مهدي علي

شدد مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، مهدي علي، على أنه لن يرحل عن الأبيض، في الفترة المقبلة، ومتمسك بتحقيق حلم الصعود إلى مونديال روسيا، مشيرًا إلى أنه ليس متمسكًا بمنصبه الفني حبًا في "الوجاهة"، وإنما من أجل الحفاظ على شعار الأبيض، موضحًا أن مطالبات البعض بتغييره، بعد انتهاء المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم (روسيا 2018)، لم تغضبه على الإطلاق، إذ تعتبر حافزًا له، على حد تعبيره.

وأوضح مهدي علي، في لقاء أجرته معه قناة أبوظبي الرياضية، وحاوره الزميل الإعلامي المعروف يعقوب السعدي، قبل ساعات من قرعة الدور الأخير من مونديال روسيا 2018: "لم يسبق، منذ عملت في بلدية دبي، أو في مؤسسة الطرق والمواصلات، وفي اتحاد الكرة، أن هربت من المسؤولية، لقد تعودت على التحدي، ومثل هذه المطالبات تعطيني دافعًا أكبر، والاستعداد بشكل أفضل، ومراجعة كل الأمور بالشكل الصحيح، على أساس أن نطور للمستقبل".

وأضاف "سبق وتأهلنا إلى كأس العالم للشباب في مصر عام 2009، وطالب البعض حينها بالتغيير، عطفًا على أننا سنلعب أمام منتخبات قوية، وقد لعبنا في مونديال الشباب بصورة مثالية، وخرجنا أمام كوستاريكا بضربة حظ، وحينما لعبنا في دورة الألعاب الآسيوية في غوانزو، وطلبنا من رئيس اتحاد الكرة السابق، محمد خلفان الرميثي، دعم الفريق بأربعة لاعبين من فوق السن المسموح بها، لرغبتنا في الحصول على ميدالية آسيوية، انتقد البعض الفكرة، لأننا لم نسمح للاعبين بالوجود مع المنتخب الوطني في دورة الخليج باليمن، لكننا تمكنا من تحقيق الهدف".

وتابع "في التصفيات الأولمبية لدورة الألعاب في لندن، وعقب خسارتنا من العراق، الجميع جزم بأن المنتخب بات خارج التصفيات، وانتقدوني بشكل خاص، لكن هذا لم يثنني عن العمل والتحدي، بل أعطاني دافعًا، وصعدنا بفارق خمس نقاط عن ثاني مجموعتنا".

وأضاف "تكررت الانتقادات في دورة الخليج في البحرين، إذ كيف لي أن أستعين بـ18 لاعبًا من المنتخب الأولمبي، وأستبعد مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الأول، بالعكس أخذنا هذا الشيء بصدر رحب، وهذا الأمر تفهمناه من أجل المصلحة العامة للمنتخب، وانتقدونا مجددًا بعد إحراز برونزية دورة الخليج، وطالبوا بالتغيير قبل نهائيات أمم آسيا، هذه الأمور كل مرة تحدث، لكن المنتخب يثبت أن لديه الكثير الذي يمكن أن يقدمه، وسيفعل ذلك في المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس العالم".

وأوضح مدرب المنتخب: "القلق شيء إيجابي، ومن حق النقاد أن يقارنوا الفريق بالمستوى الذي قدمه في السابق، سواء في الأولمبياد أو في غوانزو، أو في نهائيات أمم آسيا الأخيرة في أستراليا، ومستواه في المرحلة الأولى من تصفيات كأس العالم، وهذا شيء صحي، يفيدني أنا كمدرب، ويفيد اللاعبين لمشاهدة الأخطاء التي وقعوا فيها، لكن يجب ألا يُقلل من حجم ما بذله الفريق من عطاء، من أجل التأهل للدور الثاني".

وأكمل "راضٍ كل الرضا عن مسيرتي مع المنتخبات الوطنية، خلال السنوات التي قضيتها معها، وأنا موجود على رأس الجهاز الفني للمنتخب الأول ليس حبًا في المنصب أو الوجاهة، أو الظهور في الإعلام، وإنما حبًا في الشعار وخدمة للوطن، الذي منحنا قادته كل الدعم، وأنا على ثقة بأن المنتخب سيحقق المطلوب منه في تصفيات كأس العالم، شرط تعاون الجميع وإعطائنا الفرصة لتجهيز الأبيض، بالطريقة التي نرى أنها الأمثل لتلك المرحلة من البطولة".

وتابع "في آخر مباراة ضد السعودية، كان الجميع يتوسم فوز الأبيض، والجميع بلا شك كان يرغب في تحقيق ذلك، وقد كنا بُحكم معطيات المباراة الأقرب للفوز عطفًا على الفرص التي سنحت لنا، وقلت في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة إنني راضٍ كل الرضا، بُحكم الظروف التي تعرض لها المنتخب، عن كل ما قدمه الأبيض في مواجهة السعودية تحديدًا، وفي التصفيات عمومًا".

