الدوري الكويتي

يدرّ سوق اللاعبين على الأندية في العالم، الأموال الطائلة، كلٌ حسب ما يضم من مواهب، وقدرته على تسويقها، ولا شك أن البرازيل نجحت في غزو العالم أجمع من هذا الباب، كما نجحت أفريقيا أيضا، وعلى ذات الدرب تسير دول كثيرة، لكن الملاحظ في الكويت أن ظهور المواهب، أو حتى تألق اللاعب لفترة وجيزة، يعود بالضرر أحيانًا، وليس بالنفع على ناديه، وقد يكون ذلك "نقمة" في ظل تصرفات بعيدة عن الاحترافية، ولا يمكن إلقاء اللوم على اللاعب الكويتي وحده فيما تؤول إليه العلاقة مع ناديه، لا سيما أنه يتم معاملته على أنه لاعب هاو، يتقاضى راتبا مقطوعا من الحكومة، عن طريق هيئة الرياضة، في صورة احتراف جزئي بحد أقصى 1500 دولار شهريا، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بما يتقاضاه نظراؤه في الدول المجاورة، كما أن الأندية لا تستطيع مد اللاعبين بالأموال الإضافية، إلا عن طريق متبرعين، سواءً من أعضاء مجلس الإدارة، أو من محبي الفريق.

ولا يوجد رادع للاعب الكويتي في حال أراد مفارقة ناديه، حيث أنه يستطيع الحصول على بطاقته الدولية من الاتحاد الدولي، لكونه غير مرتبط بعقد، إلا أن الاتحاد السابق وضع شرطا واحدا في محاولة للحد من ظاهرة خروج اللاعبين، دون رغبة أنديتهم، يقضي بأن يعود اللاعب كمحترف إلى الدوري الكويتي، في حال أراد العودة لغير ناديه، فيما تكون عودته مرة أخرى لناديه بصورة طبيعية، لا سيما أن أغلب الأندية ترفض رفع هؤلاء اللاعبين من قوائمها المسجلة في اتحاد الكرة، ومن أبرز اللاعبين الذين وصلوا لطرق مسدودة مع أنديتهم، بعد تألق لافت، هو سيف الحشان، لاعب القادسية، الذي نال لقب أفضل لاعب في كأس الاتحاد الآسيوي عام 2014، عندما قاد الفريق للقب.

وفضّل اللاعب بعد ذلك الانتقال إلى الشباب السعودي، لكن إصابة الرباط الصليبي كانت له بالمرصاد، ومن بعد الحشان صار أحمد الظفيري على الخط، في الموسم الماضي، قبل أن يعود إلى الأصفر في بداية الموسم الحالي، وعلى شاكلة الحشان، والظفيري، سار العديد من اللاعبين، كحمد أمان، وبدر المطوع، ومحمد الفهد، وطلال العامر، ونواف الخالدي، إلا أنهم لم يصلوا لمرحة هجر النادي بصورة كلية، فيما فضل فهد الأنصاري الخروج بالطرق الرسمية، واستفاد القادسية بجزء من صفقته، وقد يكون لاعب كاظمة، طلال فاضل، أبرز الوجوه في عالم العصيان، ومن المفارقة أن اللاعب اختتم الموسم الماضي كأفضل ما يكون، وكان نجما فوق العادة مع البرتقالي، ليعود في بداية الموسم الحالي، رافعا شعار الرحيل، ومن قبل فاضل في كاظمة، كان هناك يوسف ناصر، وشهاب كنكوني، وبعض اللاعبين الآخرين، ولعل نادي الكويت هو الوحيد من بين الأندية الكويتية، الذي يعتبر مثالا في الالتزام، في ظل دعم سخي من قبل أعضاء مجلس الإدارة، وعقود داخلية يتم إبرامها مع اللاعبين، ما ساهم بصورة كبيرة في ظهور النادي بشكل قوي خلال السنوات العشر الأخيرة