المنتخب القطري

تؤكّد الظروف والأجواء قبل انطلاق خليجي ٢٢ بالسعودية في نوفمبر / تشرين الأول عام ٢٠١٤ أنّ منتخب قطر لم يكن مرشحًا للفوز باللقب، وقبل هذه البطولة، تم إسناد المهمة إلى مدرب جديد، هو الجزائري جمال بلماضي مدرب فريق الدحيل، والاعتماد على عدد من العناصر الجديدة، التي تلعب لأول مرة مع العنابي في بطولات الخليج مثل كريم بوضياف وخوخي بوعلام وبيدرو ميجويل وغيرهم من اللاعبين.

ونجح هؤلاء اللاعبون في قلب التوقعات والفوز بلقب البطولة، رغم أن نتائج المنتخب في الدور الأول منها لم تكن على مستوى الطموحات، حيث تعادلت مع السعودية بنتيجة ١ / ١، ثم مع اليمن والبحرين سلبيًا، وتأهلت للدور نصف النهائي، ولعبت مع عمان وفازت ٣ / ١، وفي النهائي فازت على السعودية ٢ / ١، أي أن البطولة بدأت فعليًا مع قطر في آخر مرحلتين، بعد اكتساب اللاعبين للتجانس والخبرة المطلوبة في كأس الخليج.

وتتكرر نفس الظروف قبل خليجي ٢٣ في الكويت، حيث إسناد المهمة للمدرب الإسباني فيليكس سانشيز بدلًا من الأورجوياني خورخي فوساتي بصورة مؤقتة، وتم الاعتماد على مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يشاركون لأول مرة مع عدد من عناصر الخبرة، والسؤال المطروح حاليًا أنّه "هل سيكرر العنابي إنجاز الرياض بالفوز باللقب للمرة الرابعة في تاريخه، أم أن الظروف مختلفة؟"، الحقيقة أن في بطولات الخليج كل شيء مختلف، ليس الظروف فقط، حيث أنها لا تعتمد على أي معايير ومثلا منتخب يكون مرشحًا من قبل الجميع للفوز باللقب، نظرًا لنتائجه المتميزة قبل البطولة، ويخرج من الدور الأول، والعكس منتخب آخر يكون غير مرشح ونتائجه سيئة قبل البطولة ويعود باللقب، ومن هذا المنطلق الخاص لبطولات كأس الخليج، ولكن من الناحية الفنية نرى أن عملية الإحلال والتجديد التي قام بها العنابي القطري، جاءت في الوقت المناسب، وقبل المشاركة في أمم آسيا بالإمارات عام ٢٠١٩، ومن ثم التجهيز لمونديال ٢٠٢٢ في قطر بمنتخب يجمع مزيجًا بين الخبرة واللاعبين الشباب، الذين يمكنهم أن يصنعوا الفارق في مثل هذه البطولات، وهو الأمر الذي سعى مسؤولو الاتحاد القطري لكرة القدم، لإحداثه قبل هذه البطولة الهامة، والتي يعتبرها الخليجيون أهم من البطولات القارية.