المنتخب الوطني المغربي

يظل وصول المنتخب الوطني المغربي إلى كأس العالم لكرة القدم حلما يراود فئات عريضة من عشاق "المستديرة" بالمغرب، بعدما وصلت سنوات غياب "أسود الأطلس" عن أكبر محفل كروي في العالم إلى 18 عاما، حتى الآن، آخرها مونديال فرنسا سنة 1998، والذي بصم خلاله مجاورو صلاح الدين بصير ومصطفى حجي على أداء مقنع خلال الدورة نفسها، بالرغم من خروجهم من الدور الأول.

أسماء كثيرة تعاقبت على المنتخب الوطني، سواء بالطاقم الفني أو التركيبة البشرية؛ وهي التغيرات التي عرفتها رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم كذلك. وكان دائما من بين أبرز الأهداف الموضوعة على طاولة كل وافد جديد الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وهو المطلب نفسه الذي تود الجماهير المغربية كذلك أن يحققه مدرب المنتخب الوطني المغربي هيرفي رونار وتركيبته البشرية.

حظ النخبة الكروية المغربية لم يكن بأفضل حال بعدما وضعتهم القرعة في واحدة من أقوى المجموعات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بروسيا، بجانب كل من منتخب الكوت ديفوار والجابون ومالي أحد أبرز الفرق المنافسة في القارة السمراء.

واستهل "الأسود" مواجهاتهم بتعادل من قلب الجابون، بالرغم من أن العديد من المتابعين للشأن الرياضي المغربي اعتبروا أن المنتخب ضيع عليه فرصة خطف النقاط الثلاث من رفاق أوبامايونج، خاصة أن مستوى المنتخب الجابون لم يكن بالقوة نفسها التي كان عليها خلال السنوات القليلة الماضية.

استطلاع قامت به جريدة هسبريس الإلكترونية، تساءل حول "توقع تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018"، شارك فيه 39214 شخصا، 27260 منهم استبعدوا هذا الطرح، أي نسبة 69.52 في المائة من الفئة التي شاركت في الاستطلاع ، في حين اعتبر 11954 شخصا أن المنتخب يمكن أن يصل إلى نهائيات موسكو، بنسبة 30.48 في المائة.

حسن مومن، الذي سبق أن درب المنتخب الوطني المغربي مع جمال السلامي وعبد الغني الناصيري والحسين عموتة، اعتبر أن المدة التي غاب فيها المنتخب الوطني عن استحقاقات كأس العالم خلقت نوعا من القلق لدى الجماهير المغربية؛ "لكن أعتقد أن للمنتخب المغربي في الظرفية الحالية له مقومات مهمة، فهناك حصانة كبيرة على مستوى خط الدفاع، وهنالك تجانس كبير على مستوى وسط الميدان، وهناك روح فريق، بالرغم من أن خط الهجوم هو الذي يطرح بعض علامات استفهام".

ويردف المدرب الوطني الأسبق بأنه "يمكن تجاوز تلك النقطة إذا ما عاد بعض اللاعبين إلى مستواهم، كسفيان بوفال ويوسف العربي الذي يعرف بعض المشاكل في لياقته البدنية نظرا لانتقاله الحديث إلى الدوري القطري".

ويزيد مومن، في تصريحه لهسبريس، أن مفتاح الوصول إلى نهائيات كأس العالم سيكون في مباراة كوت ديفوار؛ "فالفوز فيها سيمكننا من الريادة. والأهم من ذلك سيعطي للمنتخب شحنة معنوية مهمة ستعطي ثقة كبيرة لعناصر المنتخب الوطني وكذا للجمهور الوطني قصد تقديم الدعم اللازم للمنتخب".

وحول الصعوبات التي من الممكن أن تواجه الأسود في التصفيات، خاصة بالنظر إلى حجم المنتخبات الموجودة في مجموعة المنتخب، قال مومن إن "العامل السيكولوجي هو السبيل الأساسي لتجاوز باقي المنتخبات، والمحطة الانتقالية لذلك تكمن في مباراة كوت ديفوار".