا أمام نهاية المعسكر يوم 15 الحالي بعد خمس مباريات ودية وهو الذي سيدفعنا إلى وضع برامج أخرى للتحضير في دبي بعد انتهاء المعسكر الحالي حتى نكون بمستوى الجاهزية المطلوبة ولا نستطيع عمل حجوزات جديدة في الفنادق وتعديل موعد المغادرة على غرار ما حدث في الفترة الماضية، فهذا الشيء سيؤدي إلى تبعات مالية على الفريق وربما لا نحصل على فرصة لتنظيم مباريات ودية في حال قمنا بتمديد إقامة الفريق في المعسكر الحالي.