وكشف المدرب أن الفترات القصيرة لا تتناسب على الإطلاق مع إعداد المنتخب للمستوى الذي يطمح إليه الجميع بدليل أن الإنجازات التي تحققت منذ عام 2008، وحتى توقيتنا هذا كان فيها شيء واحد ثابت، وهو الفترات الكافية التي توفرت للأبيض، للإعداد لتلك البطولات، وما حققناه من إنجازات فيها.

وذكر "لو رجعنا للتجميع الأخير للفريق الوطني، حسب البرنامج الموضوع، فإن الدوري قد توقف في 11 مارس، ليس من أجل المنتخب فقط، وإنما من أجل مشاركة أندية النصر والعين والجزيرة في دوري أبطال آسيا، إذ كان مقررًا أن يلعبوا يومي 15 و16 من الشهر ذاته، والروزنامة كانت محددة من قبل بتجمع الأبيض في 17، ولكن بحكم أن المنتخب سيكون فيه لاعبون لن يخوضوا أي مباريات من 11 مارس وحتى 24 منه، قررنا أنه من الأفضل أن نجمع هؤلاء اللاعبين، ونخوض بهم مباراة ودية، للحفاظ على لياقة المباريات".

وأوضح مهدي علي: "المنتخب لن يستطيع أن يصل إلى مونديال روسيا بمفرده، وهذه فرصة لا تعوض، ويجب أن نكون جاهزين بنسبة 200%، كل ما حدث في السابق من قلق على الأبيض أمر صحي وإيجابي، ومن حق الجميع أن يخافوا على الفريق، لتحقيق الحلم الذى طال انتظاره، لكنهم لن يخافوا على هذا الحلم أكثر منا، بحكم وجودنا في المكان، وحرصنا على عملنا ونجاحه".

وفيما إذا كان هناك أشخاص يتربصون به، قال: "ليست لي مواقف مع أي شخص، حتى من يتحدثون عني فأنا متسامح، ولست ممن يُشخصن الأمور، فمن طرفي ليس لي أي عداوة مع أحد، ولم أشعر في يوم أن هناك من يحاول أن يعاديني، ربما يكون هناك أشخاص ينتقدون، لكني لا أستطيع أن أدخل إلى ضمائرهم، هناك نقد لي وللمنتخب بالتأكيد هذا الشيء يحدث، ويجب أخذه بعين الاعتبار، وكل ما أتمناه ألا تكون هناك عداوة من الطرف الآخر".

وأكد مدرب المنتخب أن المزاعم باعتماده على أسماء بعينها، يستدعيها بشكل مستمر لتجمعات الفريق الوطني، أمر ليس على صحيحه كما يدعي البعض، مقدمًا الدليل على ذلك بأن الأبيض منذ 2012، استدعى مجموعة كبيرة من اللاعبين، من بينهم محمود خميس، وعامر مبارك، وطارق أحمد، وأحمد خميس، ومحمد الشحي، وعلي الوهيبي، وسعيد الكثيري، وبندر الأحبابي، وغيرهم من الأسماء الأخرى.

وبين "هناك مجموعة تمت إضافتها للمنتخب، ولم تكن موجودة معي، سواء في منتخبي الشباب أو الأولمبي من قبل، مثل إسماعيل أحمد، وإسماعيل مطر، وعلي خصيف، وغيرهم، وهناك دليل آخر على أنني لا أركز على مجموعة بعينها، مثل أحمد علي، الذي تم استبعاده لفترة طويلة بعد إصابته وقد عاد بعد تألقه، وماجد حسن دخل التشكيلة الأساسية رغم أنه لم يكن أساسيًا معي في خليجي البحرين".

وتساءل مهدي علي عن مفهوم "الحظ"، الذي دائمًا يصفه الناس به، قائلًا: "في كل لقاء إعلامي أتساءل عن أنني مدرب محظوظ، وأنا لا أعرف كيف أرد عليهم، لكن أقول لو كنت مدربًا محظوظًا، لفزنا بذهبية غوانزو، ولصعدنا للدور الثاني في أولمبياد لندن، بعد أن لعبنا أمام الأوروغواي أفضل مبارياتنا، ولفزنا على ايران بعد أن وصلت نسبة استحواذنا 73% من نسبة اللعب، وخسرنا بهدف ليتغير مسار الأبيض في البطولة، ونلعب مع أستراليا في نصف النهائي".

وختم "زغالو قال من قبل إن الحظ يأتي مع الشخص الذي يجتهد ويعمل، ولا يترك شيئًا للصدفة، والحظ لا يأتي للشخص الذي يجلس في منزله".